السبت  20 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

شيخ الدبكة: لاجئ من عكا أشهر خطوبته على بنت الشامي راقصاً فوق جبل لبنان (فيديو)

2018-09-05 07:34:25 AM
شيخ الدبكة: لاجئ من عكا أشهر خطوبته على بنت الشامي راقصاً فوق جبل لبنان (فيديو)
حسن الأسمر ووفاء الشامي

 

الحدث- محمد غفري

بالرغم من مرور ما يربو عن السبعين عاماً على ذكرى النكبة الفلسطينية، إلا أن عرق التراث الفلسطيني الأصيل ما زال متجذراً في وجدان الجيل الثالث من اللاجئين حتى اليوم.

على أنغام الترويدة الفلسطينية، بدأت بنت الشامي تتمايل راقصة أمام الأسمر، الذي لبى نداء الجميلة على الفور، وشرع يدور حولها يلوح بمسبحته، قبل أن يشرعا معاً بالدبكة الشعبية الفلسطينية ترافقهم تصفيقات الحاضرين فوق كورنيش جبل لبنان في مدينة جبيل اللبنانية.

لم يكن هذا المشهد فاصلاً مسرحيا، وإنما إشهار بطريقة خاصة لخطوبة الشاب حسن الأسمر (29 عاماً)، على الفتاة وفاء الشامي (24 عاماً)، وهما لاجئان فلسطينيان، هو من عكا وهي من يافا، شاء القدر والعصابات الصهيونية أن يجتمعا في مخيم شاتيلا للاجئين الفلسطينيين في لبنان.

يقول الأسمر، إن يوم الأحد الماضي كان يوم خطبتهما، ولأنهما من أعضاء فرقة البيادر الفنية؛ فقد أحبا أن يكون يوم الخطوبة بنكهة فلسطينية خاصة، ومن هنا جاءت فكرة أداء الدبكة الشعبية على أغنيات من التراث الأصيل.

رسالة أخرى أحب كلاهما إيصالها بهذا الفاصل التراثي، بحسب ما أكد حسن الأسمر في حوار خاص مع "الحدث"، وهي رسالة إلى العالم عن الثقافة والتراث الفلسطيني، وأن اللاجئ الفلسطيني يحب الفرح بالرغم من كافة الظروف التي تواجهه. مصرا على أن حق العودة هو حق مقدس، وأن ما يجري اليوم تداوله من أخبار حول النوايا الأمريكية لتغييب اللاجئين وتقليص أعدادهم لا يعني شيئا ما دمام اللاجئ الفلسطيني حيا، فقضيته تظل حية بحياته ووجوده.

الأسمر يعتبر من مؤسسي فرقة البيادر في مخيم شاتيلا قبل 15 عاماً، أما وفاء فقد التحقت بالفرقة قبل نحو 8 سنوات، وبين أداء حركات الدبكة وأهازيج المجوز واليرغول، كان ثمة مشروع ارتباط مقدس قد بدأ يلوح بالأفق.

يتابع الأسمر عن لقائه بوفاء "دخلت معنا في الفرقة وصرنا أصدقاء، وبعد كم سنة تخطينا الصداقة، وهلأ صرنا خطاب".

لم تكن خطوبة عادية، وإنما أحب شيخ الدبكة وبنت الشامي أن يبعثا خلالها برسالة للعالم كما ذكر سابقاً، مؤكداً أن الرسالة قد وصلت "العالم يلي كانوا موجودين تأثرت وبكت، ولما انتشر الفيديو على الفيس بوك صار في تفاعل واهتمام كبير".

وانتشر عبر موقع فيس بوك مساء يوم الاثنين، مقطع فيديو يؤدي فيه الشاب حسن إلى جانب وفاء بثوبها الفلسطيني مقطعاً من الدبكة الشعبية، على الترويدة الفلسطينية وأغنية "شالت شالت وحطت برام الله" وهي إحدى أغاني فرقة الفنون الشعبية الفلسطينية.

حسن الذي أوصل رسالته حتى الآن لأكثر من 100 ألف مشاهد للمقطع المصور، يؤكد بأنه يحلم بالسلام والأمان والاستقرار لشعبه الفلسطيني.

ولأنه لاجئ التصق به حلم العودة؛ يرى بأن محاولات الإدارة الأمريكية ومن خلفها دولة الاحتلال في تصفية وكالة الأونروا كحل لإنهاء قضية اللاجئين، ما هي وسيلة ضغط على اللاجئين، وتشتيت انتباههم حول قضيتهم الأساسية.

وفي المقابل، يؤكد حسن أن الشعب الفلسطيني يعشق التحديات والصعوبات بدليل كم المؤامرات التي تحاك للقضية الفلسطينية، ومع ذلك ما زال الفلسطيني شوكة في حلق كل المتآمرين.

اليوم يبيع حسن الأسمر الكعك في دكانه الصغير داخل أزقة مخيم شاتيلا، ولا ندري إن كان سيفتتح فرنه الخاص داخل أزقة أخرى في مدينة قاهرة نابليون (عكا)، أم أن مصيره سيبقى معلقاً لسنوات بعيدة على طاولة السياسيين.