الخميس  25 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

صاحب فكرة الكمامة والبصلة.. لم يمت بل ترفّع عن أحلامه (فيديو)

2018-10-01 10:43:18 AM
صاحب فكرة الكمامة والبصلة.. لم يمت بل ترفّع عن أحلامه (فيديو)
الطفل الشهيد ناصر مصبح

 

الحدث - سجود عاصي

عندما يستشهد الطفل في غزة، فإنه لا يموت وإنما يترفع عن أحلامه وأمنياته فقط. 35 طفلا ارتقوا شهداء خلال فعاليات مسيرة العودة منذ 30 مارس الماضي، كان آخرهم صاحب فكرة الكمامة والبصلة الطفل ناصر عزمي مصبح 12 عاما، والذي ارتقى في الجمعة الأخيرة (جمعة انتفاضة الأقصى).

مصبح، كان يرافق شقيقته المسعفة في خيام العودة على الحدود في قطاع غزة، ويساعدها في أحيان كثيرة على تقديم الخدمات الطبية للمتظاهرين الجرحى، حتى اصطاده طلق متفجر أطلقه جنود جيش الاحتلال على رأسه، مما أدى إلى ارتقائه شهيدا.

تقول والدة الطفل ناصر لـ الحدث، إن ابنها لحظة استشهاده لم يكن يحمل سوى "الشاش الطبي" ومحلول الملح، قائلة: "شو عمل ناصر غير إنو كان يحمل شاش ومحلول ملح؟".

وعن أحلام ناصر تحدثت والدته كثيرا عن النشاط الذي كان يمتلكه، فهو حافظ للقرآن، وكان من المتوقع أن يعرض قراءته كاملة أمام الأوقاف، كما وأنه كان إمام مسجد.

وعن أبرز احلامة قالت والدة ناصر، إن حلمه الكبير بالنسبة له كان الصلاة في المسجد الأقصى، تروي والدته "حينها عرضت عليه الحج بدلا من الصلاة في القدس فرفض قائلا على لسانها: الجميع يمكنهم القيام بالحج ولكن لا أحد يستطيع الصلاة في الأقصى "بدي أصلي في القدس ونفسي أشوفها"، وهو الحلم الذي تطمع والدته بتحقيقه بالصلاة والدعاء له في المسجد الأقصى.

وكان ناصر أحد أعضاء الاتحاد الفلسطيني للكونغ فو في قطاع غزة، حيث حصد الحزامين الأصفر والبرتقالي وكان من المتوقع أن يحصد الحزام الأسود في الفترات المقبلة، ولتميزه في هذه الرياضة؛ كان يدرب فريقا للكونغ فو في مدرسته التي كان أحد المتفوقين فيها أكاديميا.

تضيف والدته: "ناصر طفل بعقل رجل"، وكان دائما ما يطرح نفسه رجلا يساعد شقيقتيه في عملهن كمسعفات في مخيمات العودة على حدود غزة حتى ذهب إلى الحدود الجمعة الأخيرة ولم يعد.

"اولادنا شو بيشكلو خطر ع الدبابات والجنود؟ ولا اشي.. تقولوليش ليش بيروحوا ع الحدود.. مش عارفين يوكلوا ولا يشربوا ولا يناموا ولا حتى يلاقوا مكان يلعبو فيه..".

وعن ابتكاره لـ "كمامة البصل"، قالت والدته، إنه ذهب في بداية فعاليات مسيرة العودة إلى مخيمات العودة، ووجد الكل يضع الكمامات ويستعملون البصل للتقليل من حدة الغاز الذي يطلقه جنود الاحتلال، فأخذ قطعة بصل من الأرض ووضعها بداخل الكمامة، حتى تكرر المشهد كثيرا لاحقا في مخيمات العودة.