الأربعاء  24 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

ماذا يريد نتنياهو عندما يحضر إلى الضفة الغربية كي يفتتح شارعاً؟

2018-12-14 09:08:54 AM
ماذا يريد نتنياهو عندما يحضر إلى الضفة الغربية كي يفتتح شارعاً؟
رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو

 

الحدث- محمد غفري

فعلها رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحضر خصيصاً، إلى مستوطنة أدم المقامة على أراضي قرية جبع شمال شرق مدينة القدس المحتلة، كي يشارك في مراسيم افتتاح دوار جديد، في حدث يعتبر عادياً لو جرى داخل الخط الأخضر.

نتنياهو الذي قطع شوطاً كبيراً من أقصى شمال فلسطين التاريخية حيث تجري عملية "درع الشمال" إلى وسط الضفة الغربية، تحدث في كلمته خلال حفل افتتاح دوار جبع عن عملية إطلاق النار التي جرت عند مدخل مستوطنة "عوفرا"، مؤكداً عدم إخلاء أي مستوطن منزله، بل على العكس عزمه بناء المزيد من المنازل للمستوطنين.

يعتبر نتنياهو رئيس الحكومة الوحيد منذ نشأة "إسرائيل" الذي يشارك في افتتاح المشاريع المقامة على أراضي الضفة الغربية، وحدث افتتاحه لدوار جبع يتجاوز مساحة الأسفلت الذي وقف عليه يوم الثلاثاء الماضي، إلى توجيه رسائل سياسية هامة.

الرسالة الأولى وفق ما يرى الخبير في الشأن الإسرائيلي فايز عباس، أن نتنياهو يريد من خلال مشاركته في افتتاح هذا الدوار إرسال رسالة واضحة إلى الشعب الفلسطيني وقيادته أن إسرائيل لن تنسحب من الضفة الغربية.

علل ذلك عباس في حواره مع "الحدث"، لأن إسرائيل استثمرت ملايين الدولارات في هذا المشروع، وهذا يعني أن إسرائيل تواصل العمل والبناء وشق الشوارع، وبالتالي ليس هناك أمل أن تنسحب حتى تقام دولة فلسطينية.

الرسالة الثانية وفق عباس، أن نتنياهو شارك في الافتتاح بعد عدة عمليات إطلاق نار كانت ناجحة، ولم يتم إلقاء القبض على منفذي هذه العمليات، لذلك جاء نتنياهو كي يرسل رسالة إلى المستوطنين أنكم باقون كما أشار إلى ذلك في كلمته.

كل هذا يعني وفق ما يرى فايز عباس "أنه لا أمل من العودة إلى المفاوضات والتوصل إلى اتفاق".

رسالة ثالثة موجهة إلى داخل إسرائيل تحدث عنها المحلل السياسي عادل شديد، أن نتنياهو يريد أن يقيد الحكومات الإسرائيلية القادمة في عدم التفاوض حول هذه المناطق، طالما اعتبرها في كلمته من الخطوط الحمراء.

هل تعني المشاركة فرض السيادة؟

وفق ما قال عادل شديد في حواره مع "الحدث"، فإن مجرد مشاركة نتنياهو في افتتاح شارع في الضفة الغربية المصنفة وفق القانون الدولي منطقة محتلة وتخضع لقانون الحاكم العسكري، هذا يعني أن رئيس الحكومة أصبح لا يفرق بين تل أبيب ودوار جبع، وما ينطبق على تل أبيب سوف ينطبق قريباً على جبع، وستفرض السيادة على هذه المنطقة، التي ستخرج من دائرة المفاوضات ولم تعد منطقة محتلة من وجهة نظر نتنياهو.

لكن فايز عباس يعارض عادل شديد في هذه القضية، عندما أكد أنه لا يرى في المستقبل القريب أي ضم للمنطقة المصنفة "ج" إلى إسرائيل.

وأوضح ذلك، أن إسرائيل تسيطر على هذه الأراضي، ولكن إذا ضمتها يوجد فيها آلاف من الفلسطينيين لا تعرف كيف سيتم التعامل معهم، وهنا ستواجه مشكلة على مستوى المحكمة العليا في إسرائيل، وأيضاً على المستوى الدولي.