الجمعة  29 آذار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

مجموعة على "فيس بوك" تمنع انتساب النساء.. ما هي قصتها؟

2019-01-17 11:19:32 AM
مجموعة على
صورة تعبيرية

 

الحدث- ريم أبو لبن

قد يقتلني الفضول كما غيري من النساء للوقوف على ناصية ذاك المجتمع الصغير المتفرد بـ"الذكور" بعيدا عن أي مداخلات أو حديث "أنثوي" لمعرفة تفاصيله المخفية، وبه يفر عنوة قرابة 52 ألف شاب من هموم الحياة ليقارعوا أطراف حديثهم اليومي ويجلدونه من خلال عبارات ينشرونها بشكل خاص من خلال مجموعة تشاركية اعتبرت هي الأولى من نوعها في الأردن، والتي تميل بمضمونها لحديث الرجال والآباء دون النساء وتحمل اسم "DADSters".

للذكور فقط!

"فكرة المجموعة بدأت في جلسة نقاش بين أربعة أصدقاء، وتم الاتفاق على إنشاء مجموعة مغلقة وحصرية للشباب فقط دون أي وجود للعنصر النسوي، مما يهدف إلى تحقيق المشاركة وتنفيذ المبادرات، بجانب طرق قضايا تخص الشبان فقط". هذا ما أكده لـ"الحدث" الموظف البنكي أمين صادق (34) عاما وهو أحد مؤسسي المجموعة "التشاركية" "DADSters"، حيث تم أنشئت منذ أربعة أشهر لتطرق أبواب الشبان من مختلف التخصصات والأعمار.

قال: "في بداية إنشاء المجموعة كان التركيز يقتصر على مناقشة قضايا تمس الأزواج والآباء، لاسيما وأن غير المتزوجين كانوا يطرحون عدة تساؤلات مفادها كيف تجدون الزواج؟ وكيف ستكون الحياة مع الأطفال؟ وهذه التساؤلات قد اتخذت حيزاً واسعا في المجموعة، إلا أن الأمر قد انحصر في وقت لاحق".

فيما أشار بأن العازبين استنفذوا جميع التساؤلات، ولكن بين الفينة والأخرى تظهر تلك النقاشات والممازحات التي تدور حول واقع المتزوجين.

في ذات السياق، قال صادق: "هذا الواقع  متشابه بين الأعضاء وفي مختلف دول العالم".

وبالحديث عن تطور مضامين المجموعة التشاركية، قال صادق: "بعد ذلك، تطورت المجموعة  لتضم عددا أكبر من الأعضاء، واتسع نطاقها لتشمل تقديم المبادرات الإنسانية والمساعدات للمحتاجين".

أضاف: "نتحدث عن قضايا عامة ونسخر من بعض القضايا، ولكن ما نسعى له حالياً هو تسليط الضوء وبشكل نشط على تفعيل المبادرات وإنشاء الحملات التطوعية، ومنها حملة "الشتاء" لمساعدة المحتاجين، وتقديم المساعدات العينية للأفراد وتقديم العلاج للمرضى، وأنشطة مختلفة".

واستكمل حديثه قائلاً "تم إنشاء مجموعات (طوارئ) داخل المجموعة ذاتها، حيث تم تشكيل لجنة مصغرة لحل مشاكل الأعضاء، كما يتم عقد اجتماعات نقاشية شهرية للأعضاء".

أما عن النقاشات التي تحوم حول الوضع السياسي للبلاد، قال صادق: "أحد بنود الانضمام للمجموعة توضح بأنه لا يجوز تطرق الأعضاء لأمور سياسية أو طائفية أو حتى نشر دعايات شخصية إلا اذا تمت تحت سقف تنظيمي معين".

وعند سؤاله عن ذكر بعض المنشورات التي ينشرها الأعضاء، قال: "هذه منشورات خاصة بهم.. وهم يعبرون عما بداخلهم بكل راحة".

"مجتمع مصغر للرجال"

فيما أوضح صادق بأن المجموعة التشاركية " DADSters" والتي توسم للآباء فقط، قد ضمت قرابة 52 ألف عضو منذ بداية انشائها، لاسيما وأن أغلبهم ممن دخلوا القفص الذهبي، وآخرون ينتظرون الحصول على مفاتيحه، وجميعهم اجتمعوا تحت سقف واحد وصفه صادق بـ "مجتمع مصغر للرجال".

قال المهندس ليث عصام، وهو ناشط  في المجموعة "الخاصة" لـ"الحدث": "انتسبت كعضو في المجموعة قبل شهر تقريبا، وبه ما هو جديد ويتفرد به الرجال فقط، لاسيما وأن أغلب المشاركين من المتزوجين أو المقبلين على الزواج، وأكثر ما يضحكني هو بعض التعليقات التي تشير إلى المشاكل المجتمعية وكذلك الزوجية".

أضاف: "بجانب ذلك، هناك مجالات واسعة لـ تبادل الخبرات والثقافات المختلفة بين المشاركين، لاسيما وأنهم يحملون جنسيات مختلفة".

واستكمل حديثه: "كما أن الجانب الأفضل هو الأعمال الخيرية والمساعدات التي يقدمها الشبان للمحتاجين ومن يبحثون عن عمل".

وقال ضاحكاً: "هناك عدد من النساء اللواتي يظهرن بحسابات وهمية باسم شبان حتى يتمكنّ من دخول الصفحة".

وفي ذات السياق، قال صادق: "إحدى النساء أرسلت لنا رسالة خاصة على المجموعة تفيد بها: أمنيتي في عام 2019 أن أدخل مجموعتكم".

أضاف: "هناك محاولات للاختراق من قبل النساء، غير أن  %99.9 من تلك المحاولات قد باءت بالفشل.. هذه من بين النكات التي أطلقها الأعضاء".

واستكمل حديثه: "هناك عدد كبير من النساء اللوتي يرسلن طلبات لدخول الصفحة، ولكن لخصوصية المجموعة لا يتم إضافة أحد".

وبجانب صادق، فقد عمل أيضا كل من المهندس علي المريان، والمدقق أمجد القيسي، والشاب لؤي عبد الرحمن وهو عامل في مجال تطوير الأعمال، على تطوير ماهية عمل مجموعة "DADSters" والتي تمثل مجتمعاً مصغرا يتسع لأكبر قدر ممكن من رجال العالم.

تجوب بنا الحياة بحثاً عن ملاذ للحديث أو للتعبير وحتى لو كان ذاك التعبير "إلكتروني" أو "تشاركي"، وقد نجد بأن معظم المستمعين او القارئين يعيشون ذات الحالة ويبحثون عن ذات الحل، فيما تبدو الحكاية أشبه بعالم مصغر كل يدور بداخله، والعالم هنا مليء "بالذكور".

ولكن السؤال.. لو اجتمعت النساء في مجموعة "تشاركية" كيف سيلجأن للبوح عما في داخلهن؟