الثلاثاء  16 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

BDS: التنسيق الأمني ولجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي أخطر أشكال التطبيع

ما هي معايير وأشكال التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي؟

2019-03-17 10:43:06 AM
BDS: التنسيق الأمني ولجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي أخطر أشكال التطبيع
الرئيس محمود عباس خلال لقاء مع صحافيين إسرائيليين في المقاطعة (Yonatan Sindel/Flash90)

 

الحدث- محمد غفري

اعتبر الناشط في حركة مقاطعة إسرائيل (BDS) وأحد مؤسسيها عمر البرغوثي، أن التطبيع الرسمي الفلسطيني مثل التنسيق الأمني ولجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي؛ أخطر أشكال التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.

ودعا البرغوثي للضغط من أجل إنهاء أشكال التطبيع الرسمي الفلسطيني، الذي يشكل جسراً للتطبيع الرسمي العربي، فلا نستطيع لوم أي رئيس أو سلطان عربي على فتح أبواب التطبيع مع الاحتلال، ولدينا تطبيع رسمي فلسطيني.

وشدد البرغوثي أنه لابد من الضغط على منظمة التحرير الفلسطينية لوقف كل أشكال التطبيع، وإلزام السلطة الفلسطينية بوقف التطبيع.

المؤتمر الوطني السادس

ونظمت اللجنة الوطنية الفلسطينية للمقاطعة، أمس السبت، المؤتمر الوطني السادس لحركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها (BDS)، تحت عنوان: "مزيداً من المقاطعة ومناهضة التطبيع لمقاومة وعزل النظام الإسرائيلي الاستعماري والعنصري".

وناقش المؤتمر آفاق وتحديات نشر ثقافة المقاطعة ومناهضة التطبيع محلّيّاً وعربيّاً، من خلال ورشاتٍ شاركت فيها قطاعات المعلمين والمرأة والشباب والعمّال.

وناقشت الورش تطوير دور مختلف القطاعات في المقاطعة ومناهضة التطبيع، كما ضم البرنامج ورشة خاصة بالسياسات والإجراءات التي تخدم نشر ثقافة المقاطعة، وورشة لبحث سبل مناهضة التطبيع والمعايير الخاصة محلّيّاً، وورشة المناطق الجغرافية التي ناقشت توجّهات المناطق منفردة والحملات الموحّدة.

يعرف التطبيع، بالمشاركة في أي مشروع أو مبادرة أو نشاط، محلي أو دولي، مصمم خصيصا للجمع (سواء بشكل مباشر أو غير مباشر) بين فلسطينيين (و/أو عرب) وإسرائيليين (أفرادا كانوا أم مؤسسات)، ولا يهدف صراحة إلى مقاومة أو فضح الاحتلال، وكل أشكال التمييز والاضطهاد الممارس على الشعب الفلسطيني.

وخلال ورشة بحث سبل مناهضة التطبيع والمعايير الخاصة محلّيّاً، التي تابعها مراسل "الحدث"، تحدث عمر البرغوثي عن أبرز أشكال ومعايير التطبيع، وعن استثنائات خاصة لا تعتبر تطبيعاً مع الاحتلال.

أشكال ومعايير التطبيع

بالإضافة إلى التطبيع السياسي الرسمي الفلسطيني سالف الذكر، أشار البرغوثي إلى التطبيع الاقتصادي، وعن وجود محاولات حثيثة إسرائيلية أمريكية لعمل ما يسمى بالسلام الاقتصادي، وأن بعض رؤوس الأموال والشركات الفلسطينية تتماشى تماماً مع مشروع السلام الاقتصادي الإسرائيلي، وحتى أن البعض يستثمر في المستعمرات.

ومن الأنشطة التطبيعية، التي جاء على ذكرها البرغوثي هو التطبيع مع المؤسسات المتواطئة مع ممارسات الاحتلال من مؤسسات أكاديمية ورياضية وثقافية إسرائيلية، التي لا تعترف بالحقوق الثلاثة لشعبنا الفلسطيني ولا تعمل معنا على نضال مشترك، نعتبر العمل معها تطبيع.

كما وأكد البرغوثي، أن أنشطة السلام وهي من الكلمات التي انتشرت بعد اتفاق أوسلو بدون تفسير ما هو السلام وبدون عدالة وبدون حق عودة، هي من الأنشطة التي تضر نضالنا، وتعتبر شكلاً من التطبيع.

وبحسب معايير BDS فإن زيارة المواطنين العرب لفلسطين يجب أن يكون دخولهم بواسطة تصريح، وليس عن طريق تأشيرة إسرائيلية لأنه لابد من مقاطعة سفارات العدو، وكل شخص سواء فنان أو رياضي يأتي حتى عبر تصريح بدون أي علاقة مع طرف إسرائيلي يجب أيضاً أن لا يقوم بأي نشاط مع أطراف إسرائيلية متواطئة، وفق ما ذكر البرغوثي.

وشدد البرغوثي على عدم قبولنا لدور "ورق التوت" لمن يخلف بمعايير المقاطعة، موضحاً ذلك بمثال أنه على سبيل إن حضر فنان عالمي إلى تل أبيب وأقام حفلاً، وبعد ممارسة ضغط عالمي عليه قرر عمل حفل في رام الله أو بيت لحم مثلا، فهذا الأمر مرفوض لأنه من الأساس خرق المعايير، ومن يخرق المعايير لا نرحب به.

ومن القضايا التي تشكل شكلاً من أشكال التطبيع وتنطبق عليها المعايير هي السياحة التي تربح الاحتلال، وهنا دعا البرغوثي كل الزوار والسياح والحجاج إلى أن لا يقوموا بخرق معايير المقاطعة عندما يقومون بزيارة الأراضي المقدسة، ورفض ربح الاحتلال ومؤسساته وشركاته والفنادق والباصات من هؤلاء الزوار، وبالمقابل تشجيع الاقتصاد الفلسطيني.

البرغوثي قال، إن المواجهات الرياضة مع رياضيين إسرائيليين يمثلون دولة الاحتلال يعد شكلاً من أشكال التطبيع حتى لو كانت المواجهة بالصدفة.

وعن التطبيع في قضايا الإعلام، أفاد البرغوثي أن نقابة الصحفيين الفلسطينيين وحركة مقاطعة إسرائيل وضعت مجموعة معايير لمناهضة التطبيع الإعلامي، بحيث ترفض ظهور شخصيات إعلامية صهيونية سواء تمثل دولة الاحتلال أو المؤسسات المتواطئة مع الاحتلال في وسائل الإعلام العربية، ويعتبر هذا شكلاً من أشكال التطبيع.

كما يرفض مشاركة الفلسطينيين في لقاءات وبرامج على تلفزيون يشارك فيه متحدث إسرائيلي ويعتبر هذا الأمر تطبيعاً.

محاسبة من يثبت عليه التطبيع

واقترح البرغوثي معيارا جديدا من معايير مناهضة التطبيع وهو محاسبة من يثبت عليه التطبيع، وذلك بعد استطلاع قامت به جامعة بيرزيت شمل مئة مؤسسة فلسطينية خولت BDS بنسبة 82% بوضع هذا المعيار الجديد للمحاسبة.

هذا المعيار الذي جاء على ذكره عمر البرغوثي؛ هو الدعوة لعدم عرض أو ترويج أعمال أو منتجات من يثبت تورطه في ممارسات تطبيعية حتى إنهاء هذا التورط بشكل مقنع والتراجع عنه عملياً بما في ذلك إعلان الالتزام بمعايير المقاطعة.

استثناءات للتطبيع

لا تعتبر حركة مقاطعة إسرائيل (BDS) وفق ما تحدث البرغوثي، المشاركة العربية والفلسطينية في المنتديات والمحافل الدولية التي تشارك فيها إسرائيل شكلاً من أشكال التطبيع، إلا إذا كان هناك منصة تجمع الطرفين.

على سبيل المثال مؤتمر دولي عن البيئة تشارك فيه 30 دولة من بينها فلسطين وإسرائيل، لا يتم دعوة الطرف العربي أو الفلسطيني للانسحاب، وإنما للنضال لطرد إسرائيل من المؤتمر، إلا إذا كان في المؤتمر متحدث إسرائيلي وفلسطيني أو عربي على نفس المنصة، فهذا يعتبر شكلاً من أشكال التطبيع.

وأكد البرغوثي أن أي نوع من المنصة المشتركة يعتبر تطبيعاً، وبالتالي المشاركة في المؤتمرات ليست تطبيعاً إلا إذا كان هناك منصة مشتركة.

كما لا تعتبر المناظرات العالمية تطبيعاً مع الاحتلال، مثل تنظيم مناظرة في جامعة هارفورد بمشاركة شخصية فلسطينية تناظر شخصية صهيونية غير رسمية لا تعتبر تطبيعا، وإنما نوع من النزال الفكري، أما المناظرات في المحافل العربية فهي تعتبر تطبيعا.

ولا تعتبر BDS التعاون مع جهات رسمية إسرائيلية أو غير رسمية في مواجهة الأوبئة والمخاطر الطبيعية على الحياة البشرية شكلاً من أشكال التطبيع، مثلاً أن يضرب زلزال المنطقة أو انتشار وباء، والتعاون مع أي جهة لإنقاذ حياة البشر لا يعتبر تطبيعا، لأن إنقاذ حياة البشر أهم من كل المعايير السياسية.

هذه المعايير للتطبيع وفق البرغوثي هي التي أجمعت عليها كافة الأطر والتنظيمات والمؤسسات التي تشكلت منها حركة مقاطعة إسرائيل، وكل من يريد رفع السقف فهو مرحب به ولكن خارج حركة المقاطعة، بما يضمن استمرار الإجماع داخلها.