الجمعة  29 آذار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

الأسير إبراهيم بيادسة.. حاول تحرير الأسرى فلم يجد من يحرره

أسير ما قبل أوسلو

2019-03-25 06:45:47 AM
الأسير إبراهيم بيادسة.. حاول تحرير الأسرى فلم يجد من يحرره
الأسير إبراهيم بيادسة

الحدث - إبراهيم أبوصفية

قبل 34 سنة وفي مثل هذه الأيام، تمكن الاحتلال من اعتقال خلية  أُتهمت بقتل جندي "إسرائيلي" عام 1984 ومنذ تلك اللحظات حتى يومنا هذا يقبع أفراد الخلية في السجون.

الأسير إبراهيم بيادسة ورفاقه وليد دقة ورشدي وإبراهيم أبو مخ، هم أفراد تلك الخلية التي نفذت عملية خطف جندي إسرائيلي من أجل مبادلته بأسرى فلسطينيين، ولكنهم اضطروا في النهاية لقلته بسبب عدم مقدرتهم على إخفائه.

من هو الأسير بيادسة؟

ولد الأسير إبراهيم عبد الرازق بيادسة بتاريخ 7/03/1960 في مدينة باقة الغربية داخل الأراضي المحتلة عام 1948 ، دخل أمس الأحد 24 أذار/ مارس،عامه الـ 34 في سجون الاحتلال "الإسرائيلية"، وهو من ضمن الأسرى القدامى الذين اُعتقلوا قبل اتفاق أوسلو، ويرفض الاحتلال الإفراج عنهم.

ترعرع بيادسة في مدينة باقة الغربية، وعاش طفولته يتيما بعد وفاة والده عام 1963، حيث كان في الثالثة من عمره حينها. وفي مقابلة مع  "الحدث"، قال حسني بيادسة شقيق إبراهيم، إن شقيقه أنهى دراسته الابتدائية والثانوية في مدارس باقة الغربية، إلا أن الحظ لم يحالفه في إكمال دراسته الجامعية، وانتقل إلى العمل في أحد المصانع حتى يجمع الأموال ويصرف على العائلة.

وبعد تنفيذ العملية بعامين يوم 24/3/1986؛ اقتحمت قوات الاحتلال منزل الأسير بيادسة واقتادته للتحقيق، وبعد انتهاء  التحقيق معه ورفقائه وجهت لهم النيابة العسكرية تهمة الانتماء إلى  الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، وحيازة أسلحة ومتفجرات، والعضوية في خلية نفذت عملية خطف وقتل جندي إسرائيلي.

إبراهيم بيادسة داخل السجن

تنّقل الأسير بيادسة بين غالبية السجون" الإسرائيلية"، وخاض معظم الإضرابات التي خاضتها الحركة الأسيرة، وكان له دور مهم في بناء جسم الحركة الأسيرة، وأوضح شقيقه بأنه من الذين ساهموا في تعليم قيادة الحركة الأسيرة على كيفية التصدي لمخططات ما تسمى " مصلحة السجون".

مر الأسير بيادسة في مرحلة تحول فكري نتيجة الظروف الفكرية العامة؛ كصعود الإسلاميين مع نهاية الثمانينيات في القرن الماضي، وتراجع الفكر اليساري الماركسي؛ نتيجة انهيار الاتحاد السوفيتي، فانعكست هذه التغيرات والتحولات عليه، حيث انتقل من تبني الفكر الماركسي إلى تبني الفكر الإسلامي، إذ طال هذا التغير اللقب الذي كان يكنى به، ففي فترة تبنيه الفكر الماركسي كان يطلق عليه " أبو لينين" وبعد تبنى الفكر الإسلامي أصبح يكنى " أبو إسماعيل".

وقال بيادسة، إن شقيقه تمكن من حفظ القرآن الكريم داخل العزل الإنفرادي الذي أمضى فيه 7 سنوات، كما أنه تمكن من إجادة اللغة الإنجليزية والعبرية، ودرس التاريخ، مشيرا إلى التحاق شقيقه بالجامعة العبرية المفتوحة ودراسته لتخصص العلوم السياسية، إلا أنه لم يحصل على شهادة البكالوريوس؛ نتيجة المشاكل التي حصلت بينه وبين إدارة السجون التي منعته من إكمال تعليمه ونيل الشهادة الجامعية.

ولفت بيادسة إلى أن شقيقه يعاني من عدة أمراض مزمنة  أبرزها مرض الشقيقة وضغط الدم المرتفع، إلا أنه يحافظ على ممارسة الرياضة بشكل يومي في الفترة الصباحية، مشيرا إلى أن القوة البدنية ما زالت ظاهرة عليه، ليتحدى  فيها السجان الذي يراهن على كسره منذ 34 سنة.

فقد الأسير بيادسة والدته عائشة عام 2015 ، حيث توفيت عن عمر يناهز 95 عاما، والتي كانت تنتظر تحرره لتزفه عريسا جميلا كما كانت تردد دائما، لكنها  قضت ثلث عمرها في انتظاره متنقلة بين السجون. كما أنه فقد اثنين من أشقائه وبعض أقاربه.

لماذا رفض الاحتلال الإفراج عنه في صفقات التبادل؟

رفضت الحكومة" الإسرائيلية"الإفراج عن الأسير بيادسة ورفاقه وأسرى الداخل الفلسطيني، بعمليات التبادل ولم تسمح لأي جهة فلسطينية أو عربية المطالبة بهم؛ بسبب اعتبارهم شأن داخلي كونهم يحملون " الجنسية الإسرائيلية".

يعد الأسير بيادسة من الأسرى القدامى المعتقلين ما قبل توقيع اتفاقية أوسلو الذين  وصل عددهم إلى 28 أسيرا، نصفهم من أراضي الداخل المحتل عام 48.