الخميس  25 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

في غزة.. خريج جامعي وروائي يبيع القهوة

"الضوضاء موسيقاي التصويرية للكتابة"

2019-04-22 10:07:55 AM
في غزة.. خريج جامعي وروائي يبيع القهوة

 

الحدث - مثنى النجار

على ناصية الطريق يقف الروائي هاني السالمي ممسكا بيده دلة القهوة ليسكبها لزبائنه في كشك صغير أنشأه لبيع القهوة وتوفير مصدر دخل للعائلة.

يقول السالمي لـ "الحدث"، إنه بدأ العمل على "الكشك" منذ ثمانية أشهر، بحيث يصل حصاد يومه من بيع القهوة إلى 15 شيقلا يوميا. ويضيف: "لا يمكن لهذا المبلغ أن يفعل شيئا لعائلة فيها أربعة أطفال، ولكنني مرغم على فعل ذلك".

وأشار السالمي، أنه روائي وقاص، ومتخصص في أدب الأطفال وحصد عددا من الجوائز الأدبية من بينها أفضل كاتب شاب، ولكن الظروف التي تعصف بقطاع غزة دفعته لمكانه الصغير المتخصص في بيع القهوة برفقة رواياته وكتاباته.

وأكد السالمي خريج كلية العلوم في جامعة الأزهر، أن الوظائف منعدمة في قطاع غزة، والظروف المعيشية في أدنى مستوياتها، وهو الأمر الذي أدى به للبحث عن مصدر رزق آخر لإعالة أطفاله بغض النظر عن ماهيته، بعد يأسه من طرق الأبواب بحثا عن وظيفة وعمل في مجال دراسته واهتمامه.

وأوضح، أن زبائنه يقصون له حكايتهم عن الغربة والأمل والسفر وفقدان الهوية وغيرها، مشيرا، أنه سيجمع هذه القصص والحكايا في رواية واحدة خلال الفترة المقبلة لتضاف إلى رواياته العشر. مضيفا، "الروائي يتمتع بعقل اسفنجي يخزن الأحداث ويتعامل معها كأنها قطرة ماء ويمتصها وقت العطش ليبدأ بكتابتها، حيث يعتبر الضوضاء التي يحظى بها في منطقته وعمله بمثابة موسيقى تصويرية لنصه المكتوب.

يشار، أن وزارة الثقافة في قطاع غزة ترعى طباعة مؤلف جديد للكاتب السالمي تحت عنوان "المسيح الأخير"، ويحضر حاليا لنشر كتابين آخرين بعنوان "قلب طابو" و"الأستاذ الذي خلع بنطاله".

ويقول السالمي، إن الكتابة حب رغما عن مدى توفر الظروف التي تساعد على الكتابة، فهو يكتب كامل أعماله على ورق أبيض بخط اليد، مستعيرا أدواته من أصدقائه.