السبت  20 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

فانكين أعد نفسه وضباطه لمعركة طويلة مع الأسرى.. لكن ما الذي جرى؟

2019-04-24 09:58:55 AM
فانكين أعد نفسه وضباطه لمعركة طويلة مع الأسرى.. لكن ما الذي جرى؟
قوات القمع في السجون الاسرائيلية(ارشيفية)

 

الحدث ــ محمد بدر

قالت صحيفة هآرتس العبرية إن مفوض إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية "آشر فانكين" اعترض على الاتفاق الذي وقع بين الشاباك الإسرائيلي والأسرى الفلسطينيين، وبمقتضاه أعلن الأسرى عن وقف إضرابهم المفتوح عن الطعام والذي استمر لـ 8 أيام، مقابل تركيب هواتف عمومية في أقسامهم.

وأوضحت الصحيفة أن "فانكين" كان يتصرف بناء على رؤيته ورؤية وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي جلعاد أردان، اللذين تعارضت مواقفهما مع موقف رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو والذي كان يرى بضرورة الموافقة على بعض مطالب الأسرى ومنع تدهور الأوضاع في السجون.

ونقلت هآرتس عن مصادر أمنية إسرائيلية تأكيدها أن الشعور الذي ساد في أوساط مصلحة السجون الإسرائيلية هو أن الأسرى تمكنوا من انتزاع نصر كبير، وهو تعبير عن فشل إدارة المعركة بحسب رؤية "فانكين". مع الإشارة، إلى أن نتنياهو أعفى مصلحة السجون من مهمة التفاوض مع الأسرى، وأوكلها لجهاز الشاباك الإسرائيلي، وهو ما يعني ضمنيا عدم رضا نتنياهو عن سلوك "فانكين" في التفاوض وإدارة الأزمات.

وبحسب المصادر الأمنية، فإن "فانكين" يعتقد بضرورة انتهاك أبسط الحقوق التي يتمتع بها الأسرى الفلسطينيين، وعدم التفاوض معهم. وقبل الإضراب، أعد خطة للتعامل مع إضراب طويل، وبدأ يبحث عن إمكانية تغذية الأسرى الفلسطينيين قسريا، متجاهلا توصيات الشاباك بأن المساس بالأسرى قد يقود الأوضاع إلى التصعيد في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وأشارت الصحيفة أن "فانكين" تصرف كما لو أنه يخوض حربا مفتوحة مع الأسرى، دون مراعاة حقيقة الموقف السياسي الإسرائيلي المتخوف من أن يؤدي التصعيد في السجون إلى تصعيد عملي خارجه، وأن تتعطل المباحثات والتفاهمات المتعلقة بقطاع غزة، بالإضافة لإمكانية عودة العمليات الفردية إلى الضفة الغربية.

وأكدت هآرتس أن قرار تركيب أجهزة التشويش في أقسام الأسرى كان بمثابة تحد متعمد، وقد أدى في النهاية إلى تصعيد الأوضاع داخل السجون، بدءا من سجن رامون الصحراوي وصولا إلى سجن النقب وما وقع فيه من عمليات طعن ومواجهات بين الأسرى والسجانين خلال عمليات قمع وتنكيل ونقل من الأقسام.

وأشارت المصادر الأمنية الإسرائيلية أن منفذ عملية الطعن في سجن النقب الأسير إسلام وشاحي كان من المقرر أن ينهي بعد أشهر فترة محكوميته البالغة 19 عاما، وكشف تنفيذه لعملية الطعن رغم قرب الإفراج عنه، صورة حقيقية حول قرار حماس للدخول في حرب لا هوادة فيها في السجون، وفي الأساس كان الشاباك الإسرائيلي قد حذر من ذلك لكن مصلحة السجون لم تكترث للتحذير.

وأوضحت الصحيفة أن إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية تجاهلت كل محاولات الأسرى للتوصل إلى تفاهمات بخصوص أجهزة التشويش، وقررت تركيب الأجهزة في جميع الأقسام والسجون رغم تحذير جيش الاحتلال الإسرائيلي وجهاز الشاباك. ووافق نتنياهو على مقترح أردان ومصلحة السجون بتركيب الأجهزة، وبعد ساعات قليلة من البدء بعملية التركيب، كانت السجون قد تحولت إلى ساحة مواجهة.

وقالت الصحيفة إن الإنجاز الأهم بالنسبة للأسرى في إضرابهم الأخير هو قدرتهم على القفز عن إدارة مصلحة السجون إلى مستويات أرفع، مشيرة إلى أن ممثلي حماس في التفاوض هم من قادة القسام في الانتفاضة الثانية، بينما قاد التفاوض من الطرف الإسرائيلي، مسؤول الاستخبارات في إدارة مصلحة السجون ومسؤول من جهاز الشاباك الإسرائيلي.

وقال مصدر أمني إسرائيلي إن "خطأ فانكين هو أنه لم يفهم الفرق بين إضراب تقوده فتح وإضراب تقوده حماس. أسرى حماس لهم تأثير كبير على المنطقة ولم يكن هناك ولو مرة واحدة قام فيها فانكين ومصلحة السجون بتحليل الموقف من منظور أوسع للمنطقة بأكملها". ووفقا للعديد من المصادر، قال "فانكين" لضباط مصلحة السجون إن تركيب الأجهزة العمومية أمر مستهجن. ويؤكد المصدر الأمني الإسرائيلي أن "فانكين كاد أن يضع المنطقة بأكملها في حالة تصعيد أمني".