الجمعة  19 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

جنرال إسرائيلي يثير تفاصيل حول ملف الجولان ووجود حزب الله هناك

"الطريقة الوحيدة لتحرير مزارع شبعا ومرتفعات الجولان المحتلة هي المقاومة"

2019-04-25 10:12:35 AM
جنرال إسرائيلي يثير تفاصيل حول ملف الجولان ووجود حزب الله هناك
الجولان

 

الحدث ــ محمد بدر

قال الجنرال الإسرائيلي عميت فيشر إن الهدوء الذي عاد للحدود مع سوريا بعد سيطرة الجيش السوري على الجولان، يحمل في طياته قلقا كبيرا لجيش الاحتلال الإسرائيلي بسبب وجود عناصر معادية لا تزال تشكل "مصدر صداع دائم" بالنسبة لـ"إسرائيل"، وذلك لسعيها إلى تأسيس جبهة أخرى ضد "إسرائيل" انطلاقا من الجولان.

وأضاف الجنرال فيشر "بعد الاعتراف الأمريكي بسيادة إسرائيل على الجولان، قال حسن نصر الله أمين عام حزب الله إن الطريقة الوحيدة لتحرير مزارع شبعا ومرتفعات الجولان المحتلة هي المقاومة، وهو ما أكد عليه وزير الدفاع السوري، وليس لدي أي طريقة أخرى لفهم هذه التصريحات سوى أنهم يشرعون في تأسيس جبهة إرهابية  ضدنا في الجولان".

وفي مقابلة خاصة مع صحيفة "إسرائيل اليوم"، أوضح فيشر أن التحدي الذي يواجهه جيش الاحتلال الإسرائيلي هو منع تحول الجولان السوري إلى جنوب لبنان آخر، خاصة بعد انتهاء الحرب في سوريا، وانتصار الجيش السوري بمساعدة حزب الله وقرار الحزب البقاء في الجولان".

"كشفنا مؤخرا عن ملف الجولان السوري"

وبحسب فيشر، فإن حزب الله يقوم في هذه المرحلة بجمع المعلومات والملاحظات حول نشاط جيش الاحتلال الإسرائيلي في منطقة الجولان، وفي المرحلة التالية سيحاول إنشاء بنية تحتية عسكرية عملياتية. وأضاف: "لقد كشفنا مؤخرًا عن ملف الجولان السري الذي يتعامل من خلاله حزب الله".

وكشف فيشر أن نشاط حزب الله في الجولان يتأطر في إطارين مهمين، الأول: تقديم المشورة للجيش السوري في المنطقة الجنوبية وجمع معلومات حول النشاط الإسرائيلي في المنطقة، وهذه المهمة يقودها قيادي في حزب الله يدعى الحاج هشام، أما الإطار الثاني من النشاط فيتركز في إنشاء بنية تحتية عملياتية تسمح للحزب بتنفيذ عمليات عسكرية ضد المستوطنات الإسرائيلية والأهداف الإسرائيلية العسكرية، وذلك من خلال تجنيد نشطاء محليين في الجولان، ولكنه في هذه المرحلة يسعى للهدوء من أجل بناء قدراته العسكرية هناك.

وعن علاقة النظام السوري بقيادة الرئيس بشار الأسد بهذه المحاولات التي يقوم بها حزب الله؛ قال فيشر إنه بالعودة للعام 2000 نجد أن حدثين كبيرين وقعا في المنطقة، الأول: وفاة حافظ الأسد وقدوم بشار الأسد لسدة الحكم، ومن المعروف أن حزب الله يمتلك علاقات أكثر قوة مع الأسد الابن، والحدث الثاني: الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان وثقة حزب الله والنظام السوري بقدرة المقاومة على دحر أي احتلال من خلال القوة والمقاومة، وبالتالي فإنه من الصواب أن نعتقد أن ذات الفكرة موجودة لدى الرئيس السوري بشار الأسد.

وأكد فيشر أن "القيادي في حزب الله الحاج هشام يعمل بالتنسيق مع الجيش السوري، ولذلك فإنه نشاطه غير مخفي عن النظام السوري، ونرى بشكل مستمر دوريات لحزب الله على الحدود متنكرين بلباس الجيش السوري أو يرافقون عناصره، ويقدمون النصائح والاستشارات لضباط الجيش، والنظام هو من استدعاهم ورحب بهم للعمل بشكل مشترك في المنطقة الجنوبية من سوريا".

وأشار الجنرال الإسرائيلي أن "ملف الجولان" بالأساس ملف إيراني، والنظام السوري لا يعلم بكافة تفاصيله ولم يوافق عليه رسميا، ولكنه يمكن الافتراض أن السوريين يراقبون نشاطات حزب الله والإيرانيين فيما يخص "ملف الجولان"، ووجود حزب الله في الجولان كان بديلا عن وجود القوات الإيرانية التي انسحبت عن الحدود بضغط إسرائيلي، والعلاقة بين حزب الله وإيران قوية جدا، وإيران لها ممثلون في لبنان وسوريا ينسقون مع حزب الله.

وكشف الجنرال فيشر أن المجموعات الشيعية الموالية لإيران تتركز بشكل أساسي في شرق وشمال سوريا، وأن هذه المجموعات هي من نفذ القصف على المواقع الإسرائيلية في الجولان في مايو الماضي، كما وقصفت منطقة جبل "حرمون" بصاروخ "ثقيل وخطير" في يناير الماضي، و"تمتلك صواريخ قادرة على تهديدنا".

وحول مستقبل الهدوء على حدود الجولان، قال فيشر إن "الجواب معقد، لأنه مرتبط أيضًا بالجانب الاستراتيجي المتعلق بنجاح إسرائيل من خلال الروس أو الأمريكان في ضمان عدم وجود نشاط يهددها هناك، أو حتى من خلال التنسيق مع الجيش السوري بشكل مباشر لمنع نشاطات حزب الله وإيران، أو من خلال الجيش الإسرائيلي فقط".

وأعرب فيشر عن تخوفه من فشل النشاط العسكري الإسرائيلي في منطقة الجولان، وأشار أن السيناريو الأسوأ يتمثل في عدم نجاح "إسرائيل" في درء الخطر الاستراتيجي والتكتيكي على الأرض، وأن يواصل حزب الله تنفيذ خططه في الجولان، وبناء قاعدة معلوماتية استخبارتية حول جيش الاحتلال الإسرائيلي وزيادة عدد قواته العاملة هناك وإدخال سلاح مضاد للدبابات وقوات من المشاة.

وأضاف فيشر أن "كميات الأسلحة في سوريا مجنونة. ما يحاول حزب الله فعله الآن هو العثور على هؤلاء الأشخاص الذين كانوا حتى الأمس جزءا من الحرب الداخلية في سوريا، وتجنيدهم للعمل ضد إسرائيل مقابل المال، واخضاعهم لدورات تدريبية عسكرية وتزويدهم بالأسلحة".

وقال فيشر إنه لا يعرف إذا ما كان لدى حزب الله القدرة الفورية على فتح النار ضد "إسرائيل" على الحدود، لكنه يؤكد أن هذا بالضبط هو هدف حزب الله المتمثل في إنتاج قدرة تشغيلية هناك. ويقدّر أن عشرات اللبنانيين ومئات السوريين المنتمين لحزب الله ينشطون حاليا في الجولان.