تأثير وقوة الصورة في وجود الشعوب

الحدث - إسراء أبو عيشة

لا شك أن الصورة تعتبر من أهم أدوات الإعلام الحديث، وهي اللغة المشتركة التي يتحدث بها جميع العالم، وهي اللغة المسيطرة أيضا، لما لها من تأثير كبير في إظهار الواقع أو تغييره.

وفي حديث المصور الصحفي أسامة سلوادي، مع الـ " الحدث"، قال أنه في بدايات القرن العشرين استخدمت الحركة الصهيونية الصورة ضد فلسطين، عن طريق إرسال بعثات من المصوريين الأوروبيين إلى فلسطين، وحاولوا إظهارها بأنها أرض فارغة من السكان لا يوجد بها الا القليل من البدو والرعاة يعيشون فيها، ولا يوجد أي نوع من الحضارة في المنطقة، وكانت هذه جميعها محاولات لإثبات مقولة " أرض بلا شعب لشعب بلا أرض".

وكذلك أضاف سلوادي، أن الصورة أستخدمت أيضا كسلاح حربي، فعندما غزا الأمريكان العراق، تم تجنيد جيش من المصوررين، لتوثيق ما يرغبون به، وإبراز ما يحلو لهم، لبقاء القوة بأيديهم، فالواقع أصبح ما يبث على وسائل الإعلام وما نشاهد وليس ما يحدث.

وأشار سلوادي، أن نشأت الصورة أساسا هي كنشأت اللغة، وكانت أول طرق إستخدام الصورة من قبل الإنسان البدائي، عن طريق حفر تاريخه على جدران الكهوف، وكانت هذه الصورة تعتبر كدليل لوجوده.

 وأضاف السلوادي أن الصورة تحولت في عصر من العصور الى اللغة الهيروغليفية " استخدمت الهيروغليفية لنقش وزخرفة النصوص الدينية، وظلت لغة كتابة متداولة حتى القرن الرابع الميلادي في عصر الفراعنة".

وأكد سلوادي، "بأننا في هذا الوقت من الضروري أن نقوم بفهم عميق لآليات عمل الصورة، وآليات إستخدامها، وكيفية الإستفادة بالطرق الصحيحة من الصورة واللغة البصرية في مخاطبة العالم، وذلك لإيصال قضيتنا، وفهم كيف يتعامل العالم مع الصورة كلغة، خصوصا بأننا بدأنا متأخرين في فهم وإستخدام الصورة بالشكل الصحيح".

وفي ذات السياق، أوضح سلوادي، أن تعليم التصوير في الجامعات يحتاج للتطوير، وكذلك إلى دمج خبراء الانثروبولوجي " علم الإنسان"، لتقوية النظام التعليمي للتصوير بشكل جيد، وأضاف، أن الصورة تعتبر من أول أدوات البحث الانثروبولوجي قبل أن تصبح علم أكاديمي، لذلك نحن بحاجة إلى ثورة في التعليم، لفهم أهمية إستخدام الصورة في الطرق المتعددة منها: " أدات توثيق، لغة بصرية، أداة تأريخ،.."، وأشار أننا نستطيع إيصال صوتنا إلى العالم فقط من خلال معرفتنا كيف نخاطب هذا العالم باللغة التي يفهمها  واللغة البسيطة وهي " الصورة".