الخميس  25 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

من يقف وراء تخريب السفن التجارية في ميناء الفجيرة الإماراتي؟

2019-05-16 06:10:01 AM
من يقف وراء تخريب السفن التجارية في ميناء الفجيرة الإماراتي؟
ناقلة نفط

أسرة التحرير

يوم أمس، صرح مسؤول أمني إسرائيلي كبير أن العالم لا يستطيع الكشف عن حجم الخسائر التي تسببت بها عملية تخريب ناقلات النفط في ميناء الفجيرة الإماراتي، وقال إن الدول المهتمة بالأمر لا تستطيع الإعلان حتى كيف تمت العملية لأن ذلك من شأنه أن يؤدي إلى خوف وفزع في أسواق النفط العالمية. وبشكل واضح اتهم المسؤول الإسرائيلي إيران.

تدرك إيران أنها في المرحلة الحالية تحتاج إلى إرسال الرسائل القوية  بدون هوية واضحة وتبني للمسؤولية، وذلك للضغط على الأمريكيين من دون منحهم مبررات للحرب. وعلى مدار سنوات، صنعت إيران مئات السفن والقوارب الحربية الصغيرة لهذا الغرض، ولتهديد حركة الملاحة في مضيق هرمز، حيث إنها تتعامل معها كوحدات خاصة مقاتلة تنفذ عمليتها بشكل خاطف وغير ملاحظ ومن ثم تنسحب بسلام، وبدون تبعات سياسية كبيرة، وفي عام 2012 كانت هذه السفن الصغيرة واحدة من أهم الأدوات التي تدرب عليها الحرس الثوري في مناورته البحرية الكبرى التي أجراها.

عمليا، أوصلت إيران رسالتها الأولى من خلال هذه المهمة السريعة والخاصة، ومنحت قناة الميادين المقربة منها مهمة الكشف عن أسماء الناقلات وأرقامها حتى قبل أن تكشف الخارجية الإماراتية عن ذلك. وبعثت برسالة ثانية أكثر خطورة من خلال حلفائها الحوثيين، بقيامهم بمهاجمة منشآت نفطية سعودية بطائرات مسيرة، ولكن الرسالة الأخطر لم تكتمل بعد، وهي مصدر القوة الآخر الذي ترتكز عليه إيران في تفاوضها الحاد مع الولايات المتحدة، وهي صواريخ أرض أرض التي نقلتها إلى مقربة من الخليج وبثت صورا لعربات كبيرة خلال نقلها، مع الإشارة إلى أن إيران تمتلك أكبر ترسانة صاروخية أرض أرض في الشرق الأوسط، وتستطيع من خلالها تدمير جميع المنشآت النفطية في الخليج.

إن هذه الرسائل التي تنقلها إيران تباعا، تعبر عن حجم الضغوط التي ولدتها العقوبات الاقتصادية الأمريكية، ولكن الولايات المتحدة لا تستطيع أن تغامر بحرب مع إيران في منطقة الخليج بهذا الكم من المحاذير والمعطيات، وهذا ما يفسر محاولة الأمريكيين فتح قناة اتصال مع الإيرانيين عبر السويد، وهو ما كشف عنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والذي بدا أكثر مرونة من ذي قبل في الحديث عن التفاوض مع الإيرانيين.

يعلم الإيرانيون وترامب أنه لن تكون هناك حرب حقيقية بينهما، لكن الخطر الأكبر يكمن في تصرف مفاجئ قد يؤدي بالمنطقة إلى حرب مدمرة.