الجمعة  29 آذار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

محللون إسرائيليون: "صفقة القرن" مصيرها الفشل

2019-05-24 05:35:15 PM
محللون إسرائيليون:

حدث الساعة

قال محلل الشؤون الأمنية في صحيفة "معاريف" العبرية يوسي ميلمان، إن التوقعات بشأن خطة السلام الأمريكية " صفقة القرن " مبالغ فيها بشكل كبير. وأنها "لن تكون حتى ملاحظة هامشية لعشرات خطط السلام التي طرحتها إدارات أميركية منذ حرب الأيام الستة".

وأردف ميلمان أن أداء إدارة ترامب ينطوي على تناقضات هائلة من جهة، قلصت هذه الإدارة المساعدات المالية للسلطة الفلسطينية وللأونروا وللمستشفيات في مدينة القدس، ومن الجهة الأخرى تعقد مؤتمرا دوليا وتطالب رجال أعمال ودول عربية بمساعدة الفلسطينيين ماليا.

ولفت إلى أن التناقضات تميز سياسة ترامب، مثلما حصل في التوتر مع كوريا الشمالية وتلاه لقاء مع زعيمها، كيم جونغ أون، وكذلك مع إيران، التي هدد ترامب بتدميرها وبعد ذلك أعلن أنه لا يريد حربا معها

وأكد ميلمان على أن إدارة ترامب لا يمكن أن تكون "وسيطا نزيها"، لأن "صفقة القرن" بلورها صهر ترامب ومستشاره الخاص، جاريد كوشنير، ومبعوث الرئيس الخاص، جيسون غرينبلات، والسفير في إسرائيل، ديفيد فريدمان، "وجميعهم أميركيون من أصول يهودية، ومؤيدون لإسرائيل عامة ولليمين الاستيطاني خاصة. والمشكلة الأكبر أن ثلاثتهم يفتقرون للخبرة في إدارة صراعات دولية، ويصعب التصديق أنهم ملائمون لدفع مفاوضات في صراع معقد للغاية مثل الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني".

وأضاف أن التسريبات حول "صفقة القرن" تشي بأنها مكونة من قسمين، "في المرحلة الأولى ’سلام اقتصادي’ وبعد ذلك ’سلام سياسي’". وفيما يتعلق بـ"السلام الاقتصادي"، فإن "هذه، عمليا، خطة الخطة الأصلية لرئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو. وكان نتنياهو قد اعترف في خطاب بار إيلان، في العام 2009، بحل الدولتين، "بسبب تخوفه من إدارة باراك أوباما. لكن منذئذ سعى نتنياهو بشكل منهجي إلى تحطيم هذا الحل وفصل وانقسام الشعب الفلسطيني بين غزة والضفة، ومن خلال سياسة فرق تسد والاعتناء بحماس".

وتابع ميلمان أنه في موازاة ذلك "لم يفعل نتنياهو أي شيء من أجل دفع فكرته للسلام الاقتصادي... لكن الحكومات الثلاث التي ترأسها ليس فقط أنها لم تدفع أي خطة من أجل تحسين الوضع الاقتصادي للفلسطينيين في غزة والضفة، وإنما فعلت كل ما بوسعها من أجل إساءته. وغزة بمليوني سكانها موجودة منذ خمس سنوات على حافة انهيار اقتصادي وكارثة إنسانية، والوضع في الضفة آخذ بالتدهور، وبين أسباب ذلك القانون الذي سنته الحكومة (الإسرائيلية) بخصم أموال الضرائب للسلطة الفلسطينية، التي تجمعها إسرائيل وتحتفظ بها كمؤتمنة عليها". 

وأشار ميلمان إلى أنه "لا شك في أن تأثير نتنياهو على ترامب ومستشاريه هائل. وقد تبنى الرئيس اقتراح نتنياهو بالانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران والعودة إلى فرض العقوبات عليها... وهكذا يؤثر نتنياهو على ترامب في موضوع التسوية مع الفلسطينيين أيضا. والإدارة وافقت عمليا على اقتراح نتنياهو وتبنت السلام الاقتصادي".