الأربعاء  24 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

عبد الرحيم الشيخ

جدار العرب / عبد الرحيم الشيخ

في الرابع من آب، في "عام الوباء"، انفجر قلب بيروت كاشفاً عن أكبر احتياطي عالمي للفساد في مرفئها. وفي الثالث عشر من آب، في "عام الوباء" أيضاً، انفطر قلب القدس، التي لا مرفأ لها، كاشفاً عن أكبر احتياطي للخسَّة السياسية في "اتفاق أبراهام." وفي تاريخ لاحق، من آب نفسه في "عام الوباء" نفسه، انكسر قلب مفاوض أسطوري حين أوجز مرارته وصدمته العاطفية خلال "اجتماع القيادة" في رام الله، ببلاغة الخاسر التي تشبه بلاغة دانيال في صحيفة توراتية بالية: "مكة لإسماعيل، والقدس لإسحق"، وللفلسطيني الصليب، بلا جلجلة.

حسين البرغوثي في نيويورك- كتب: عبد الرحيم الشيخ

الحدث - فكر ونقد هذه شذرة إثنوغرافية موجزة، شاهدها هامشيٌّ، وحظُّه من التجربة حظُّ الهامش في تعريف المتن؛ والحاضر الأكبر فيها حسين البرغوثي، وقد كان مداوياً بالشعر والفلسفة والألم. مكانها المسمَّى نيويورك، وأمكنة أخرى، غير مسمَّاة، مفتوحة على القراءة؛ وزمانها المسمَّى العام 2016، وأزمنة أخرى، غير مسمَّاة، مفتوحة على الكتابة. وهي مقدمة قراءة طباقية لعيش الحب كإمكانية لاختبار الشعر، والإحساس بالوقت كإمكانية لاختبار الفلسفة، وانتظار الموت كإمكانية لاختبار الألم... والثنائيات الثلاث كإمكانية مركّ

جامعة بيرزيت: العنف، والعسكرة، والفرجة- عبد الرحيم الشيخ

ليست جامعة بيرزيت استثناءً إلا في كونها قاعدة للعمل الوطني الفلسطيني منذ العام 1924 وحتى اللحظة. ولعل مبعث اللغط الدائر حول ما حصل في حرم الجامعة، منذ مساء يوم أمس الإثنين وحتى ظهيرة اليوم الثلاثاء، مردُّه مغالطة شائعة في الثقافة السياسية الفلسطينية تخلط، عن قصد أحياناً أو دون قصد في غالب الأحيان، بين العنف الثوري، والعسكرة، والفرجة. فمنذ نبذ منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، للكفاح المسلح وتعديل الميثاق الوطني الفلسطيني، بعيد اتفاق أوسلو في العام 1993، تعمقت الهوة

مجالات الثورة المستحيلة

في روايته "خسوف بدر الدين"، يدشِّن باسم خندقجي منحنىً تعويضياً للحرية من داخل الأسر على المستويات النفسية، والثقافية، والسياسية، وفي إطار جمالي يعزُّ نظيره في كتابات الحركة الفلسطينية الأسيرة. وإن كان للداخل الـمَتنيِّ في الرواية أن يطرح أسئلتَهُ، التي ستشكِّل مستويات التحليل النقدي، فإن للخارج السياقيِّ أسئلته، إذ: كيف لأسير فلسطيني ماركسي قضى خمسة عشر عاماً في السجون الصهيونية، ومحكومية، بثلاثة مؤبدات، لا تزال مفتوحة على الحرية، في فلسطين القرن الحادي والعشرين-المحتلة... أن يقيم كومونة صوفية ف

الصندوق والشجرة- عبد الرحيم الشيخ

مع اندلاع انتفاضة العام 1987، صُدم العالم بتقرير إخباري يصور جنوداً صهاينة ينفذون "سياسية تكسير العظام" بحق شابين فلسطينيين في قرية سالم، شرق نابلس، وهي سياسة أعلنها إسحق رابين، وزير الحرب في حينه، لسحق الانتفاضة. لم يكن بوسع إسرائيل، اتهام الكاميرا بمعاداة السامية، إذ كانت الجريمة صارخةً حتى السماء. مضت ثلاثة عقود ولم تغيِّر إسرائيل صورتها، رغم تغيُّر أسطورتها، في الوعي العالمي. ومن قرية سالم نفسها، بُثَّ تقرير آخر في نهاية العام 2005، تظهر فيه فلسطينية تحتضن شجرة زيتون على نحو أسطوري، وتتحدى ج

هشام أحمد.. رحل وفي يده حجر

الرثاء فعل باهت: يجامل الموت، ويتواطأ معه علانيةً، ويطبِّع علاقته مع الحياة بإدخاله حيِّز التذكُّر بالمجَّان. يتحدد الرثاءُ مرَّةً وينطفئ، ويكتفي بتعقيبيَّة البلاغة التي توالف الموت ولا تواجهه... لكنَّ الرثاء، في فلسطين، فاتحة اقتصاد سياسي للموت يزدهر مع رحيل من لم يمتلك حق تقرير مصيره حيَّاً ولا ميِّتاً، وكأنه منذور لخسارة زمان المصير بعد أن خسر مكانه. وإذا كان حسين البرغوثي قد قال ساخراً، قبل لحظات من مواجهة موتٍ لا يحسن الانتظار ولا السخرية، إن: "أسوأ ما في الموت توقيتُه"، فإن هشام أحمد فرارج

ثقافة انتخاب الفلسطيني لـ عبد الرحيم الشيخ

في غمرة الابتذال الذي قد يكتنف مقاربة الواقع السياسي في فلسطين، حيث يتماهى الواصف والموصوف، ليس ثمة جدوى لنقد السلطة إن لم يتَّخذ النقدُ أدوات لا تتورُّط في إعادة إنتاج مفردات السلطة، ونحوها، وأداءاتها. ويمكن، مثلاً، توسُّل علم الأحياء للتَّفريق، على مستوى النَّحو، بين "الانتخاب" و"الانتخابات"؛ وتوسُّل الموسيقى، على مستوى الآليَّة، للتَّفريق بين "ديمقراطية السَّادة" و"ديمقراطية العبيد"؛ وتوسُّل علم الإنسان، على مستوى الأداء، للتَّفريق بين "الاحتفاء" و"المسخرة". قد يبدو هذا النهج قفزة بلاغية في ا

رأس رام الله.. وصفات بديلة للانتحار- عبد الرحيم الشيخ

النقد والسخرية والنفاق، وهي الرياضات اللسانية الأكثر رواجاً في فلسطين اليوم، أمَّنت للكثيرين قول الكثير عن اقتحام قوات الاحتلال الصهيوني حي المصيون مساء الخميس الموافق 10 كانون الثاني 2019، في إطار حملة تواصلت أكثر من شهر من القتل، والهدم، والاعتقال، والترويع، ونزع الكاميرات، وزرعها، في أحياء رام الله ومخيماتها وقراها. وقد بلغ التندُّر ذروته في وصف الغياب المدوِّي لـ«فواعل» السلطة الفلسطينية حين استُهدف «قلب عاصمتها الإدارية المؤقتة» في المصيون، حيث: رئاسة الوزراء، ومقرَّات الأمن، ومؤسسات المال،

رام الله... دولة الورق

مع الاعتذار للمرحوم أحمد زكي، لن نضحك في رام الله فالصورة لم تعد "حلوة"، فخلال أسبوعين صحونا على واقع لطالما أنكرنا وجوده بين المطاعم والكافي شوبات والمسارح والندوات والمواكب والخطابات النارية، ولم يتبق لنا في فضائها سوى الوجه الحقيقي لما نحن فيه من قتامة الحال وألم الاكتشاف ووجع الانكسار.