الجمعة  29 آذار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

#رولا سرحان

عن قيمة التدوين للذاكرة .. فعلُ رواية "العاصي" للأسير سائد سلامة

تدوين- رولا سرحان إذا ما التفتنا عشرين عاماً إلى الوراء، وتتبعنا حركة النتاج الأدبي في فلسطين، فإننا سنلاحظ ذلك الحضور الكثيف لروايةٍ يكتبها الأسرى من داخل السجون، والذين يُعيدون صياغة السجن ويحوِّلونه إلى مكانٍ للفعل الثقافي عبر المساهمة في إنتاجِ السردية والحكاية الفلسطينية، والأهم مكانا لفعلِ تدوين الذاكرة، ذاكرة ما حدث مثلما يحدثُ الآن. ويتجلّى أمام القارئ الملم بالأدب الفلسطيني عموماً، والذي

في معنى الثقافة الفلسطينية التي نحتاج

في شهر آذار، الذي خصه محمود درويش بقصيدة، وخصتهُ وزارة الثقافة الفلسطينية بيوم الثقافة، وفيه يُحتفى بيوم الشعر العالمي، وبيوم المسرح العالمي، يمكن لنا مجدداً أن نلحظ أن الفعل الثقافي في فلسطين

كلمات بين عامين

بلُغةِ المجازِ والوعي سأقول للعام الذي يمضي: إرحل، فلم تكن طيباً كفايةً ولست قائماً إلا بالألم رغم الأمل، وبنية الخروج منك، وإدخالك في سباق الماضي مع نفسه للانتصار علينا ورفضنا لهذا الانتصار الذي يكتُبه غيرنا. ستبقى منك كومةٌ من الأحداث المتشابهة، والأشخاص المتشابهين، الذين ينتقلون معنا من عامٍ إلى آخر ويكررون حضورك بصيغةِ عامٍ جديد. يملؤون فراغ الحاضر بك، فنعودُ كأن أحداً لم يغادرك. فمن الذي يمزح؟ ومن الذي يذبح؟ ومن الذي يربح؟ التاريخُ أم الزمن أم هم؟ ****

مونديال "فلسطين فقط"

عندما كان شعار القوميين والعروبيين أن "فلسطين هي قضية العرب الأولى"، ومن ثم حذفت الأنظمة الرسمية العربية هذا الشعار تدريجياً من خطاباتها، وانشغلت بقمع شعوبها، وتقهقرت القضية الفلسطينية لتصبح قضية الفلسطينيين وحدهم؛ يأتي كأس العالم ليبرهن من جديد أن فلسطين هي قضية الشعوب العربية وإن كره الرسميون العرب والمطبعون وإسرائيل.

في ذكرى إعلان الاستقلال: درويش ونص المستقبل

إذا كانت الدولة هي المكون الذي تتبلور من خلاله الهويات الحديثة، فإن الفلسطينيين يصيغون هويتهم دون أن تكون لهم دولة. وإذا كانت الأوطان تصيغُ الحكاية المشتركة للهوية، فإن وطن الفلسطينيين مقسم إلى جغرافيات تصيغُ الحكاية الكبرى لهم.

المقاومة بين الاستثناء أو التكرار

ليس في المقاومة من تعابير تُربكها أو تُعقد مشهديتها، فلا هي تحتاج لتوصيفات من قبيل عمليات فردية أو عمليات تنظيمية؛ وليست هي تساؤلٌ يحتاجُ إلى إجابة؛ وليس مكانها استثناء، فلا جنين استثناء، ولا نابلس استثناء، ولا حتى غزة استثناء. عند التفكير في الاستثناءات نقعُ في مغالطة مفاهيمية كبرى تتعلقُ بكيف نُعرِّفُ فلسطين أو كيف نُفكر في فلسطين عموماً.

لماذا تركنا المخيم وحيداً؟

يبدو أن "ترك المخيم وحيداً" هي سمةٌ عامةٌ لـ "السياسة اللا سياسية" في بؤس الوعي الفلسطيني اليومي المنقسم ما بين نضالٍ افتراضي، وآخر متفرِّج، وقيادات وطنية نخبوية تعبر عن مغصها بالبيانات. يُتركُ المخيم وحيداً في جنين مثلما تُرك في صبرا وشاتيلا وتل الزعتر وبرج الشمالي ومخيم اليرموك. ومثلما تُتركُ فلسطين وحدها، يُحاصر المخيم، يُنتهك، يُعزل عن محيطه، وتجري محاولاتُ تفتيته وإفراغه، مثلما يتم تفتيتُ فلسطين وإفراغها.

اغتيال نفس الشهيد ومتلازمة الذاكرة الزائفة

هل يتكرر اغتيال نفس الشهيد؟ تبدو فكرة اغتيال نفس الشهيد غريبة. لكن، ألا نشعرُ بأن الشهيد هو نفسه الذي يستشهدُ في كل مرة، بحيث تبدو الأخبار التي نتلقاها كل يوم عن ارتقاء شهيدٍ جديد ما هي إلا خبرٌ عن نفس الشهيد الذي سبقُهُ في تكرار لا يتوقف في حيز يتناتج فيه الشهيد في علاقة يومية معنا؟

هل لمخيم جنين ذاكرة؟

دائماً ما أسألُ نفسي إن كان المكانُ يتذكرنا بنفس الطريقة التي نتذكرُ بها المكان. في المنفى، حيث ولدتُ وعشتُ، إلى أن عدتُ نصف عودة –لأني لم أعد بعد عودةً كاملة أتخلّصُ بها من عبء لجوئي- كنت أتساءل هل يمكن لفلسطين أن تعرفني إذا ما عدتُ إليها، هل سيعرفني المكان الذي لم أولد فيه، ولم أعش فيه؟ كنتُ أفترضُ دائماً أنني أعرفُ فلسطين، لكني كنت أتساءل إذا ما كانت فلسطين ستعرفني، أو كيف سنعرِفُ بعضنا، أو كيف سنتعرَّفُ على بعضنا؟ وهل الحنينُ من طرفي يكفي كي يعرف أحدنا الآخر؟ فلا ذاكرة لي في المكان، ولا للم

الجغرافيا الأولى لحركة البطل

الجغرافيا والحركة متلازمتان، فكي يكون بالإمكان فهم الجغرافيا بطبيعتها وتضاريسها وحدودها، فإن الحركة فيها وعليها هي لازمتُها. فالجغرافيا دون حركة هي وجودٌ لشيء دون معنى وبلا تعيُّن. لكن هل يمكنُ أن تكون العلاقة عكسية؟ أي أن تكون الحركة بلا جغرافيا غير قابلة للتعين هي الأخرى؟