الجمعة  26 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

العدد41| في رام الله: طوارئ الأفاعي!! يعيش مع 100 أفعى

2015-06-16 12:46:59 AM
العدد41| في رام الله: طوارئ الأفاعي!! يعيش مع 100 أفعى
صورة ارشيفية
 
الحدث - محمد أبو الرب
 
بينما يغط المواطن جمال العمواسي من مدينة بيتونيا في نومه، فجأة يقرع جرس الهاتف الخاص به ليتلقى طلباً للنجدة من أحدهم تسللت أفعى إلى منزله أو مزرعته فدب الرعب في المكان.
دون تردد يقفز العمواسي إلى سيارته حاملاً معه مصباحاً وعصا خاصة لإمساك الأفاعي ويذهب مسرعاً إلى العنوان المقصود ليبدأ رحلة البحث عن المقتحم في الأزقة وأرجاء المكان قبل أن يتمكن من العثور على الأفعى ويحدد نوعها من خلال نظره إليها.
وعادة ما تنتشر في فصل الصيف الأفاعي في فلسطين نظراً لطبيعتها الملائمة لانتشار الزواحف عامة والأفاعي بشكل خاص.
ويقول العمواسي ل"الحدث"، إنه يتلقى مئات الاتصالات في فصل الصيف طلباً للنجدة وتخليص الناس من الأفاعي التي تتسلل إلى منازلهم أو مزارعهم.
وعادة يقوم العمواسي بإمساك الأفاعي بكل أنواعها سامة أو غير سامة دون أن يخشى لدغات تلك الأفاعي.
ويقول العمواسي إنه بعد أن يحدد نوع الأفعى يحدد فوراً طريقة إمساكها، فعادة الأفاعي غير السامة بإمكانه اللحاق بها وإمساكها من أي جزء من جسدها قبل أن يحكم قبضته عليها، إلا أن الأفاعي السامة وخصوصاً أفعى فلسطين السامة، تحتاج إلى جهد مضاعف بسبب خطورتها، فهي سريعة اللدغ وسمها قاتل.
ويعرض العمواسي متبرعاً أفلاماً مصورة من خلال موقع اليوتيوب يقوم بتصويرها لإعطاء معلومات للمواطنين عن الأفاعي وأنواعها، ويقول إنه يريد الخير للجميع، لذلك يقوم بتثقيفهم من خلال عرض تجارب حقيقية على الأفاعي وعمل شرح مفصل عنها سواء السامة والمفيدة للطبيعة، أو غير السامة وما نتيجة تعرض أحد المواطنين للدغتها.
وحول هذا الجهد يقول العمواسي إنه لم يتلقَّ الدعم من أي جهة، وهي تتم بمجهوده وعلى نفقته الخاصة وأحيانا تكبده مخاسر مادية، إلا أنه مقتنع بضرورة تقديم الفائدة للمواطنين.
وعرض العمواسي في أحد أفلامه المصورة شاباً تعرض للدغة أفعى غير سامة يعرفها العمواسي بأنها الأفعى البقلاوية غير السامة وكان داخل المشفى.
وعند وصول العمواسي إلى سرير الشاب وجد أن الأطباء بدأوا بإعطائه المصل المضاد للسم، وعند رؤية الأفعى أبلغهم أنها غير سامة، وقد يكون للمصل مفعول عكسي على صحة الشاب الذي لم يدخل السم إلى جسمه، كما أنه ليس بحاجة لعلاج وقام بإخراجه من المشفى بعد توضيح الأمر.
ويضيف العمواسي أن المصل المضاد للسم إذا كان الجسم خالياً من السم، قد يكون له تاثير سلبي، لذلك من الواجب معرفة نوع الأفعى، فإذا كانت غير سامة لا يجب إعطاء المريض أي نوع مضاد وهو لا يحتاج لمشفى أصلاً.
وحول الأنواع السامة في فلسطين، فيزيد عدد الأفاعي السامة عن سبعة أنواع تنتشر في معظم نواحي فلسطين وهي تتفاوت خطورتها من نوع إلى آخر.
ويقول العمواسي إن أفعى فلسطين السامة هي أخطر الأنواع السامة، وتنتشر في معظم المناطق الفلسطينية لذلك يكون خطر التعرض للدغاتها كبير.
ومن أخطر الأفاعي المنتشرة في فلسطين، وتعرض عديد من المواطنين للدغاتها هي أفعى الحراشف المنشارية التي تعيش عادة في منطقة الصحراء وقرب أريحا والأغوار.
كما يعرض العمواسي عدة أفلام مصورة عن أفعى غاية في الخطورة تعرف بالأسود الخبيث وهذا الاسم الذي أطلقه العمواسي على هذه الأفعى التي يخلط المواطنون بينها وبين العربيد غير السام.
أما، حسب ما يقول العمواسي، فهناك الأفاعي غير السامة وعادة يخطئ المواطنون بقتلها أولها العربيد، وهذا النوع من الأفاعي يتعرض للقتل بشكل كبير على الرغم من فائدته للحياة البرية فعادة يقوم العربيد بأكل الأفاعي السامة والقوارض الضارة، ولا يشكل خطراً على الإنسان خصوصاً أنه ليس ساماً ولا يلدغ.
ويفند العمواسي رواية أن العربيد يقوم بخنق الإنسان أو الالتفاف على وسطه من خلال شريط مصور عرض فيه العمواسي كيف أمسك عربيداً وقام يوضعه على رقبته وقال: "لا أشعر بأي شيء، لا يعصر ولا يخنق".
أما حول الأفاعي غير السامة فتنتشر بفلسطين الأفعى الرقطاء البقلاوية غير السامة وهي منتشرة بشكل كبير في جميع أرجاء فلسطين.
وتتغذى هذه الأفعى على الفئران أو الطيور كما أنها تأكل الأفاعي السامة.
ويكون جسم هذه الأفعى مغطى بألوان بنية أو سوداء على شكل حبة حلوى البقلاوة وتكون منفصلة عن بعضها البعض، فعند رؤية هذا النوع فهو غير سام، أما إذا كان اللون متواصل على شكل حرف “w” وبشكل متصل دون تقطع، فهي سامة ويطلق عليها العمواسي أفعى فلسطين السامة.
ويعرض العمواسي أثر سم هذه الأفعى على جسم الإنسان، فخلال دقائق يبدأ السم بتمييع دم الإنسان وتحويله إلى شبه ماء بعد دخوله الجسم.
ويربي العمواسي في حديقة قريبة لمنزله أكثر من أفعى منها الأفاعي التي تعيش في فلسطين وأخرى مستوردة، منها الأصلة الشبكية والكنج سناك وغيرها.
ووصل طول إحدى تلك الأفاعي غير السامة أكثر من 6 أمتار يطلق عليها اسم العملاقة.
وعادة ما يمكن ترويض مثل هذا النوع من الأفاعي التي تعرف بالأصلات.
ويقول العمواسي أنه قام بتربية العملاقة لأكثر من ثلاث سنوات ويوفر لها الغذاء والجو المناسب لطبيعة الجو الذي جاءت منه هذه الأفعى، وكثير من هذه الأفاعي تكاثرت لدى العمواسي في مزرعته بعد توفير الأجواء المناسبة لها.
ويقضي العمواسي الكثير من وقته متنقلاً بين أقفاص أفاعيه التي يدخل إليها أحيانا ويشرب شايه داخل قفصها.
وعن تعرضه للدغات أكد العمواسي أنه رغم حذره إلا أنه تعرض لكثير من العضات من الأفاعي ولكن كانت غير سامة.
ويتكبد العمواسي المشقة الاقتصادية لتوفير طعام الأفاعي ما اضطره لتربية إما الدجاج أو الأرانب وغيرها لتوفير قوت هذه الأفاعي التي تتمدد في مزرعته وجسمها يكبر، ما يعني حاجتها لمزيد من الطعام.
وعادة يقدم العمواسي الدجاج أو الفئران وجبات لأفاعيه، التي تكلفه مادياً لإطعامها جميعها.
ويقول العمواسي الذي بدأ الهواية منذ صغره إنه تعلم فنون التعامل مع الأفاعي بمختلف أنواعها، ويقوم بإجراء التجارب عليها بشكل ذاتي ليتعرف عليها ويثقف المواطنين بها حتى لا يتعرضون للخطر.
كيف لا وقد أطلق على نفسه لقب "طوارئ الأفاعي"، وقد نشر رقم هاتفه حتى لا يجد من يريد النجدة صعوبة بالوصول إليه.
ويقدم العمواسي هذه الخدمة بشكل مجاني للمواطنين ويخلصهم من الأفاعي التي تقتحم منازلهم ومزارعهم، ويضيف عادة تقوم الأفاعي بالتسلل إلى المزارع لما يتوفر فيها من غذاء لها، فأحياناً مزارع الدجاج أو الطيور تكون عرضة لاقتحام الأفاعي، وأحيانا أخرى البيوت القريبة من الجبال تكون أيضاً معرضة لاقتحام الأفاعي.
وقدم العمواسي خدمات كبيرة ومحاضرات في الجامعات ومراكز الدفاع المدني الذين استعانوا به لتعريفهم بأنواع الأفاعي وخطورتها وكيفية التعامل معها في فلسطين، ويقول العمواسي إنه تمكن من معرفة خبايا هذا العالم بعد أن أجرى عشرات التجارب عليها ما مكنه من معرفة أنواعها ومكان إقامتها وتأثير سمها على جسم الإنسان وكذلك المصل المضاد لها.
ويقوم أطباء أحياناً بالاستعانة بخدمات العمواسي لمعرفة نوع المصل المضاد للأفاعي التي لدغت مواطنين، بينما تمكن من إخراج مواطنين تعرضوا للعض من أفاعٍ غير سامة بعد أن أدخلوا إلى المشفى أو منهم من أدخل العناية المكثفة لأنه ليس بحاجة للعلاج.
ويقوم العمواسي بتدريب أبنائه على التعامل مع الأفاعي خصوصاً غير السامة منها والأليفة، كالأصلة التي تقوم ابنته نتال ذات الست سنوات ونصف باللعب معها واقتيادها منذ كانت بعمر الثلاث سنوات.
ويقول العمواسي إنه يقوم بتدريب الأفعي وترويضها بحيث لا تشكل أي خطر على أبنائه كما أنه يراقب سلوكها حتى لا تتحول إلى عدائية على الرغم من قناعته بأنها أليفة جداً.
كما يقوم العمواسي بنشر صور ومقاطع فيديو لابنه أثناء ركوبه على ظهر الأفعى العملاقة ويقول باللعب معها دون أن تشكل أي خطر عليه.
إلا أن العمواسي رغم ثقته بقدراته في التعامل مع الأفاعي إلا أنه لا يدعو للاستهانة بها، كونها أحياناً تكون خطرة، وهنا يدعو جميع المواطنين لأخذ الحيطة والحذر وعدم محاولة إمساك الأفاعي حتى لو كانت غير سامة، مضيفاً أنه قد يخطئ البعض بمعرفة نوع الأفعى ويحاول إمساك إحداها وتكون سامة ما يعرض حياته للخطر.
كما ينصح العمواسي بضرورة الانتباه خلال هذا الصيف، لأنه شكل رقماً قياسياً، كما يقول، في ظهور الأفاعي وخصوصاً الأفعى السامة.
وكانت وزارة الصحة كشفت عن تعرض 95 مواطناً للدغات الأفعى عام 2013 وأكثر من 10 مواطنين حتى نيسان من العام الفائت 2014.
وأوضحت الوزارة على لسان المتحدث باسمها أسامة النجار للحدث أن الوزارة توفر العلاجات والمضادات اللازمة لعلاج من يتعرضون للدغات الأفاعي.
وأشار النجار إلى أن هناك مصنعاً في إسرائيل هو الوحيد الذي يقوم بصناعة هذه المضادات، مشيراً إلى أن نوع الأفعى في فلسطين مختلف عن بقية الأفاعي بالعالم لذلك يجب أن يكون المضاد مناسباً لسمها، كما أن الوزارة تقوم سنوياً باستيراد هذه المضادات اللازمة.
ويضيف النجار أنه في بعض الأحيان يكون عدد من يتعرضون للدغات أكبر مما هو متوفر لدى الوزارة ما يضطرهم لشراء مضادات إضافية.
جدير ذكر أن وزارة الصحة حولت حالات لدغ حرجة إلى المشافي الإسرائيلية داخل الخط الأخضر لتلقي العلاج بسبب صعوبة الحالات.
ويؤثـر سم الأفاعي على الدورة الدموية والجهاز العصبي مما يؤدي إلى تشنجات عصبية، ومن أهم أعراض لدغة الأفعى ظهور جرح على شكل فتح أو أكثر في مكان العضة ناتجة عن غرز أنياب الأفعى مصحوبة بألم شديد ودوخة وارتخاء في الجسم وقد تظهر نوبات تشنج نتيجة تأثر الجهاز العصبي، وفي بعض الحالات قد يحدث فقدان للوعي مما يدل على شدة تأثير المادة السامة، بالإضافة إلى سرعة في النبض والتنفس وانتفاخ وحرقة في مكان اللدغة يصاحبها تغير في لون الجلد.
ويوجد في فلسطين العديد من الأفاعي السامة وغير السامة يقدر عدده  بـ37 نوعاً، وتنتشر في جميع المناطق سواء في الجبال أو الأغوار أو المناطق الزراعية.