الجمعة  26 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

مبادرات الإنارة الآمنة .. هل تُخلص غزة من ظلامها الدائم؟!

2016-05-09 04:13:47 PM
مبادرات الإنارة الآمنة .. هل تُخلص غزة من ظلامها الدائم؟!
الناشطة الاعلامية أسماء الصانع

 

الحدث- محاسن أُصرف

بعد حادثة وفاة أطفال عائلة أبو الهندي الثلاثة في مخيم الشاطئ مساء الجمعة الماضي، وبعيدًا عن وصلات اللوم وإلقاء المسئولية على الآخر، تبنى العديد من الشباب الغزي بدافع المسئولية الأخلاقية والإنسانية الفردية مبادرات طوعية لتخليض بيوت غزة الفقيرة من ظلامها الدائم بتركيب نظام إنارة آمن "ليدات"، وبحسب القائمين على تلك المبادرات فقد لقت نجاحًا ولازالت مستمرة أملًا في الوصول إلى أكبر عدد ممكن.

 

وبحسب آخر إحصائية صادرة عن مركز الميزان لحقوق الإنسان، فإن أزمة الكهرباء المتفاقمة في قطاع غزة منذ عام 2010 قضت بموت (29) فردًا (24) منهم أطفالًا جراء حالات اختناق أو حرائق أحدتثها بدائل الكهرباء كالشموع في بيوت فقراء قطاع غزة المُحاصر منذ عقد من الزمان.

 

ويرى موطنون أن المبادرات حلًا جزئيًا لا يُمكنه أن يُنهي ظلام القطاع المستمر بسبب عدم توفر الكهرباء، لكنهم أكدوا أنها أنجع الطرق لحياة آمنة في ظل تناحر سياسي يقضي على كل حياة، وقال المواطن محسن شعبان:تلك المبادرات تنير حياة المعوزين، مُشددًا على ضرورة تبنيها وتشجيعها على أوسع نطاق بدلًا من لعن الظلام وتبادل الاتهامات خاصة بين الفرق والفصائل الفلسطينية الحاكمة في غزة والضفة.

 

ليدات بدل شمع

وتُشير الناشطة الإعلامية أسماء الصانع، أنها أطلقت عبر صفحتها على "فيس بوك" وسم #ليدات_بدل_شموع، وبيّنت أنها تمكنت ومن معها، على مدار يومين من إطلاق المبادرة من جمع تبرعات تكفي لتوفير مصدر إنارة آمن "ليدات" لقرابة ثلاثين أسرة فقيرة محتاجة في غزة، ما يُسهم في حمايتهم من حرائق الشموع، لافتة أن التبرعات التي تم جمعها لا تقتصر على متبرعين من قطاع غزة بل شاركهم متبرعين آخرين من تركيا وماليزيا ولبنان وتونس والقدس المحتلة.

 

وترى الصانع أنها أحدثت حالة من التضامن الفعلي مع فقراء غزة الذين لا يملكون سبيلًا للإنارة في ظل انقطاع الكهرباء سوى الشموع، وقالت "المبادرة واجب ديني ووطني وأخلاقي للتخفيف من ضحايا الشموع في قطاع غزة المُحاصر".

 

أنر بيتًا أنقذ حياة

والتحق بركب المبادرات الشبابية للتخفيف من حدة الظلام الذي يسود بيوت غزة الفقيرة أثناء انقطاع التيار الكهربائي عنها، محمد حسنة الذي أكد أن إنارة البيت بإمكانها إنقاذ حياة أفراده وتجنيبهم مخاطر الموت بوسائل الإنارة التقليدية ومنها الشموع التي تلجأ لها عائلات الفقراء في غزة.

 

وتبنى حسنة، وهو ناشط شبابي ومسئول في منظمة التعاون الإسلامي بغزة، مسئولية إمداد عشرة بيوت من عائلات أفقر الفقراء في غزة بوسائل إنارة آمنة تُخلصهم من خطر نشوب حرائق جراء استخدام الشموع، وقال :"إن ذلك نابع من المسئولية الأخلاقية الفردية"، داعيًا الجميع ممن يملك القدرة المالية في غزة بدل لعن الظلام أن يُنير طريقًا للحياة بطرق آمنة للأسر الفقيرة، مؤكدًا أن تكاليفها غير باهظة.

 

وفي سياقٍ متصل طالب الحكومة الفلسطينية وكافة المؤسسات العاملة تحت مظلة الدول العربية والإسلامية تبني مشروع الإنارة الآمنة لبيوت أفقر الفقراء، قائلًا :"كل تدخل سيُحدث فرقًا وسيُنقذ حياة "

 

18 مليون دولار

بدوره؛ أكد يوسف إبراهيم وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية، أن إمداد منازل الفقراء في قطاع غزة بسُبل الإنارة البديلة "ليدات" يحتاج موازنة خاصة في ظل الأسعار المرتفعة للوحدة الكاملة والمقدرة بـ (150) دولارًا للبيت الواحد.

 

وكشف إبراهيم أنه في ظل وجود (120) ألف أسرة فقيرة مُسجلة رسميًا لدى وزارته فإن الموازنة التقديرية لتركيب الإنارة البديلة تصل إلى (18) ملون دولارًا لا يُمكن توفيرها بشكل منفرد، وقال أن وزارته سبق وأن قامت بإمداد بعض البيوت بمشاريع الإنارة البديلة بالتنسيق الكامل مع مؤسسات رسمية وأهلية إلا أن تلك المشاريع بقيت محدودة في ظل الأعداد الكبيرة للفقراء الذين لا يملكون بديلًا عن الكهرباء في حال انقطاعها سوى الشموع.

 

29 ضحية

من جانبه أكد مركز الميزان لحقوق الإنسان في غزة أن (29) فردًا منهم (24) طفلًا في قطاع غزة قضوا حرقًا أو اختناقًا بسبب أزمة انقطاع التيار الكهربائي المتصاعدة منذ عام 2010 حتى الآن، وشدد المركز في بيان تلقت "الحدث" نسخًة منه أن انقطاع التيار الكهربائي بشكل متواصل يوميًا ولأكثر من 12 ساعة يُهدد حياة المواطنين ويُضاعف معاناتهم، وقال:"إنه ينتهك حقهم في الحياة" خاصة في ظل لجوء العائلات الفقيرة إلى بدائل غير آمنة كما حدث مع أطفال عائلة الهندي الذين تفحمت أجسادهم الغضة بسبب شمعة.

 

وتساءل المركز في بيانه عن الأسباب الحقيقية لانقطاع التيار الكهربائي في قطاع غزة بوتيرة متفاقمة عام بعد عام، في ظل قيام الحكومة الفلسطينية باقتطاع قيمة فواتير الكهرباء من رواتب موظفيها مسبقًا وإلزامها المواطنين بتسديد الفواتير وقيامها في بعض الأحيان بفصل الكهرباء عن المتخلفين عن الدفع، وقال البيان :"في ظل ذلك ما هو السبب الذي يحول دون القدرة على تسديد قيمة فاتورة الكهرباء التي يوردها الاحتلال لقطاع غزة أو قيمة السولار الصناعي اللازم لتشغيل محطة التوليد بكافة طاقتها إلى قطاع غزة.

 

وحمّل المركز مسئولية ما يحدث لحالة عدم التوافق الفلسطيني واستمرار المناكفات السياسية رغم وجود حكومة توافق، مشددًا على ضرورة إنهاء الانقسام الذي كان سببًا في تدهور الأوضاع الإنسانية في القطاع وحرمان سكانه من حقوقهم الأساسية التي تكفلها لهم المواثيق الدولية.