السبت  27 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

التعليم القطرية تحمّل وزارة الثقافة مسؤولية دخول كتب مدرسية تصف المقاومة الفلسطينية بالإرهاب

2016-10-07 05:21:59 PM
التعليم القطرية تحمّل وزارة الثقافة مسؤولية دخول كتب مدرسية تصف المقاومة الفلسطينية بالإرهاب
جدار الفصل العنصري

 

الحدث- الدوحة

لا تزال قضية الكتاب المدرسي للغة إنكليزية الذي وصف المقاومة الفلسطينية بـ»الإرهاب» وانتشر في عدد من دول الخليج والأردن، يثير المزيد من الجدل وتوسع النقاش حوله بعد أن أشعل مواقع التواصل الإجتماعي خلال الأيام القليلة الماضية.
 
وفي تطور جديد حملت وزارة التعليم والتعليم العالي القطرية، وزارة الثقافة والرياضة المسؤولية عن دخول كتب دراسية إلى البلاد يتعارض محتواها مع توجهات الدولة أو العادات والتقاليد الإسلامية والقطرية. وقال حمد الغالي، مدير مكتب المدارس الخاصة في تصريح نقلته صحيفة «الراية» القطرية، إن إدارة المطبوعات بوزارة الثقافة والرياضة هي المسؤولة عن مراقبة أية مطبوعات قبل دخولها للبلاد وتوزيعها على الطلاب سواء كانت كتباً أو مطويات أو غير ذلك.
 
وأضاف أن المدارس الخاصة مسؤولة مسؤولية كاملة عن الكتب التي تقوم باستيرادها.. مشيراً إلى أنه لا يتم الإفراج عن أي شحنة جمركية خاصة بالمدارس إلا بعد التوقيع من قبل مدير المدرسة بأن الكتب الواردة خالية من أية مخالفات تتنافى مع عادات وتقاليد وسياسة الدولة.
 
وجاءت هذه التفاعلات على إثر إصدار وزارة التعليم والتعليم العالي في قطر إنذاراً رسمياً إلى مدرسة الشويفات الدولية على اثر الأنباء التي راجت عن احتواء مقرر لها لتعبيرات وصفت المقاومة الفلسطينية بالإرهاب واعتبرت ما قاموا به من نضال بأعمال إرهابية.
 
وأشارت الوزارة إلى أنها تأكدت من قيام المدرسة بترويج مقرر «يتنافي مع عادتنا وتقاليدنا والدين الإسلامي لطلبة المدرسة».
 
وأشار المصدر إلى أنه «تم سحب الكتاب وإرجاع الرسوم لجميع الطلبة والتأكيد على إدارة المدرسة بضرورة أخذ موافقة وزارة التعليم قبل استخدام أي كتاب.
 
وجاءت هذه الاستجابة السريعة من وزارة التعليم على ضوء ما تم تداوله نشطاء عبر وسائل التواصل الاجتماعي بخصوص تدريس مدرسة الشويفات الدولية لكتاب مادة الاجتماعيات باللغة الإنكليزية لطلبة الابتدائي يتضمن موضوعات تتعارض مع العادات والتقاليد والدين الإسلامي ويصف الفلسطينيين بأنهم «إرهابيون» ويمارسون أعمالا إرهابية.
 
واستنكر الأهالي من مواطنين ومقيمين الأمر، وانتقد أولياء الأمور والمغردون المدرسة وعن ما تقوم به من تعاليم مخالفة للأطفال الصغار معربين عن غضبهم واستيائهم الشديد.
 
وقالت الوزارة عبر صفحتها الرسمية على «تويتر» إنها قامت بإرسال فريقا مختصا من إدارة شؤون المدارس الخاصة لمدرسة الشويفات الدولية على ضوء ما تم تداوله في مواقع التواصل الاجتماعي حول تدريس كتاب مخالف للطلبة، للتأكد من صحة الواقعة وعليه اتخاذ الإجراءات المناسبة ضد المدرسة.
 
واحتوى الكتاب فقرات مثل: «الإرهابيين الفلسطينيين يستولون على أكثر من رحلة طيران منذ عام 1970 تابعة للخطوط الأمريكية والسويسرية والبريطانية، واستهدفوا الطيران الأمريكي نتيجة إحساسهم أن الولايات المتحدة تدعم إسرائيل لأنهم يريدون أخذ الأرض التي تشغلها اسرائيل».. وتضمنت فقرة أخرى: «هم على استعداد أن يستخدموا التكتيك الإرهابي وأنهم يقومون بتفجير أنفسهم وأن وراء ذلك هو الإرهاب الفلسطيني».
 
وبحسب الصحف المحلية فإن عدة شخصيات وخبراء تربويين طالبوا «بإنشاء هيئة أو لجنة فنيّة لمراجعة المناهج الدراسيّة، يكون من بين اختصاصاتها مراجعة وتدقيق الكتب الدراسيّة للمدارس الخاصّة، لضمان خلوها من الأخطاء والمخالفات التي تتعارض مع قيم وعادات المجتمع. واعتبروا «إن تكرار المخالفات بالمناهج يستدعي تشكيل لجنة من الفنيين في الوزارة تضمّ أساتذة جامعيين لمراجعة مناهج المدارس الخاصّة قبل إقرارها، مطالبين بالتحقيق مع المدارس التي تخالف مناهجها قيم المجتمع وعاداته وإنزال العقاب الرادع بها. وأكد الخبير التربوي الدكتور أحمد النعمة في تصريح لـ «الراية» أن تكرار رصد مخالفات في مناهج المدارس الخاصّة يدل على عدم التفات المسؤولين إليها، داعياً إلى إنزال أقصى العقوبات بالمدارس التي تخالف مناهجها قيم وعادات المجتمع. ودعا إلى تشكيل لجنة من الفنيين في الوزارة على أن تضمّ أساتذة من الجامعة للنظر في مناهج المدارس الخاصة قبل إقرارها.
 
وسجلت مثل هذه الحالات في عدة دول أخرى مثل الأردن والمملكة العربية السعودية والبحرين، وأبدى الناشطون غضبا وسخطا على تقديم هذه المناهج تضحيات الشعب الفلسطيني باعتبارها «إرهابا»، متسائلين عن دور الرقابة على المناهج ووزارة التربية والتعليم وكيفية سماحها بهذا الأمر.
 
وقال الناطق باسم وزارة التربية والتعليم في الأردن وليد الجلاد في تصريحات صحافية، إن طبعة المناهج الأجنبية التي تداولها ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي وقدمت ووصفت الفلسطينيين بالإرهاب، طبعة ثالثة من المناهج غير مجازة من قبل وزارة التربية. وطالب بالتحقيق مع المدارس التي تخالف مناهج وقيم المجتمع وعاداته.
 
وقال: لا بد من النظر في مناهج المدارس الخاصة قبل طرح هذه المناهج على الطلاب في صفوف الدراسة، لافتاً إلى أن النظر في جميع المناهج سواء الحكومية أو الخاصة مطلوب قبل تدريسها.
 
وقال مدير عام مدرسة الشويفات في الأردن لؤي الشوملي، إن إدارة المدرسة ترفض ما جاء في هذه الطبعة الثالثة من كتاب اللغة الإنكليزية والذي تضمن إشارات بالإرهاب للفلسطينيين الذين يقاومون الاحتلال الإسرائيلي.
وأضاف أنه وفور الانتباه لهذا «الخطأ الفادح والذي لا يغتفر» قررت إدارة المدرسة إعادة الطبعة إلى شركة أوكسفورد المسؤولة المباشرة عنه، والتي اعتادت المدرسة على تقديمها للطلبة منذ عام 2009، لكنها لم تكن تتضمن ما ورد في الطبعة الثالثة من إساءة لفلسطين. 
 
وقدم الشوملي اعتذاره عما حصل، مشددا على أن ما أوردته هذه المناهج بحق فلسطين «يمسنا بشكل شخصي وفيه من الأذى الكثير بالنسبة لنا كأردنيين وكعرب».
 
وأكد أن القضية الفلسطينية كانت وما زالت القضية الأولى ونحن أوائل المدافعين عنها.
 
وأوضح أن هذه المناهج حصلت على إجازة من قبل وزارة التربية والتعليم منذ عام 2009، لكن الطبعة الثالثة والجديدة منها لم تحصل على موافقة مسبقة.
 
وتوعد الشوملي بمقاضاة شركة «اكسفورد» المسؤولة المباشرة عن هذا الخطأ البريطاني، ولن تسمح بأن يمر هذا التشويه دون محاسبة.
 
وفي السعودية أخلت وزارة التعليم السعودية مسؤوليتها عن الكتاب، في الوقت نفسه حمّلت وزارة الثقافة والإعلام المسؤولية، كون الكتاب يدرس في مدارس أهلية في البلاد.
 
وقال المتحدث باسم وزارة التعليم، مبارك العصيمي في تصريحات صحافية، إن جميع كتب المدارس الأجنبية التي تأتي من الخارج يتم فحصها من وزارة الإعلام، لافتًا إلى أن جميع المدارس العالمية خاصة والأهلية عمومًا، تخضع للإشراف والمتابعة المنتظمة من وزارة التعليم.
المصدر: القدس العربي