الأحد  19 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

خاص "الحدث"| هل ينعش إضراب الأسرى الجماعي "انتفاضة القدس" هذا الشهر؟

2017-04-11 08:17:52 AM
خاص
انتفاضة القدس (أرشيف)

 

الحدث- محمد غفري

 

جرت العادة أن تحضى إضرابات الأسرى الفلسطينيين بتعاطف الشارع الفلسطيني، وخروج العشرات من الشبان إلى نقاط التماس مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، واشتداد حدة المواجهات الجماعية الشعبية، كما حصل ذلك بالتزامن مع اخر إضراب جماعي للأسرى، عندما بدأ في الرابع والعشرين من نيسان/إبريل عام 2014 نحو 120 معتقلاً فلسطينياً إدارياً الإضراب المفتوح عن الطعام؛ احتجاجاً على استمرار اعتقالهم الإداري، عندها اشتدت المواجهات الشعبية/ ولم تنطفئ إلا بعد انتهاء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في نفس العام.

 

دعوات رسمية لانتفاضة شعبية إسناداً للإضراب

بدا واضحاً خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد، يوم الأحد الماضي، للحديث حول إضراب الأسرى الفلسطينيين الجماعي المقرر انطلاقه يوم 17 نيسان الجاري، إصرار أكثر من متحدث رسمي على أهمية الانتفاضة الشعبية دعماً لإضراب الأسرى في نيل مطالبهم.

 

ودعا كل من رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع، ورئيس نادي الأسير قدورة فارس، وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح ناصر القدوة، وأمين سر المجلس الثوري لحركة فتح ماجد الفتياني، إلى أوسع مساندة شعبية لمعركة الحرية والكرامة التي سيخوضها الأسرى بإضرابهم المفتوح عن الطعام.

 

وقال قراقع، خلال المؤتمر: " إن قيادة الحركة الأسيرة بمختلف أطيافها قررت المشاركة والمساندة في إضراب الأسرى المقرر في 17 من الشهر الجاري، ومن المتوقع أن يكون الإضراب الحالي هو أكثر الإضرابات جماعية للحركة الأسيرة، وستقوده روح الوحدة الوطنية من أجل تحقيق مطالب الأسرى الإنسانية، وهناك جملة من الفعاليات والأنشطة الجماهيرية في الشارع الفلسطيني ستكون لدعم الأسرى في إضرابهم، بالتزامن مع انطلاق فعاليات يوم الأسير الفلسطيني."

 

من جانبه قال فارس :" إن هذا الإضراب هو امتحان كبير ومن سنوات طويلة، لم تنفذ فيه الحركة الأسيرة إضراب بهذا الحجم، داعياً إلى أن تتسع انتفاضة السجون لتشمل الشعب الفلسطيني بكل أماكن تواجده، وبكافة أطيافه، مشدداً على أن هذا الإضراب ليس إضراباً سياسياً بل هو إضراب مطلبي لاستعادة حقوق الأسرى التي سبق وأن حققوها، بإضرابات سابقة، معتبراً أن هذه الخطوة نافذة للحديث عن القضية الفلسطينية، وليس فقط مطالب الأسرى."

 

الإضراب يتزامن مع الارتفاع التدريجي للعمليات الفدائية

هذا ويستدل من معطيات نشرها ما يسمى بجهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك"، أن عدد المواجهات مع قوات الاحتلال، والعمليات الفدائية سجلت الشهر الماضي ارتفاعاً، حيث بلغت 119 مقارنة مع 102 في شباط/ فبراير. 


وأوقعت هذه العمليات خلال الشهر الماضي ستة جرحى إسرائيليين. 

 

كما وشهد شهر نيسان/ أبريل الجاري عدداً من العمليات الفدائية، كان أخرها عملية الدهس عند مستوطنة عوفرا، والتي أسفرت عن مقتل جندي إسرائيلي وجرح آخرين.


ويشار إلى أن الأعداد الشهرية للموجهات الشعبية والعمليات الفدائية شهدت ارتفاعا تدريجيا منذ كانون الأول/ ديسمبر الماضي.

 

الإضراب يتزامن مع انتخابات مجالس الطلبة في الجامعات

لعل انتخابات مجالس الطلبة في الجامعات الفلسطينية تعطي مؤشراً آخراً قد يؤدي إلى اشتعال المواجهات الشعبية على نقاط التماس مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، حيث تتنافس مختلف الكتل الطلابية قبيل الانتخابات في مقدرتها على حشد الطلبة ومستوى حضورها في المواجهات، من الناحية الأولى لتضامنهم مع الأسرى في إضرابهم عن الطعام، ومن ناحية أخرى بحثاً عن أصوات الطلبة الناخبين.

 

وتجري انتخابات مجلس طلبة جامعة بيرزيت بحسب ما نشرت "الحدث" حصرياً يوم العاشر من شهر أيار/ مايو المقبل.

 

وعادة ما يكون طلبة جامعة بيرزيت القريبة من رام الله وقوداً للانتفاضات الشعبية في وجه الاحتلال، لأن خروج الطلبة إلى نقاط التماس عند حاجز بيت أيل (D.C.O)، أو إلى بوابة سجن عوفر، كان ينعش الهبات الشعبية ويرفع من مقياس حرارتها، وذلك لعدة أسباب: أول هذه الأسباب هو خروج طلبة الجامعة بالمئات إلى هذه المواجهات، أما ثاني الأساب فهو التغطية الإعلامية الواسعة لهذه المواجهات لقربها من مدينة رام الله مركز الاعلام، والسبب الثالث هو خروج مظارهات مشابهة متزامنة في مختلف مناطق الضفة الغربية بعدما تنشر صور مظاهرات جامعة بيرزيت على وسائل التواصل الاجتماعي وشاشات التلفزة بقالب تعبوي للجماهير. 

 

في المحصلة النهائية، يبدو أن الإضراب الجماعي للأسرى سوف ينعش الانتفاضة الشعبية بشكل واسع جماعي ويجدد دمائها، ولو كان ذلك بشكل مؤقت، ولكن يبقى السؤال الأهم ما بعد انتهاء الإضراب: هل تستمر الانتفاضة الشعبية بنفس الحجم الجماعي؟ أم تعود وتواصل نهجها بأسلوب العلميات الفردية؟