الجمعة  26 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

نتائج الثانوية العامة كشفت ارتباطنا بالانتفاضة الثانية عبر الأسماء

توحيد، شهادة، فلسطين، يافا، ثورة

2019-07-21 01:51:51 PM
نتائج الثانوية العامة كشفت ارتباطنا بالانتفاضة الثانية عبر الأسماء

الحدث - رولا حسنين

ما إن أُعلنت نتائج امتحان الثانوية العامة "الإنجاز"؛ حتى بدأت أسماء الناجحين تزيّن مواقع التواصل الاجتماعي، بعض المهتمين بقضايا الأسرى والشهداء، أبرزوا أسماء أبنائهم الذين نجحوا في "الثانوية العامة"، فقرأنا أسماء مستوحاة من وطنية الآباء، والتي لها ارتباط واضح ومباشر بالوطن.

علماً أن الطلبة الذين اجتازوا امتحان الثانوية بانتظام هذا العام، هم من مواليد عام 2001، ما يعني أنهم جيل وُلد من رحم انتفاضة الأقصى التي انطلقت شرارتها عام 2000، واقترنت أسماؤهم بالوطن وفعاليات الانتفاضة، وذلك في محاولة المواطنين التعبير عن انتمائهم للوطن.

وأبدع أبناء الأسرى والشهداء في تفوقهم اللافت؛ فتوحيد حمّاد ابنة الأسير مؤيد حماد من بلدة سلواد شمال رام الله، حصلت على معدل 97.7 في الثانوية العامة، علماً أن مؤيد حماد يقضي حكماً بالسجن 7 مؤبدات، وذلك على خلفية تنفيذه ومجموعة مقاومين عملية إطلاق نار عام 2003 في قرية عين يبرود شرقاً، حيث قُتل 3 جنود من جيش الاحتلال الذين كانوا لا يترددون في التنكيل بالفلسطينيين، خاصة في ظل تصاعد قمعهم عقب اندلاع الانتفاضة الثانية.

أما الأسير يحيى شريدة من طوباس، فقد أطلق اسم "شهادة" على ابنته التي كبرت بعيدة عنه، واجتازت الثانوية العامة بمعدل 80.6، ولمن لا يعرف الأسير شريدة؛ فهو يقضي حكماً بالسجن 22 عاماً، واعتقله الاحتلال عام 2003؛ بتهمة نشاطه في كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، كما أنه يعاني من مشاكل صحية صعبة نتيجة سياسة الإهمال الطبي بحقه.

وكان لافتا من بين أسماء الفتيات اللواتي نجحن في الثانوية العامة، ورود اسم فلسطين، وهي ابنة الشهيد رائد الكرمي، حيث حصلت على معدل 71.1. ويعود تاريخ والدها الكرميّ والذي يلقّب "بصاحب الرد السريع"، من طولكرم، الذي يعتبر من أبرز قادة كتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة فتح، وخاض غمار الانتفاضة الأولى بقوة، وتعرض لمحاولات اغتيال متعددة، حتى استطاع الاحتلال اغتياله عام 2002 بعد أن قاد عمليات فدائية رداً على اغتيال الاحتلال لقادة المقاومة في محافظته.

أما يافا الفروخ، ابنة الأسير عصام الفروخ؛ فقد تفوقت في الثانوية العامة وحصدت معدل 94، والتي قاست الحرمان الذي لا بدّ أن يجعل الروح متآكلة، حيث اعتقلت قوات الاحتلال والدها عام 2003، من رام الله، وحكمت عليه بالسجن المؤبد مدى الحياة. فكان قد جسّد اسم يافا المدينة الساحلية وعروس البحر باسم طفلته التي حرم منها منذ سنوات طويلة، تكبر وتتألف بعيدة عنه ولكنها تهديه الحب دوماً.

يافا الفروخ

ثورة، هو اسم ابنة الأسير طالب عمرو من الخليل والذي يعتقله الاحتلال منذ عام 2002، استطاعت رغم القهر والحرمان النجاح في الثانوية العامة، في حين يواجه والدها حكماً بالسجن المؤبد، بتهمة انتمائه لكتائب شهداء الأقصى، ومشاركته في التخطيط لعملية نفذتها الفدائية عندليب طقاطقة رداً على عملية السور الواقي التي أعاد الاحتلال فيها احتلال الضفة الغربية مرة أخرى، خلال الانتفاضة الثانية، وقتل في عمليتها وأصيب عددٌ كبيرٌ من المستوطنين.

الحالات المذكورة غيض من فيض، نماذج من بين عشرات النماذج التي تألقت في نجاحها وإبداعها رغماً عن الاحتلال الذي حاول تحطيم الروح الوطنية لدى الفلسطينين، بأسر أو اغتيال المقاومين، وما يلفت الانتباه أكثر، أن النماذج أعلاه حُرمت من العيش باستقرار عائلي، ورغم ذلك أبدعت، وكان عليها أن تدفع ثمناً باهظاً منذ صغرها، فارتبط الوطن بهم وجداناً وتضحية وتألقاً وحتى اسماً.

ولا يتوقف الحال على ذلك، إنما يبدع الفلسطينيون في إطلاق أسماء المدن والقرى الفلسطينية المهجرة عام النكبة وكذلك أسماء الشهداء والأسرى على أبنائهم حتى يومنا هذا، في محاولة لتجسيد مقاومة الاحتلال بكافة الطرق الممكنة.