السبت  04 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

سحب القوات الأمريكية من ألمانيا يهدد بتفكك حلف الناتو ويضع ألمانيا في اختبار

2020-06-18 10:00:00 AM
سحب القوات الأمريكية من ألمانيا يهدد بتفكك حلف الناتو ويضع ألمانيا في اختبار
الجيش الأمريكي

 

 الحدث- جهاد الدين البدوي 

 نشرت صحيفة "سوهو" الصينية مقالاً تحدثت فيه أنه بسبب الحرب العالمية الثانية، أصبحت الولايات المتحدة، كبلد منتصر لها وجود عسكري في العديد من دول العالم. ففي أوروبا الغربية، تتمركز القيادة الأوروبية الأميركية في مدينة شتوتغارت الألمانية، ولها وجود كبير في 92 دولة.

ترى الصحيفة أن التغيرات الداخلية والدولية التي تمر بها الولايات المتحدة أثرت على نشر قواتها في جميع أنحاء العالم. وإلى جانب تنفيذ سياسة "الولايات المتحدة أولاً"، فإن الجيش الأمريكي ودول أوروبا الغربية لديهم بعض الخلافات، فيما يتعلق بالميزانية العسكرية، بل إن الولايات المتحدة هددت بسحب القوات الامريكية من أوروبا.

تتابع الصحيفة: بشكل غير متوقع، وضعت الولايات المتحدة شعارات الانسحاب موضع التنفيذ. فقبل بضعة أيام، أمر الجيش الأمريكي بسحب 9500 جندي من ألمانيا. ويذكر أنه كان هناك 34500 جندي متمركزين أصلاً في ألمانيا، واليوم لم يبق سوى 25000 جندي. وفقا لخطة البيت الأبيض، سيظل عدد القوات الأمريكية المتمركزة في ألمانيا عند حوالي 25000. ولكن بينما تسحب الولايات المتحدة قواتها من المانيا، أعلنت أنها ستزيد عدد القوات المتمركزة لدى حلفاء آخرين. ويعتقد أن انسحاب القوات الأمريكية من ألمانيا سيضعف القدرات الدفاعية لحلف الناتو.

توضح الصحيفة أنه في مواجهة التهديد الروسي، لا يستطيع عدد قليل من القوات الأمريكية التعامل معها في ظل صراع مفتوح هناك. ونتيجة لذلك، فإن زيادة الدعم العسكري للحلفاء الآخرين مع سحب القوات من ألمانيا يمكن أن تزيد من عبء القوة العسكرية لحلف الناتو إلى أقصى حد.

تشير الصحيفة إلى أن ألمانيا التزمت دائماً باعتبارها "الشقيق الأكبر" في القارة الأوروبية بمبدأ الاستقلال. وفي القضايا الجوهرية لديها رؤيتها وأفكارها الخاصة، ولا تتبع الولايات المتحدة بشكل أعمى. وعلى سبيل المثال، تلتزم ألمانيا في مشروع "نورد ستريم-2" بالتعاون الاقتصادي مع روسيا وتعزيز التنمية المشتركة بين البلدين، وهو ما يخدم المصلحة الوطنية لجميع البلدان. ولكن التدخل "الوحشي" للولايات المتحدة في مشروع نورد ستريم-2، قد أجبر بعض دول حلف الناتو على وقف المشاركة في المشروع، وهو ما جعل ألمانيا غير سعيدة للغاية. بالإضافة إلى ذلك، وفيما يتعلق بالإنفاق العسكري، كانت هناك دائمًا خلافات بين الولايات المتحدة وألمانيا، وهو ما زاد الهوة بين الجانبين، وهو أمر مختلف تماماً عما كان عليه حلف الناتو حين تأسيسه.

لطالما التزمت ألمانيا وفرنسا بسياسة جعل القارة العجوز أوروبية، وهو ما أضعف قيادة الولايات المتحدة للقارة عما سبق. وقد أعلنت ألمانيا وفرنسيا أنهما سيقومان معا بتطوير حاملات طائرات، والجيل السادس من المقاتلات، وانشاء جيش أوروبي موحد.

واقترح الرئيس ماكرون أن تتعلم أوروبا "حماية نفسها" و"عدم الاعتماد على الولايات المتحدة". وهو ما يعتبر انفصال عن الولايات المتحدة التي تعتمد دول أوروبا عليها عسكرياً، وفي هذا السياق تلفت الصحيفة إلى أن أوروبا تلتزم بعلاقات جيدة مع روسيا والصين. وقد أعلن وزير الخارجية الألماني هايكو ماس إن الصين هي "قوة المستقبل العظمى" وأكبر شريك تجاري لألمانيا، وأن العلاقات الجيدة بين الجانبين ضرورية.

تختتم الصحيفة مقالها بالقول: في أوروبا، تعتبر فرنسا الدولة الوحيدة التي لا توجد فيها قوات أمريكية. وعندما انسحب الجيش الأمريكي تدريجياً من ألمانيا، فإن تأسيس قوات عسكرية مستقلة، أكثر ملاءمة لأوروبا، هو الذي يؤدي بأوروبا إلى لعب دور خاص على الساحة الدولية. ومع انسحاب القوات الأمريكية، سينهار نظام حلف الناتو وسيواجه خطر التفكك في المستقبل".