الخميس  16 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

تعددت الأسماء.. والحرب واحدة

2014-07-09 05:00:18 PM
 تعددت الأسماء.. والحرب واحدة
صورة ارشيفية

الحدث – محمد غفري

تباينت الأسماء التي أطلقت على ما يدور من حرب غير عادلة في قطاع غزة منذ صباح الاثنين الماضي، فكانت "العاشر من رمضان"، و"البنيان المرصوص"، و"الجرف الصامد"، أسماء عديدة بأحرف مختلفة ذو دلالات ترمز لأصحابها لا يجمع بينها شيء سوى أنها ذات الحرب الدائرة هناك.
 
كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" أطلقت اسم "العاشر من رمضان" على قصفها الصاروخي للمدن الإسرائيلية، في حين جاء "البنيان المرصوص" الاسم الذي أعلنت عنه سرايا القدس الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي، أما الجانب الاحتلال الإسرائيلي فأطلق على عدوانه الغاشم اسم "الجرف الصامد" الذي يهدف إلى ضرب قدرات فصائل المقاومة الفلسطينية هناك.
 
الأسماء التي تطلق على الحروب عادة ما ترمز إلى معاني ودلالات معينة فلا تأتي من فراغ، منها ما يحمل اسم مكان المعركة أو توقيتها، ومنها ما يرمز إلى معتقدات دينية وفكرية يؤمنون بها، وكذا منها ما  يأتي بحسب نتائج المعركة.
 
وفي دلالات الاسم الذي أطلقه جيش الاحتلال الإسرائيلي على حربه الأخيرة ضد غزة، يرى الصحفي والكاتب المختص بالشأن الإسرائيلي ناصر اللحام، أن "الجرف الصامد" اسم ركيك المعنى وفيه استعارة هوجاء، مبينا أن إطلاق هذا الاسم يدل على ارتباك إسرائيل وبحثها عن الصمود، من خلال طباق وجناس في مفردات اللغة تكشف عن خلل في توازن الأفكار واستقرار النفس، ومحاولة الاستعاضة عن ذلك بموسيقى خارجة مبالغ فيها.
 
ويقول عدنان أبو عامر الباحث في الشؤون الإسرائيلية: إنّ ثمة دائرة في الجيش تُسمى بـ"الدائرة المعنويّة"، أو دائرة "الحرب النفسيّة"، من مهمتها اختيار الاسم الذي سيتم إطلاقه على أي عملية عسكرية، وأوضح أنّ الأسماء التي يتم إطلاقها على الحملات العسكرية ضد الفلسطينيين، تحمل أهدافا دينية وسياسية؛ ودائرة الحرب النفسية في الجيش الإسرائيلي، هي صاحبة القرار الأول في إطلاق الأسماء، ومنح اللقب لأي عملية عسكرية، أياً كان سقفها الزمني، وتستلهم الدائرة مسمياتها من نصوص في التوراة.
 
ومن أبرز الأسماء التي أطلقها الاحتلال على العمليات العسكرية ضد الشعب الفلسطيني في الأعوام القليلة الماضية: السور الواقي عام 2002، وأمطار الصيف عام 2006، وغيوم الخريف عام 2006، والشتاء الساخن في 2007- 2008، والرصاص المصبوب في 2008- 2009، وعامود السحاب عام 2012.
 
طرق تأريخ وتدوين
 
أما المقاومة الفلسطينة فتستخدم أسماء ترمز إلى النصر والكرامة، فمنها ما يأتي اقتباسا من آيات القرآن الكريم، مثل حرب "حجارة السجيل"، وحرب "الفرقان"، أو من الرموز والقادة مثل عمليات الثأئر للشهيد يحيى عياش، كما أطلق حزب الله على بعض عملياته ضد إسرائيل أسماء مثل عملية "الرضوان" وعملية "الوعد الصادق" في حرب لبنان 2006.
 
في هذا الشأـن، قال أستاذ الإعلام في جامعة بيرزيت الدكتور نشأت الأقطش لـ "الحدث": إن استخدام هذه الأسماء، هي طريقة من طرق تأريخ وتدوين لحدث معين حتى يتم تمميزه عن غيره، وإن اختيار الاسم يأخذ أهميته المعنوية والنفسية في وقت الحرب، أما في المستقبل فيطلق على الحرب بناء على سنة حدوثها.
 
وأوضح أن كل طرف يختار الاسم ردا على الطرف الآخر فعندما تختار إسرائيل اسم ديني ترد عليها المقاومة باسم ديني وهكذا، ويضيف بأن كل فصائل المقاومة الفلسطينية تختار الاسم بناء على توجهها إن كان ديني أو علماني.
 
وكان العرب في القرن الماضي يطلقون على حروبهم مع إسرائيل رقم السنة أو أسماء الشهور التي تقع فيها الحرب، مثل حرب 1948، وحرب 1967، وحرب أكتوبر، وحرب الكرامة عام 1968.