الأحد  19 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

عملية كرم أبو سالم الصاعقة... هل يفهم نتنياهو رسالتها؟| بقلم: شارل أبي نادر

2024-05-06 03:56:05 PM
عملية كرم أبو سالم الصاعقة... هل يفهم نتنياهو رسالتها؟| بقلم: شارل أبي نادر

تحت بند "سُمح بالنشر"، أعلنت وسائل الإعلام الإسرائيلية مقتل 3 جنود وإصابة 11 آخرين من جرّاء القصف الصاروخي الذي نفذته القسام على قاعدة قرب معبر كرم أبو سالم في غلاف غزة.

وقالت إذاعة "جيش الاحتلال الإسرائيلي" إن القتلى من كتيبة شاكيد التابعة للواء جفعاتي والكتيبة 931 التابعة للواء ناحال، لافتةً إلى أن عدد الإصابات الكلي في العملية بلغ 15 إصابة. واستناداً إلى التعتيم الذي يمارسه العدو عادةً بشأن إصابات جنوده، يمكن اعتبار هذا العدد -على الأقل - مؤكداً وثابتاً حتماً.

هذه ليست العملية الأولى التي تتعرض لها وحدات العدو المنخرطة في عدوان وحشي على غزة منذ الثامن من أكتوبر الماضي، فعمليات المقاومة على هذه الوحدات ناهزت المئات لتصل إلى الآلاف ربما، من كمائن إلى استهدافات مباشرة بالعبوات الناسفة وبالمضاد للدروع وللأفراد وبالصواريخ والقناصات والأسلحة الفردية، إلى استهدافات غير مباشرة بالهواوين والصواريخ المختلفة المديات. وإصابات جنود العدو وضباطه نتيجة هذه العمليات كانت مؤلمة، ووصلت إلى أعداد كبيرة وغير مسبوقة.

في الواقع، لعملية كرم أبو سالم الأخيرة أبعاد مختلفة عن أغلب تلك العمليات المذكورة، أولاً بسبب توقيتها المتزامن مع حماوة مفاوضات التسوية والتبادل، وثانياً بسبب جغرافيا الحدث المختلفة عن السائد حتى الآن في القطاع. ويمكن الإضاءة على هذه الأبعاد على الشكل التالي:

- نُفذت العملية بصواريخ رجوم المحلية الصنع عيار 114 ملم، التي لا يتجاوز مداها عدة كيلومترات، وهي مسافة تؤكد حتماً أن قواعد إطلاقها لا تتجاوز المناطق الشرقية لمدينة رفح، والمحاذية مباشرة لحدود القطاع مع جنوب غلاف غزة الشرقي. هذا الأمر يؤشر إلى مستوى الجاهزية والتحضيرات العملانية للمقاومة على محور الدفاع الرئيسي في مواجهة محور العدو الرئيسي في هجومه المرتقب على مدينة رفح.

- قبل هذه العملية واستهداف تحشدات العدو، حصلت عملية مماثلة وبصواريخ رجوم في الأول من الشهر الحالي على مستوطنة حوليت شرق القطاع جنوباً، والقريبة بضعة كيلومترات من معبر كرم أبو سالم، وبدت كأنها بمنزلة إنذار جدي لهذه الوحدات العدوة المحتشدة للهجوم المرتقب، وأيضاً بمنزلة رد على تمادي العدو في استهداف المدنيين والنازحين في رفح والمخيمات التابعة لها غرباً في المواصي وجنوب غربي تل السلطان.

 - ما كان لافتاً أيضاً في العمليتين أنهما كانتا من العمليات التي نادراً ما تحصل انطلاقاً من مناطق شرق رفح، على عكس كل العمليات الأخرى المذكورة التي توزعت بكثافة انطلاقاً من كل مناطق القطاع شمالاً ووسطاً وجنوباً في خان يونس.

في المحصلة، جاءت هذه العملية لتؤكد التالي: 

- أن وحدات المقاومة المنتشرة في رفح، والتي لم تنخرط في مواجهات ومعارك الشمال والوسط وخان يونس، وبالتالي ما زالت تحافظ على النسبة الكبيرة من قدراتها في العديد والعتاد والأسلحة، تملك الجاهزية الكافية لتنفيذ صدٍّ ناجح لأي هجوم مجنون على أكبر مدينة جنوب القطاع.

- أن مهاجمة رفح، كما يروج نتنياهو، لن تكون نزهة حتماً. وبعكس ما يدّعي بأنها ستحقق لجيشه ولكيانه النصر المطلق، فإنها ستكون هزيمة كبيرة وكارثة أخرى تضاف إلى مروحة الهزائم التي وقع فيها جيشه، وما زال، في شمال القطاع ووسطه، وبالتأكيد في خان يونس أيضاً مع كمائنها القاتلة لوحداته.

- أخيراً، وربما هو الأهم مما ورد، جاءت هذه العملية في معبر كرم أبو سالم لتسحب من نتنياهو مناورة اعتماد التهديد باجتياح رفح ورقة ضغط لإجبار المقاومة على التنازل في المفاوضات، بالتالي، ستشكل دافعاً مساعداً لإنجاح مفاوضات التسوية والتبادل بشكل متوازن بين العدو والمقاومة.