الثلاثاء  14 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

عزام الأحمد لـ "الحدث": لا إعمار بلا بسط حكومة التوافق سيطرتها على القطاع

2014-09-09 01:22:38 AM
 عزام الأحمد لـ
صورة ارشيفية
 

-   أبو مازن قال لزعماء دولتين إقليميتين: "لا تزجوا بخلافاتكم لضرب قضيتنا"
 

 
 

حاوره: أحمد زكارنة وسراب عوض

رغم الجدل المثار من كلا الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي حول نتائج العدوان الأخير على قطاع غزة، وما تم التوصل إليه في الجزء الأول من المفاوضات غير المباشرة التي قادتها القاهرة، إلا أن بعض المتابعين للتداعيات يعتقدون أن إسرائيل استطاعت الدفع بالمشهد الفلسطيني الداخلي للعودة إلى سابق عهده فيما يخص حالة الانقسام.
ما يحدث دفع الشارع الفلسطيني إلى طرح العديد من التساؤلات الداخلية حيناً، والمرتبطة حينا آخر بالفصل الثاني من استئناف المفاوضات، التي من المفترض أن تبدأ خلال شهر من اتفاق وقف إطلاق النار، خاصة وأن الجانب الإسرائيلي أيضا لديه من المشاكل والأزمات الداخلية ما يشبه المشهد الفلسطيني إلى حد بعيد، ما دفع لتسريب خبر أن دولة الاحتلال لربما لن ترسل وفدها المفاوض مرة أخرى إلى القاهرة لاستكمال ما بدأ من مفاوضات.
حول هذه القضايا، وأخرى أهمها قضية التسريبات التي خرجت مؤخراً من مكتب أمير دولة قطر حول اجتماعه والرئيس محمود عباس مع قيادة حركة حماس برئاسة خالد مشعل، والموقف الفلسطيني المتأرجح فيما يخص موضوع الذهاب إلى ميثاق روما ، التقت "الحدث" مع عزام الأحمد، مفوض العلاقات الوطنية في حركة فتح، ورئيس الوفد الفلسطيني الموحد في المفاوضات غير المباشرة إلى القاهرة، للحديث في تلك القضايا وغيرها التي تهم الشأن الفلسطيني.
وجاء الحوار كالتالي:
- ما رأيك في تصريحات نتنياهو الأخيرة وما تسرب حول نيته عدم إرسال وفد إسرائيلي إلى القاهرة في الأيام المقبلة للبدء بمفاوضات التهدئة كما تم الاتفاق عليه؟
لم أقرأ أي تصريح لنتنياهو بهذا الخصوص، ولكن صدرت تسريبات إعلامية من قبل مقربين منه، ومن قبل وسائل إعلامية إسرائيلية أنه لن يرسل وفداً إلى القاهرة لاستكمال المفاوضات، ولن أتفاجأ إذا فعل ذلك ولم يرسل وفدا للقاهرة. وإذا عدنا وتذكرنا  آخر جلسة مفاوضات، والتيكانت بتاريخ 19/8، والتي مددنا خلالها التهدئة يوماً إضافياً من أجل إنجاز الاتفاق، فإننا نلاحظ أنه قبل انتهاء هذا اليوم بـ 8 ساعات، وبينما كنا نضع اللمسات الأخيرة على إنجاز الاتفاق، وبينما كان الوسيط المصري يتنقل بين الوفدين الفلسطيني والإسرائيلي، ، فجاءه اتصال بينما كان عندنا أن الوفد الإسرائيلي جاءته تعليمات للمغادرة، وتبين فيما بعد أن قرار مغادرتهم كان قرارا مبيتاً، وعلى ما يبدو أنه بسبب معلومات استخباراتية لديهم كانوا ويريدون القيام بعمليات قصف جديدة تستهدف بعض قيادات الجناح العسكري لحركة حماس.
والآن، وفي ضوء الاتفاق الذي تم، فإن النقطة التي تتحدث عن الاجتماع القادم كانت مذكورة على مدار 3 أيام في المسودات اللاحقة، تمحور أبرزها حول نقطتين، تبادل الأسرى وجثامين الشهداء. والإسرائيليون يقولون إنهم يحتفظون ب18ـ جثة لمقاتلين فلسطينيين و25 أسيراً، أما النقطة الثانية فتتعلق بتطوير القدرات التي تتعلق بالأنفاق والتجارب الصاروخية، وبتقديري هم ليسوا في عجلة من أمرهم، ولذلك لن أفاجأ بعدم مجيئهم.
ونحن خلال الأسبوع الماضي التقينا مع الوفد المصري الذي التقى مع الإسرائيليين في تل أبيب وحتى الآن لم يبلغونا ماذا سمعوا من الإسرائيليين، رغم أنهم أكدوا لنا أن لا معلومات لديهم حول نية إسرائيل بعدم المشاركة. ،.
 

في ضوء ما تشهده الساحة الإسرائيلية الداخلية من اتهامات متبادلة، وما تشهده أيضاً الساحة الفلسطينية من اتهامات متبادلة، ماذا تتوقع من جولة المفاوضات المقبلة في القاهرة؟

الإسرائيليون طرحوا في جولة المفاوضات قضية الأسرى والجثامين، وقضية القدرات العسكرية وتنميتها، وأسموها القدرات الهجومية، ونحن كانت لدينا نقطة مهمة جداً وهي الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل في الضفة الغربية بعد 12/6 أي بعد اختفاء المستوطنين الثلاث الذين وجدوا فيما بعد مقتولين. الإجراءات الإسرائيلية معروفة، عودة حواجز الجيش الإسرائيلي للطرق الرابطة في الضفة الغربية، وعربدة المستوطنين واعتداءاتهم على المزارعين والقرى والمدن الفلسطينية، كما تم اعتقال ما يزيد عن 1000 مواطن بينهم نواب وأسرى محررين ضمن اتفاقية شاليط، إضافة إلى تصرفات المستوطنين في القدس، وهناك أيضاً قضية مهمة تتعلق في الميناء والمطار، وهي إعادة تهيئة وتصليح المطار وتشغيله، واستكمال إنشاءات الميناء.
وفي إطار الاتفاق الذي لم يستمر، اتفقنا أن من حق كل طرف أن يطرح ما يريد على جدول الأعمال، وجدول الأعمال من حق مصر أن تغيره أو تعدل فيه.
 
 

هل ستأتي المفاوضات في الجولة الثانية بنتائج واضحة ومباشرة، أم سنضيع بعض الوقت ونمدد الهدنة لتصبح هدناً متتالية ومتتابعة؟

أولاً: ما تم ليس هدنة، بل وقف إطلاق نار ثابت ودائم، والنقاط التي كانت عليها خلافات كبيرة أجلت، المفترض عندما تستأنف أن نصل إلى نتائج، ولا أستطيع أن أتوقع أننا سنصل أو لا، لكن على سبيل المثال حول قضية الميناء والمطار سنبدأ بهما عندما يبدأ الإعمار حتى لو لم نتباحث مع الإسرائيليين، فهذا غير خاضع لاتفاق لأنه جزء من اتفاقات سابقة، وكما قال الرئيس أبو مازن "عندما نبدأ في الإعمار، سنبدأ في إعمار المطار وإنشاء الميناء دون إذن من أحد"، هذه اتفاقات موقعة، وكانت موجودة على الأرض، لكن ظروف الانقسام هي ما تسبب في عدم استكمال بناء الميناء، واستعادة عمل المطار. من المفترض أن نصل إلى نتائج، أما إذا لم نصل إلى نتائج بسبب مواقفهم، وقتئذ لكل حادث حديث، ربما يصبح كل الموضوع مهددا.
 
 

هل يوجد سقف أدنى في المفاوضات؟ بخصوص االصيد والمعابر ورفع الحصار؟

هذا موضوع أصبح خلفنا، أولا الصيد وفق ما أعلن ينطلق من 6 ميل،  ولا يوجد في الأمر لبس، فمن يقولون أن هنالك لبس في الموضوع، هم لا يعرفون الموضوع ولا يتابعون جيداً، عندما تقول في اللغة تنطلق من 6 يكون المدى أوسع من 6 ميل، لأن الاتفاق أصله في أوسلو 12 ميل، عندما نقول فتح المعابر يعني فتح المعابر كافة ولا يحتاج الأمر للتحزير، "واللي بيتحزر بيكون مش فاهم"، وعن فتح المعابر لم نقل فتحها ليوم، بل قلنا فتح المعابر وتأمين مستلزمات الإعمار وانتهى. ومستلزمات الإعمار معروفة، وبالتالي القصة ليست "قصة جلسات تحشيش فكري في إحدى المقاهي"، وإنما هي تنفيذ وإعمار، ومن يعرف ذلك الفنيون والمهندسون "وليس الذين يتناقشون فيما بينهم ولا عمل لهم سوى الكلام"، ومعروف أن إعادة الإعمار تحتاج لحديد وإسمنت وحصمة ورمل وتخطيط وخشب، وهذه ليست مهام رجال السياسة ليتحزروا ماذا تحتاج، يكفي كلمة توفير مستلزمات، وهذه غير مطروحة للنقاش أصلاً في المفاوضات المقبلة.
 
 

حتى اليوم معبر رفح ينظر إليه بأنه لم يفتح حتى اللحظة، وحسب الوضع المصري والاتفاقيات الفلسطينية يجب وجود حرس الرئاسة هناك، لكن متى سيعود حرس الرئاسة ويعمل المعبر بشكل كامل وطبيعي؟

قصة معبر رفح تم الاتفاق عليها بيننا وبين المصريين قبل الحرب بشهر، وتم الاتفاق معي شخصياً، وفي جلسة ثانية معي ومع اللواء ماجد فرج، وفي جلسة ثالثة، لم تكن مخصصة كانت بوجود الرئيس أبو مازن، وكما أعلن سفير جمهورية مصر العربية أن هذا شأن فلسطيني- مصري، ومصر لن تفتحه بشكل كامل وطبيعي إلا بوجود السلطة الشرعية في غزة وقبل حرس الرئاسة، يجب وجود سلطة فلسطينية شرعية، التي لا يوجد سلطة شرعية سواها، ويترأسها الرئيس أبو مازن، وأن تبسط سلطتها على كل غزة، والمعبر يجب أن تكون إدارته الكاملة لهذه السلطة والأمن لحرس الرئاسة، ليس للمعبر فقط وإنما للشريط الحدودي بأكمله "الحدود المشتركة بيننا وبين مصر" على امتداد 13 كيلومترا ونصف، ومعنى ذلك أننا بحاجة لـ"2000" جندي ينتشرون على هذا الشريط، نحن بصدد إعادة تأهيل حرس الرئاسة والقوات الموجودة في غزة، ومصر رحبت باستقبال دورات متلاحقة لأفراد حرس الرئيس الذين، حتى اللحظة ومنذ 6 سنوات لم يغادروا منازلهم في غزة.
 
 

على ضوء تصريحات الرئيس حول حكومة الظل وإلى آخره، وهذا الخلاف الفلسطيني الواضح، هل تعتقد أن الموقف الفلسطيني ما زال موقفاً موحداً؟

نعم موحد، ويجب أن يبقى موحداً، ولن يكون هناك تنفيذ لكل ما ذكرته، وفي مقدمته إعادة الإعمار، إلا بوجود سلطة شرعية فلسطينية وحكومتها، وإلا فلن يدفع أحد من المانحين دولاراً واحداً، لن تدخل غزة سيارة رمل أو كيس إسمنت، إلا بوجود سلطة شرعية تتحمل المسؤولية، فالعالم لا يتعامل مع فصائل، لا مع فتح ولا مع حماس، وإسرائيل رغم أنها من الذين تآمروا لإحداث الانقسام واستمراره، أيضاً في المفاوضات كل شيء ربط تنفيذه بالسلطة السياسية وحكومتها، هناك ممارسات خاطئة من قبل حماس، ولا أريد أن أستعرضها هنا، ولكن سأعرج على أبرزها مثل الاعتداء على وزير الصحة؛ هذه جريمة أدعو لملاحقة من ارتكبها ومن يقف خلفها ومن رتبها، حتى لو بعد مئة عام، لأنها جريمة لا تغتفر، وهذه الجريمة معناها أن هناك أصابع وأيدي لا تريد للمصالحة أن تصبح حقيقة على الأرض، بل تريد أن تُبقي الأمر واقعا غريباً، وأنا أقول أن هذا مستحيل لن يطبق شيء ولن يكون هناك إنهاء لمعاناة غزة إلا في ظل الوحدة، وسلطة شرعية وحكومتها، ونحن سنتوجه إلى حماس كفتح، وشكلنا وفداً لذلك وليس كما تقول وسائل الإعلام لفتح حوار، بل لنجلس جلسة واحدة وسنرتب كل شيء قبل أن نجلس، لأننا نريد أن نأخذ أجوبة واضحة، أسود أو أبيض حول كل الأخطاء التي مورست، حول حق حكومة التوافق الوطني وبسط سلطتها المطلقة، ودون نزاع أو عراقيل من أي كان، حتى لو كان يمتلك نووري وليس صواريخ، الحكومة يجب أن تبسط سلطتها حتى نبدأ بالعمل، وإذا كانت الأجوبة إيجابية، فإن القافلة تسير، وستسير بسرعة قصوى، وإذا كانت الأجوبة سلبية، أنا أقول إن على الشعب الفلسطيني أن يتحرك من أجل كرامته ومن أجل إنهاء الانقسام ومن أجل وحدته، ومن أجل إنهاء معاناة ثلث سكان غزة الذين لا يجدون مأوى، ومن أجل إنهاء مشكلة من هم دون مياه وكهرباء.
 
 

ما رأيك في التسريبات التي خرجت عن لقاء الدوحة؟

لا أريد أن نفي أو تأكيد دقة ما نشر، ولكن أعبر عن أسفي الشديد لمثل هذه التسريبات التي تهدف إلى التخريب، والإساءة وزرع الفتن، كانت بعض التتسريبات سواء من عناصر قيادية أو من قبل مواقع صفراء لا تبحث إلا عن إثارة الفتن، ومن يبحث عن إثارة الفتن لا أشك في وطنيته، بل أجزم بخيانته.
 
 

هل خرجت تلك التصريحات بأوراق مختومة من مكتب رئيس دولة؟

أنا تحدثت عن الصحافة الصفراء في الجزء الأول، وقلت لا أريد نفيا أو تأكيداً، ولكن عبرت عن أسفي، وانتقلت لتسريبات أخرى تخدم نفس الغرض ونفس الهدف الذي يرمي إلى التخريب حتى لو كانوا فلسطينيين، سواء مواقع أو قيادات أو أفرادأً، وأعود وأكرر "أشك في وطنيتهم".
 
 

لاحظنا في الأيام الأخيرة أن هناك نوعاً من التراجع الذي يلامس الانهيار، أو ربما يظنه البعض انهياراً لمشروع المصالحة، وفي هذا السياق سمعنا عن طرح، وطرح مضاد، والطابع يتسم بالاتهام المتبادل، فهل هذا سيعيدنا للمربع الأول، مربع الانقسام؟

 
أريد من كل إنسان يستطيع القراءة والكتابة ويسمع ويشاهد، أن يترك تصريحات كل القادة جانباً، أريد أن أوجه لهؤلاء المتسائلين عدة أسئلة، ما رأيهم في الاعتداء على وزير الصحة؟ وما رأيهم بملاحقة كوادر فتح أثناء الحرب؟ ما رأيهم باقتحام مقر حزب الشعب؟ واقتحام مقر فدا؟ يكفي ذلك، وأنا أقول أن هؤلاء المتسائلين بدل أن يتساءلوا، عليهم أن يجيبوا.
 
 
 

ما حقيقة موضوع اكتشاف خلية لحماس تخطط الانقلاب على السلطة في الضفة الغربية، مع أن قاعدة كبيرة من المواطنين يشكون في حقيقة ذلك؟

 
القانون لا يحمي المغفلين، ومن يفكر بكلمة الانقلاب التي رددت كثيراً، والذي قيل أن حماس تريد أن تنفذه هذا يكون مغفلاً، هل يعقل أن يقوم 92 شخص أو 1000 أو 2000 بعمل انقلاب؟ لا طبعاً، والتحقيقات تشير إلى أن الهدف كان دفع إسرائيل للقيام بأعمال في الضفة الغربية تؤدي إلى انهيار السلطة، هذا ما نشر، لماذا لا تقرأ الناس ما كتب بشكل جيد؟ فكلمة انقلاب ليس بمفهومها التقليدي. إسرائيل هي من تريد القيام بانقلاب بتحريض من آخرين أو بجر رجل، ولا أريد التوضيح أكثر.
منْ لا يقرأ ورقاً ولا يتابع لا يعنيني، هؤلاء يسمونهم في مصر حزب الكنبة، وأنا اسميهم هنا حزب الإشاعات، فمن يدقق ويتابع يصل للحقيقة، ولم يعد هناك أمر صعب ويحتاج معجزة لمعرفته.
 
 

هناك تسريبات عن توافق داخل اللجنة المركزية في حركة فتح لتغيير نمط التعامل مع ملفي المصالحة والمفاوضات بعد أن ثبت أن هناك ثغرات وتداعيات لهذا المخطط الذي يأخذ نمط الأداء الفردي، والحديث هنا عنك والدكتور صائب" ويقول البعض إن مركزية فتح شكلت لجنتين للاطلاع على ملفي المصالحة والمفاوضات، هل هذا صحيح؟

 
ليس صحيحاً بالمطلق، وكل شيء كما هو، أنا مفوض علاقات وطنية، ومهمتي أن أعمل مع الفصائل والفعاليات الشعبية وكل ما له بتعزيز الوحدة الوطنية، الأخ صائب عريقات هو مسؤول ملف المفاوضات.
 
 

وبماذا ترد على من يسأل إلى متى سيبقى عزام الأحمد محتكراً لملف المصالحة؟ وإلى متى سيبقى صائب عريقات محتكراً لملف المفاوضات؟

 
هؤلاء لا أرد عليهم، بل أصنفهم تحت بند الجهلة والمغرضين الذين يحاولون بث الفرقة، أولاً أنا لست محتكراً للمصالحة، ولا صائب عريقات محتكر للمفاوضات، ونظامنا الداخلي واضح، نحن قيادة لجنة مركزية متضامنون جماعياً، هل محمود العالول مسؤول التعبئة والتنظيم في الضفة محتكر للملف؟ كل شيء نقدمه في اجتماعات اللجنة المركزية، أنا وكافة الأخوة المسؤولين، وبالتالي القرار يصدر من اللجنة المركزية، ولكني أقول إن المغرضين والجهلة والمرتبطين، هم من يسوقون لمثل هذه الأقاويل، وبالمناسبة أعرفهم جميعاً سواء كانوا داخل فصائل أو خارجها، لأن هناك من يتخذ من الحزبية مهنة، وهناك من يعتبر الفصيل مصدر رزق، وهؤلاء هم مصدر الإشاعات، لدينا مفوضيات وكل مفوض لا يأخذ قراراً إلا بعد أن يقدم تقريراً لكل اجتماع، ويأخذ قراراً في اللجنة المركزية، إذا أين هو الاحتكار؟ ومن يريد التخريب " يطب مثل الحرامي الذي يسرق السرقة، ويدور حولها".
 
 

بيان منظمة التحرير الذي ألقاه ياسر عبد ربه في بداية العدوان، تحدث عن دعوة لاجتماع قريب لقيادة الإطار المؤقت، لماذا لم ينعقد إلى اليوم؟

 
أنا في حينها نفيت تصريح ياسر عبد ربه رغم أنني كنت في القاهرة، ونفيت لأن الموضوع لم يبحث ولم يؤخذ قرار به حتى الآن.
 
 

هل السيد ياسر عبد ربه هو من كتب البيان كشخص أم القيادة؟

 
أنا لم أحضر اجتماع القيادة في حينه، حيث كنت في القاهرة، ولأنني أعلم بهذا الأمر الذي هو جزء من صلب اختصاصي، نفيت ذلك وعبر تلفزيون فلسطين.
 
 

متى سيكون هذا الاجتماع؟

 
يجب أن نهيئ جميع الأجواء، وبتقديري عندما يعود قطار المصالحة ويمشي على السكة بشكل صحيح وغير متعثر، يجب أن يعقد اجتماع لجنة تفعيل وتطوير منظمة التحرير، ولا يوجد شيء تحت مسمى "إطار" في الاتفاقات، ويجب أن تكون اجتماعاته منتظمة ومتواصلة، ولكن هذا لا يمكن أن يجتمع إلا في ظل مناخ إيجابي وعلاقات صحية وصدق والتزام بتنفيذ وثيقة إنهاء الانقسام.
 
 

لم تكونوا وحدكم كسلطة ولا كحركة فتح ولا كحركة حماس في الوفد الفلسطيني الموحد، ولكن كان هناك كل أطر العمل الوطني، كيف تقيم دور هذه الأطر لعودة هذا المسار "المصالحة"، وموقفهم هل كان داعما؟

لم نناقش هذه المسائل هناك، أما الآن نناقش كفصائل ونجتمع كفصائل، والوفد لا علاقة له بذلك، والوفد فقط فاوض من أجل وقف العدوان، الفصائل وقعت اتفاقاً وتلتزم به، والمسؤولية الكبرى تقع على عاتق فتح وحماس، ولكن هي مسؤولية الجميع، سواء الشخصية المستقلة أو الفصيل، وكل مواطن فلسطيني مسؤول، وأنا أعتقد أن الأخطاء التي ارتكبت في الفترة الأخيرة من قبل حماس في غزة، كانت بإجماع كل الفصائل خطأ، وقبل أيام أكد بيان حزب الشعب ذلك، وكل الفصائل تطالب بمعالجة حماس لهذه الأخطاء بسرعة، حتى نستطيع الانطلاق في العمل، كل الفصائل أصدرت بيانات وأدانت الاعتداء على وزير الصحة على سبيل المثال، معنى ذلك أن جميع الفصائل تنادي بالوحدة.
 
 

لو ذهبنا إلى موضوع خطة الرئيس لحل القضية برمتها خلال 3 سنوات، والتي ستطرح على الإدارة الأمريكية، هل تعتقدون أن هذه الخطة ستجد آذاناً صاغية لدى الأمريكيين والغرب؟

 
أعتقد أن الظروف الحالية وخاصة بعد العدوان الإسرائيلي على غزة، وتصرفات سلطة  الاحتلال في الضفة، تعتبر من أكثر الفترات مواتية للتحرك باتجاه عملية سلام جدية ، ووحدة الموقف الفلسطيني ستكون أيضاً عاملاً أساسياً مساعداً، وأيضاً حاجة العالم، وأذكر بتصريحات "بان كي مون" في المؤتمر الصحفي الذي عقده إلى جانب نبيل العربي، عندما دعا كيري إلى وقف إطلاق النار وهو في القاهرة، حينها "بان كي مون" أكد أنه "يجب معالجة جذر المشكلة"، فأضاف العربي "وجذر المشكلة إنهاء الاحتلال"، وأهل غزة، المواطن العادي ماذا يقول؟ سأسمي اسم واحد منهم، وهي مواطنة من غزة شاركتني في لقاء مع ممثلة ألمانيا هنا في السلطة، هذه المواطنة التي حضرت من غزة قبل يومين، وغداً ستكون هناك، طلبت أن تتكلم وسمح لها، وهي الزميلة "نعيمة الشيخ علي" عضو المجلس التشريعي الفلسطيني، قالت: "نحن لا نريد إعماراً، ولا نريد مساعدات.. المساعدة الأولى والوحيدة التي نريدها هي إنهاء الاحتلال حتى لا يتكرر الدمار"، أهل غزة يتكلمون في لغة واحدة، لذلك فالوضع موات، حتى الحكومات التي لا تقف معنا، وتحديداً دول أوروبا وأمريكا، شعبهم وأحزابهم تقول: "يجب إنهاء الاحتلال"، وأنا أقول نعم، لنحسن إدارة المعركة حتى نتمكن من تنفيذ خطة الرئيس أبو مازن.
 
 

- هذه اللحظة بحاجة للوحدة الوطنية الفلسطينية، وتعلم أن الوحدة الوطنية لها امتدادتها العربية والإقليمية، كيف تقيم الموقف العربي والإقليمي، خاصة وأن هناك بعض الاتهامات لبعض المواقف العربية التي رآها البعض سلبية من العدوان؟

 
أولاً ولنكن صريحين كما تطلب، على الشارع ألا يبقى سلبياً، يلفظ من بين صفوفه أي تنظيم، وأي قائد لا ينظر أولا للمصلحة الوطنية الفلسطينية، وأي شخص يريد أن يضحي لتكون دماء أطفال غزة، أو دم الطفل محمد أبو خضير في شعفاط، ثمناً لإرضاء هذا النظام أو ذاك النظام، علينا أن نلفظه من بين صفوفنا، وأذكر حين رافقت الرئيس أبو مازن في جولاته أثناء العدوان، أنه قال لزعماء دولتين دون ذكر اسميهما، قال: "لا تزجوا بخلافاتكم لضرب قضيتنا، ليبقى أطفال غزة يدفعون الثمن"، وبالتالي إن وضعنا المصلحة الوطنية العليا لتكون أساس تحركاتنا، وحافظنا على قرارنا الوطني المستقل، والذي دفعنا منذ انطلاقة الثورة وإلى الآن عشرات آلاف الشهداء من أجله، هذا هو الضمان للوحدة، أما أن نبقى نتردد، وبجهل نعالج الأمور، وبثورة عاطفية، فلن نصل إلى شيء. ولا أريد أن أسمي دولاً بعينها، وهي معروفة.
 
 

يؤخذ على السلطة أنها تأخرت وما زالت متأخرة في ذهابها إلى توقيع اتفاقيات روما، للتوجه نحو محاكمة لاهاي، وهو مطلب جماهيري، ونعلم أن السلطة كانت تطالب بتوقيع الفصائل على ورقة تفاهم موحدة بهذا الشأن، وحماس وقعت فعلاً، لماذا إذن التأخر؟

 
السؤال متى وقعت حماس؟ وقعت قبل أيام، وحركة الجهاد لم توقع إلى الآن.. أنا أقول هذا لنضع الجميع في صورة الوضع ليعلم الجميع هناك اجتهادات قانونية عربية وفلسطينية وأصدقاء، أن الأمر يحمل في طياته سلاحاً ذا حدين، ولذلك قال الرئيس أبو مازن، تحملوا المسؤولية جميعاً ووقعوا، ووقعنا، أنا وقعت عن فتح، وحماس في البداية رفضت، ولكننا ونحن في قطر اقتنعوا ووقعوا، وبالتالي لم نتأخر كما يدعي البعض.
 
 

- إذن أنتم مقصرون في توضيح هذه الأمور إعلامياً؟

هناك أناس مدفوعة الأجر من قوى معادية للشعب الفلسطيني مهنتها في الساحة الفلسطينية، ، أن تبث الإشاعات، والفرقة من أجل بث اليأس وزرع الإحباط، ونحن تعلمنا في فتح عدم اليأس، وأنا أذكر أنني وقبل انتمائي إلى فتح، أن المحاضرة الأولى التي  قرأتها كي أصبح عضواً: أننا في فتح يجب أن نتعامل مع الواقع الفاسد لنغيره ولا نتلوث، ولكن هذه الأيام، التلوث كثير، ولكن ليست فتح.. رحم الله كمال ناصر، القائد الفلسطيني الكبير الذي قال: "سيأتي وقت ستصبح فيه الخيانة وجهة نظر"، ونحن في اللحظة التي قالها كمال ناصر قبل أربعين عاما، نحن في هذا الوقت وليس فقط في الساحة الفلسطينية وإنما العربية. باسم الديمقراطية، وباسم حقوق الإنسان، وباسم الدولار.
 
 

هناك من يقول إنكم ظلمتم حماس في ادعاءات الإقامات الجبرية وخلافه، ولا يوجد لديكم دليل، ما ردك؟

اذهبوا إلى مستشفى رام الله، والتقوا الجرحى هناك، أنا ذهبت لأرى أحدهم وهو مرافق عبد الله افرنجي، فوجدته في غرفة العمليات، ليس من العدوان، ولكن جراء اعتداء عناصر من حماس عليه. ولا أريد التحدث أكثر، ثانياً نحن سلمنا قوائم بأسماء من فرضت عليهم الإقامة، وبالمناسبة منهم 42 شخص تفرض عليهم الإقامة إلى الآن.
 
 

أين إعلامكم؟ "إعلام فتح" لو لديكم هذه القناعة؟

أثناء الحرب كظمنا غيظنا من أجل مصلحة الوطن، نحن نعتبر أنفسنا أم الولد وأباه منذ انطلاقتنا، ورغم ذلك كنا نتحدث مع حماس، وأنا شخصياً ونحن في القاهرة تحدثت مع الأخ موسى أبو مرزوق، وخليل الحية، وطرحت الموضوع، وشاركتني الفصائل الموجودة في طرح الموضوع، فكان تبرير الأخ موسى أبو مرزوق، أن هؤلاء أكيد "جواسيس" من يقومون بالاعتداءات، ويومها تحدث معي عبر الهاتف بعض الأخوة في غزة، فقلت لهم ها هو الأخ موسى أبو مرزوق جالس، ويقول: "إن هؤلاء أكيد جواسيس، حماس لا تفعل ذلك".. قالوا: هؤلاء "أمن داخلي"، فكررت الأخ موسى يقول: جواسيس، وأنا أقول لكم، "إياكم أن تكونوا جبناء، أطلقوا على رؤسهم النار، ولا تلتزموا بشيء اسمه إقامة جبرية".
لنتحدث بصراحة فقط من أجل صوت المدافع والدماء التي كانت تسيل، تحملنا، ولكننا اليوم نطرحها بعد وقف الحرب بشكل معلن، كنا بالسر بيننا وبين حماس كل يوم نطرح هكذا قضايا، وفي اجتماع قطر تحدثنا في هذا الأمر، وإن لم يخرج فيما طرح، وبالمناسبة الذي سُرب جزء ولا أدعي أنه ليس دقيقاً، ولكني أقول إنه جزء ولكنه ليس كاملاً، حتى حديثي أنا الآن ليس كاملاً، برغم أن تدخلي كان من أجل وقف التوتر، وعدم العودة إلى الماضي.
في النهاية أقول لشعبنا الفلسطيني، اتركوا العواطف جانباً، قضيتنا بحاجة إلى عقول متنورة، ابحثوا عن الحقيقة، والحقيقة بيدكم، تصرفوا واتخدوا مواقفكم في ضوء هذه الحقائق.. نستطيع بذلك أن نحمي قضيتنا، وأن نصل إلى بر الأمان.. بر الأمان هو إنهاء الاحتلال، وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها الأبدية القدس الشريف.