سلطات الاحتلال تعتقل فلسطينيا وزوجته عادا من الموصل بعد انضمامهما لتنظيم «الدولة»

تواصل إسرائيل الكشف عن انضمام شباب فلسطينيين من أراضي 48 لتنظيم الدولة الإسلامية وتقديمهم للمحاكم بعدما اعتبرت هذا التنظيم إرهابيا.

 

وبالأمس قدمت للمحكمة المركزية في حيفا لائحة اتهام ضد وسام زبيدات (41) من مدينة سخنين وزوجته صابرين زبيدات (30) لاتهامهما بالانضمام لتنظيم الدولة في العراق. وحسب لائحة الاتهام أصيب الرجل خلال مشاركته في القتال في الموصل، فيما كانت تعمل زوجته داخل مستشفى وتعلم أولادهما في مدرسة محلية.

 

وفي سبتمبر/أيلول الماضي عاد الزوجان للبلاد من العراق عبر تركيا وتم اعتقالهما في مطار اللد الدولي وخلال التحقيق اعترفا بما ينسب لهما. ويستدل من لائحة الاتهام يوليو/تموز أن الزوجين من سخنين وثلاثة أطفالهما سافروا لرومانيا من أجل المشاركة في احتفال تخرج شقيق الزوجة من كلية الطب في جامعة رومانية. ويتضح أنهما خططا مسبقا الانتقال من رومانيا نحو تركيا ومن ثم لسوريا بغية الالتحاق بتنظيم الدولة (داعش). كما يتضح أن صابرين زبيدات قد قامت بالاتصال بناشط من تنظيم الدولة وهو شاب من مدينة أم الفحم داخل أراضي 48 في تركيا وهو من جهته قام بإرشادها لكيفية بلوغ سوريا. وكانت صابرين هي التي أقنعت زوجها بالانضمام لتنظيم الدولة والمشاركة بالقتال في سوريا والعراق.

 

وفور وصولهما سوريا أقسم الزوج والزوجة زبيدات بالولاء لتنظيم الدولة، وعلى الفور انضم الزوج لسلسلة تدريبات روحية وعسكرية. وما لبث الزوجان زبيدات أن انتقلا من سوريا للعراق واستقرا في الموصل وهناك تلقى وسام بندقية رشاشة من طراز كلاتشنيكوف وذخائر وسترة واقية وانضم للقتال. أما صابرين فبدأت تعمل داخل مستشفى محلي تاركة أطفالها في مؤسسات محلية. وخلال القتال ضد الجيش العراقي أصيب وسام بساقه واضطر للعلاج داخل مستشفى وبعد الهجمات الجوية القاسية من دول الحلفاء على الموصل وضغوط الأهل في سخنين عبر الهاتف والإنترنت تركت العائلة العراق وبدأت بمسيرة العودة نحو الحدود السورية التركية استغرقت ثمانية شهور. وحاولت الأسرة اجتياز الحدود والتسلل من سوريا إلى تركيا عشر مرات دون نجاح وبالمرة التالية دخلت تركيا بعد دفع آلاف الدولارات لمهربين وتم اعتقالهم على الفور من قبل الشرطة التركية التي سلمتهم لإسرائيل.

 

ومع هبوطهما في مطار اللد في 22.09.2016 تم اعتقال الزوجين، فيما تم تحويل الأطفال الثلاثة لعائلتهما في سخنين وفرض أمر منع نشر تفاصيل القضية. وبالأمس تم توجيه لائحة اتهام للزوجين زبيدات بالاتصال بعميل أجنبي، مغادرة البلاد بصورة غير قانونية والانتساب لتنظيم محظور والقيام بتدريبات عسكرية ممنوعة. وتعتبر شرطة إسرائيل أن الانضمام لتنظيمات كتنظيم الدولة أمر خطير وتهديد على أمنها وزيادة احتمالات القيام بعمليات معادية داخلها تستهدف مدنيين إسرائيليين. وأكدت الشرطة الإسرائيلية في بيانها أمس أنها تواصل بذل مساع كبيرة لمنع مثل هذه الحوادث. وحتى الآن وبحسب معطيات في إسرائيل فقد انضم نحو ستين من فلسطينيي الداخل لتنظيم الدولة في سوريا والعراق تم تجنيدهم عبر الشبكة بعضهم قتل هناك وبعضهم عاد وحكم بالسجن وأغلبيتهم لم تعد. وتحذر الفعاليات السياسية داخل أراضي 48 مما تعتبره عمليات تضليل من جهات غيبية متطرفة تقوم بها لتجنيد شباب من فلسطينيي الداخل.

 

ويؤكد رئيس بلدية سخنين مازن غنايم « أن بعض طلاب فلسطينيي الداخل في أوروبا يتعرضون أحيانا لعمليات شطف دماغ من خلال أحاديث ناشطين متطرفين يروجون لهم أوهاما تتعلق بالشهادة وبالخلافة الإسلامية وغيرها من المعلومات التي تدغدغ عواطفهم وتنجح أحيانا بالإيقاع بهم. وحذر غنايم الشباب من التورط بما هو خطير ولا ينم عنه شيء مفيد لا لهم ولا لأمتنا العربية الإسلامية، داعيا الشباب للاهتمام بالعلم وتجذير بقائهم في وطنهم.

المصدر: القدس العربي