السبت  27 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

يقولون حقيقتهم وليس بدعاية انتخابية .. غينتس ونتنياهو

2019-09-13 07:52:01 PM
يقولون حقيقتهم وليس بدعاية انتخابية .. غينتس ونتنياهو
غينتس ونتنياهو

 

 الحدث - مي هماش

إنَّ الوعي الصهيوني باختلاف الانتماءات الثقافية والحزبية، من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين، يسعى لاستحلال جغرافيا فلسطين كاملة، ومحو المشهد الفلسطيني بتقليصه، وتضييق الخناق عليه ليهجِّرَهُ صامتًا، لذلك وإنّ اختلفت الممارسات الاحلالية بين مرحلة وآخرى، فإنَّها بالتأكيد لا تعني أنَّ هنالك تطور جديد في السياسة الداخلية للكيان الصهيوني، أو أنَّ لها علاقة بالانتخابات الصهيونية، أو أنَّ هذه الممارسات جاءت رد فعل على ممارسة فلسطينية ما.

فالقرارات والقوانين العنصرية الّتي تطال الفلسطينيين، سواء ما يحدث من عمليات فرض سيادة في غور الأردن، أو إعلان سيادة على أراضي الجولان، أو إعلان قانون الدولة اليهودية، أو ضم المناطق الفلسطينية المسماة بمناطق "ج" ومصادرة الأراضي، وسحب التصاريح، والإبعاد القسري، هيَّ ممارسات تسير وفق الخطة الصهيونية بهدم المكان الفلسطيني واستبداله ب"دولة اليهود"، وهي مؤشر ومبدأ ثابت في الفكر السياسي والديني اليهودي.

لهذا فيجب فهم أي ممارسة، في إطار الخطة الصهيونية الاستعمارية، فالصراع مع الاستعمار الصهيوني لم ينتهِ، لنقوم بدراسة أي ممارسة جديدة على حدى وكأنَّها استعمار جديد آخر، أو انتهاك صارخ آخر، فالبنية الاستعمارية الصهيونية هيَّ حالة متصلة من الاستعمار والاستيطان، واستيلاب الشرعية والسيادة، فهيَّ سيرورة من سيرورات السلطة العنصرية.

كما أنَّ الفلسطينيين بالفعل لا وجود لهم بهذه الحسابات الاستعمارية، أيَّ لا يتم وضع خطة مسبقة بماذا سنفعل بالفلسطينيين، هل نُعطيهم دولة؟! أم حكم ذاتي؟ أو نضمهم وننهي تشكيلهم الفلسطيني!! هذه حسابات ليست ذي قيمة في المشروع الاستعماري

فالهدف الخاص بهم واضح، ماذا سنفعل كمشروع استعماري لإنجاح واستقرار مشروعنا الاستعماري، وحصولنا على جغرافية فلسطين كاملة ونقية، وكيف نُحصِّن الأمن الحدودي مع الدول المجاورة لنا، بالقوة والسلاح، أم بتطبيع العلاقات وبناء جسور السلام.

وهذا يجعلنا متعجبين من تصريحات القيادة السياسية الفلسطينية، والّتي ليست بالمستوى الّذي يتطلب عليها أنّ تكون فيه، فعندما يًصرح عزام الأحمد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، "إنّ نتنياهو لا يريد سلامًا ولا تسوية، ولا إنشاء دولة فلسطينية، ويرفض حل دولتين، ويتغطى بصفقة القرن. وأنَّه يسعى إلى حكم ذاتي أبديّ للفلسطينيين، ويريد أنّ يكون غور الأردن والمستوطنات خارجه، وأنّ هذه الممارسات لا تقود نحو السلام"، فهذا ليس تصريحًا منتظرًا، لأنَّ الشعب الفلسطيني يعرف تمامًا ما يقوله نتنياهو، ويدرك حجم الخوف من تطور هذه الممارسات وتصعيدها، أما ما يقع على القيادة الفلسطينية هيَّ توضيح ماذا تُريد هيَّ كحركة وطنية فلسطينية تحررية، وما هيَّ خطتها لمواجهة هذه الممارسات، وما هيَّ رسالتها للشعب وللحراك الوطني في ظل هذه الانتهاكات.

الفلسطينيين ليسوا بحاجة للتواصل مع الكيان الاستعماري والتفاوض معه، لأنَّ هذه السيطرة المستمرة هيَّ تواصل لعملية استعمارية، ستستمر إنّ لم يكن هنالك تصدي رسمي وشعبي لها، أما أنّ يتم التصريح بأنّ "إذا قام المشروع الاستعماري الصهيوني بضم غور الأردن فهذه جريمة حرب وتمييز عنصري، وتهديد لحالة السلام"، هذا التصريح الوصفي مقبول من موظف في الصليب الأحمر الدولي، وليس من ممثل المفاوضات صائب عريقات مع الكيان الاستعماري، فالتفاوض يحتاج لعنصر قوة، قوة منطق وقوة رد فعلي وممارسة حقيقية.

فالكيان الّذي يعتبر نفسه مُحصنًا أمنيًا لا يستطيع أحد خرق أمنه وإذلاله، هرب هروبًا جماعيًا وفرديًا أثناء إلقاء نتنياهو برنامجه الانتخابي، وسماعهم دوي صفارات الإنذار في أسدود لتبلغ عن عملية اختراق وإذلال أمني، ففي حين الحديث عن استمرارية السيطرة على الأرض وتحقيق الأمن للمستعمَرين، كانت المفاجأة اختراق لمنظومة الأمن هذه، والشعارات الخاصة بهم.