الخميس  16 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

مظاهرات العراق إلى أين؟ محللون وصحفيون عراقيون يجيبون

2019-11-05 09:08:01 AM
مظاهرات العراق إلى أين؟ محللون وصحفيون عراقيون يجيبون
مظاهرات العراق

 

 الحدث ـ مادلين إبراهيم


بعدما أعلن الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش في 2002 عن دول "محور الشر" "إيران، العراق، كوريا الشمالية" مؤكدا أنه يجب محاربة هذا المحور للقضاء على الإرهاب في العالم، ومع بدء الحرب الأمريكية على العراق التي أدت للإطاحة بالنظام السياسي بشكل كامل، خشيت إيران أن تكون هي التالية، فسعت جاهدة لنقل ساحة الحرب بينها وبين أمريكا إلى أرض العراق، ليصبح العراق ساتر أمامي مع أمريكا من خلال دعم وتسليح المجموعات الشيعية لتقاتل الأمريكان في العراق، بالتزامن مع دعم الحكومات المتتالية في سدة الحكم، وتوقيع الاتفاقات العسكرية والاقتصادية المشتركة بين البلدين، ليصبح رهين السجال الأمريكي والإيراني في المنطقة.

رفض التواجد الإيراني في العراق

 بدأت انتفاضة شعبية  في محافظات الجنوب والوسط العراقي والعاصمة بغداد في تشرين 2019، لتشمل كافة فئات المجتمع العراقي تعبيراً عن رفضهم للفساد الذي خلفته الأحزاب والحكومات المدعومة إيرانياً وما نتج عنها من سياسات اقتصادية واجتماعية مجحفة، ورفض التواجد الإيراني في العراق بشكل مطلق وهو ما عبر عنه المتظاهرين في ساحة التحرير- بغداد بحرق صور رموز النظام الإيراني، ولعل أبرزها كان في  صور قاسم سليماني، و اقتحام و حرق القنصلية الإيرانية في مدينة كربلاء.

وعلق الصحفي العراقي عمر الجنابي على ما  حدث في كربلاء بأنه "ليس بأمر اعتيادي في الشارع العراقي تمزيق لافتات تحمل أسماء قيس الخزعلي وهادي العامري الموالين لإيران بامتياز والمدعومين خاصة في قلب محافظة كربلاء،  وهذا ما يدلل على مدى رفض العراقيين للتواجد الإيراني في العراق".

لكن إيران التي حققت هذا النفوذ والتواجد في كافة مفاصل الدولة العراقية، لن تقبل أن يضيع جهدها المتواصل في بناء مشروعها الذي بدأ من العراق وصولاً إلى اليمن.

ويرى المحلل السياسي العراقي أحمد الموسوي  أن التواجد الإيراني في العراق ليس بشكل رسمي وظاهري وإنما من خلال أدواتها مثل: الأحزاب والشخصيات السياسية والمجموعات العسكرية، لكن هذه الانتفاضة كشفت عن خسارة هذه الأدوات في الداخل العراقي، ولا يمكن الحكم بخروج ايران بالمعنى المادي إلا من خلال عمل وتخطيط استراتيجي يخلق وعي جماهيري ووطني ومعرفي، يضعف وينهي قوة أدواتها في العراق.

ووفقا للموسوي فإنه "لا يمكن فض المظاهرات بالقوة، فاستخدام القوة سيزيد الشباب العراقي عناداً وقوة كون خروجهم للتظاهرات بسبب واقعهم الذي يشبه الموت".

المرجعية الدينية تدعم المتظاهرين العراقيين

 رفض السيستاني ممثل المرجعية الدينية في النجف تدخل أي جهة خارجية بالشأن العراقي، وعبر عن دعمه للثوار ورفض أي عنف تجاههم، وتأتي تصريحات السيستاني بعد نصائح خامنئي إلى الشعب العراقي التي وصف من خلالها الثورة بأنها أعمال شغب وأن من يقف خلفها أمريكا وإسرائيل لإضرام الفتن في البلاد، لتأتي هذه التصريحات بالتزامن مع عناوين الصحف والوكالات الإيرانية التي تسعى لتسويق وتصدير فكرة أن إسرائيل وامريكا هي من تقف خلف التظاهرات، مع الإشارة إلى أن إسرائيل أعلنت بشكل رسمي دعمها للتظاهرات.

وقد لا تحقق هذه الانتفاضة الشعبية ما خرجت من أجله، خاصة في ظل تصاعد التوتر بين أمريكا وإيران الذي بلغ ذروته منذ انسحاب دونالد ترامب من الاتفاق النووي الإيراني في مايو 2018، لتقليل نفوذ إيران في المنطقة، والحد من تطوير في قدراتها الصاروخية، الأمر الذي ردت عليه إيران بنقل صواريخ بالستية شكلت تهديدا أمنيا واستراتيجيا لأمريكا وإسرائيل من داخل الأراضي العراقية، وكذلك الهجمات المتبادلة بين الطرفين في العراق عن طريق المجموعات التي تدعمها إيران، فهل فعلاً قد تتحول الانتفاضة الشعبية إلى مسار آخر مثلما حدث في الثورة السورية التي دمرت بالبلاد وحولتها لساحة تصفية حسابات سياسية بين الدول، خاصة في ظل القمع الشديد للمتظاهرين وسوء تعامل الحكومة مع المطالب الشعبية والفشل في احتواء الأزمة.