السبت  27 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

اتحاد الأحزاب العربية في انتخابات الكنيست الإسرائيلي بين الحماس والقلق

2015-01-28 08:13:20 AM
اتحاد الأحزاب العربية في انتخابات الكنيست الإسرائيلي بين الحماس والقلق
صورة ارشيفية

 الحدث –  الناصرة- أريج حكروش

في سابقة فريدة من نوعها اتفقت الأحزاب العربية داخل الخط الأخضر على خوض الانتخابات المقررة في 17 مارس/ اَذار المقبل بقائمة عربية موحدة تجمع كل الأطياف الحزبية العربية بالكنيست بدون أي اعتبارات حزبية أو أيديولوجية كما جرت العادة في السابق في خطوة جديدة اعتبرها وزير الخارجية الإسرائيلي اليميني المتطرف "أفيغدور ليبرمان" أنها تهدف للقضاء على يهودية الدولة، عبر السعي لتدمير دولة إسرائيل على حد قوله.

كما اتفقت الأحزاب الأربعة "الجبهة الديمقراطية، التجمع الوطني، الحركة الإسلامية، الحركة العربية للتغيير" على تقاسم المقاعد الـ11 الأولى فيما بينها والتناوب على باقي المقاعد لمدة سنتين من أصل أربع سنوات.

في نفس السياق ذاته أعربت القيادات والقوى والكوادر السياسية لكل من الأحزاب العربية الأربعة عن تفاؤلها بهذا الإنجاز العظيم على حد تعبيرها، وبفرحتها لأن الأحزاب العربية استطاعت أن تلبي مطالب الجماهير العربية في الوحدة، حيث أدلت الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة في بيان صادر لها عن تفاؤلها وحماسها من اتحاد القوى العربية تحت مطلب واحد وهدف واحد، كما وقال عضو الكنيست العربي د. جمال زحالقة إن "الإعلان عن تشكيل القائمة المشتركة إنجاز كبير لأحزابنا وإنجاز كبير للجمهور العربي".

وقد جاء هذا الاتفاق على أثر قرار الكنيست الإسرائيلي مطلع العام الماضي الذي يقضي برفع نسبة الحسم، عدد الأصوات الحاسمة لكل مقعد، من 2% إلى 3.25% في الانتخابات المقبلة مما قد يؤدي إلى سقوط الأحزاب العربية في الكنيست إذا ما خاضت الانتخابات بشكل فردى. علماً بأن عدد النواب العرب في الكنيست الحالي 10 نواب من أصل 120 نائباً في حين أن العرب يشكلون 20% من مجمل المواطنين.

من جهة أخرى نجم عن هذه الوحدة حالة من التوجس والقلق بين القوى اليهودية اليمينية المتطرفة في الكنيست الإسرائيلي كان أبرزها تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي "أفيغدور ليبرمان" الذي قال: "إن الأحزاب العربية المتحدة تكشف علناً عن أهدافها التي طالما حاولت إخفاءها سابقاً، حيث انكشف علناً اليوم أنه لا يهم إن كنت شيوعياً أو إسلامياً أو جهادياً، ففي نهاية المطاف الهدف واحد وهو تدمير يهودية الدولة"، داعياً كافة الأحزاب اليهودية للائتلاف مع حزب "إسرائيل بيتنا" لمواجهة الخطر العربي على حد تعبيره.

ويتوقع في الدورة الانتخابية المقبلة اشتراك 66% من مجمل المصوتين في الوسط العربي في غمار الانتخابات على صدد هذا الاتفاق أي ما يعني زيادة 10% من المصوتين عن الانتخابات السابقة وهذا يعتبر رقم مرتفع نسبة للمصوتين بالعادة فقد صوّت في الدورة الانتخابية السابقة 56% من مجمل عدد المصوتين في الوسط العربي.

تضارب الآراء حول مصير الانتخابات المقبلة تحت الوحدة العربية

شهد الشارع العربي داخل الخط الأخضر وما زال في الفترة الأخيرة حالة من الحيرة إزاء الانتخابات المقبلة وسط قرار القائمة الموحدة، ففيما سيطرت حالة من الحماس والتشجيع لأداء التصويت إثر الوحدة التي طالما نادى بها الجمهور العربي، فقد عبّر آخرون عن مقاطعتهم العلنية للانتخابات، على خلفية الخذلان المستمر من التعاطي مع القضايا المصيرية العالقة للوسط العربي تحت الإطار البرلماني، مثل قضايا مصادرة الأراضي، والحد من الخرائط الهيكلية للمدن والقرى العربية، والتوسع المستمر للمدن اليهودية، كما وجاءت الأحداث الأخيرة في قرية كفر كنا التي تقع في الجليل الأسفل ومدينة راهط في النقب لتحول دون اقتناع البعض بالتصويت أو بالتأثير العربي في الكنيست، وذلك ليأسهم من محاكاة هذه القضايا داخل الإطار "الكنيستي"، ويأسهم من التأثير العربي به بكل ما يخص هذه القضايا، لتتوجه اَراؤهم نحو ضرورة إيجاد حلول تتماشى مع مستوى التطورات وليس السعي وراء تمثيل عربي بالكنيست لا طائل من ورائه حسب ادعاءاتهم.