الجمعة  02 أيار 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

مجلة أمريكية: إيران تستعد لتدمير حاملة طائرات وهمية مرة أخرة

2020-01-13 09:01:05 AM
مجلة أمريكية: إيران تستعد لتدمير حاملة طائرات وهمية مرة أخرة
حاملة طائرات أمريكية

الحدث - جهاد الدين البدوي

نشرت مجلة "ديفينس وان" الأمريكية، مقالاً لمحرر الشؤون التكنولوجية الخبير باتريك تكر، قال فيه إن إيران تخطط لاختبار أسلحة جديدة لتتدرب على استخدام تكتيك خاص استخدمته عام 2015 لإغراق حاملة طائرات أمريكية، حسبما تظهر صور الأقمار الصناعية، التي تداولتها تقارير إخبارية.

وأضاف الخبير تكر، أن المناورات العسكرية المتصاعدة بين الولايات المتحدة وإيران يمكن أن تأخذ منعطفاً عملياتياً قريباً. كما تظهر صور الأقمار الصناعية التي حصلت عليها مجلة "ديفينس وان" أن إيران أكملت مؤخراً إصلاحات نموذج حاملة طائرات أمريكية لاستخدامها كجزء من مناورات عسكرية في الربيع المقبل.

ووفقاً للخبير فقد تعرض نموذج حاملة الطائرات الإيراني لأضرار بالغة خلال المناورات التي أجرتها البحرية الإيرانية في فبراير 2015. وفي آب/أغسطس الماضي قامت أقمار صناعية بالتقاط صور تظهر عملية نقل نموذج حاملة الطائرات إلى ميناء بندر عباس الإيراني، فيما أظهرت صور أخرى أن الإيرانيين بدأوا بعمليات إصلاحات للنموذج في أكتوبر، مشيراً إلى أنه تم الانتهاء من عملية الإصلاح في ديسمبر الماضي أو يناير الجاري.

ونقل الكاتب عن الخبير في مركز التقييمات الاستراتيجية والميزانية برايان كلارك، أنه من المتوقع أن تظهر نموذج حاملة الطائرات خلال مناورات كبيرة تخطط إيران لإجرائها في مارس القادم. فيما يرى ديفيد شميرلر الباحث في مركز جيمس مارتن لدراسات عدم الانتشار النووي، أن توقيت هذه المناورات قد يتغير بسبب اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني وزيادة محتملة في العمليات العسكرية.

وأشار الكاتب إلى أن نموذج حاملة الطائرات أبحرت لأول مرة في الوقت الذي توصل المفاوضون الغربيون والإيرانيون إلى الاتفاق النووي عام 2015.

وأضاف الباحث شميرلر: من الصعب القول ما إذا كان قد تم إصلاح نموذج حاملة الطائرات بالكامل، كون صور الأقمار الصناعية لا تستطيع التقاط صور لأسفل سطح الحاملة، ولكن المؤكد أنه تم إصلاح سطح السفينة.

وأوضح شميرلر أنه بعد انتهاء المناورات عام 2015، عاد نموذج حاملة الطائرات إلى حوض بناء السفن، ثم تحركت في فناء الحوض حتى الخريف الماضي، خلال هذا الوقت ظلت المناطق التالفة في النموذج دون تغيير، وقبل نهاية العام الماضي من أكتوبر-نوفمبر تم إصلاح المناطق المتضررة حسب ما ظهر في صور الأقمار الصناعية.

يرى الخبير كلارك بأن الهجوم على نموذج حاملة طائرات له قيمة كبيرة تتعدى القيمة التجميلية، فهي تتيح للإيرانيين اختبار أسلحتهم ضد هذه الأهداف واتقان مفاهيم العملية. وأظهرت مناورات 2015 التركيز الكبير على الهجوم البحري. مضيفاً أن المناورات القادمة قد تختبر البحرية الإيرانية صواريخ كروز.

يذكر كلارك: "من الواضح أن نموذج حاملة الطائرات كبير جداً، ولمهاجمته بصواريخ كروز؛ يجب أن تكون قادرة على الوصول إلى الهدف الصحيح بدقة متناهية. وإلا فإنك سوف تتسبب بحرائق فقط، ولن تغرق حاملة الطائرات". مشيراً إلى أن إيران قد تحاول تنسيق هجمات القوارب الصغيرة.

يضف كلارك أن "حاملات الطائرات تتحرك بسرعة إلى حد ما عبر المضيق، لذا سيكون لديهم وقت قصير نسبياً عندما يبدأ بالهجوم، لذلك هم بحاجة إلى تنسيق تلك الهجمات بين مجموعة القوارب الصغيرة للتأكد من نجاح عملية الاستهداف".

ووفقاً للكاتب تكر، فإن هذه المناورات فرصة لاختبار الهجمات التي تجمع بين السفن الحربية والصواريخ والطائرات.

ومن المرجح أن تشمل المناورات القادمة حسب الكاتب، هجمات بطائرات دون طيار، تماشياً مع الاتجاه الحديث في التكتيكات الإيرانية. ففي سبتمبر الماضي شنت إيران هجوماً بطائرات بدون طيار على منشأتين نفطيتين لشركة أرامكو السعودية، مما تسبب بحدوث اضطرابات كبيرة في أسواق النفط العالمية.

ويتوقع كلارك أن تكون مناورة الطائرات بدون طيار جزءاً من المناورات ضد حاملات الطائرات. مضيفاً أنه "يمكن أن تكون فكرة تنسيق الهجمات بواسطة الطائرات بدون طيار وعبر هجمات صاروخية فعالة للغاية. كون الطائرات بدون طيار يمكن أن تعمل ارباك وحجب الصور الجوية عن المنظومات الدفاعية، بحيث تفقد هذه المنظومات أغلب فاعليتها. ثم تأتي صواريخ كروز لتنفذ المهمة"

يعتقد تكر أن هذا التكتيك لا يقتصر على إيران فقط، فقد بنت الصين نموذج حاملة طائرات لاجراء اختبارات تكنولوجيا وتطوير الصواريخ، وفي نفس الوقت لا يتعين على الولايات المتحدة أن تبني نموذج حاملة طائرات لتقييم قدرات أسلحتها، فيمكن أن تستخدم أسس الاثبات ومدى الاختبارات لتقييم الأسلحة قبل دخولها للخدمة، ويمكن استخدامها عبر السفن القديمة التي أخرجتها من الخدمة.

يرى كلارك بأن إيران لا تمتلك أي نوع من البنية التحتية التي تسمح لها بتقييم نظام أسلحتها واختبار"مفاهيم التشغيل"، فهي تحتاج هذا النوع من المناورات للتحقق من تلك الأسلحة وتقييم "مفاهيم الشتغيل" وحتى تكتيكاتها.

فبالإضافة لاختبار جاهزيتها القتالية وقدرة أسلحتها، هناك هدف آخر من هذه المناورات؛ فإيران تتطلع إلى إرسال إشارات بدميرها حاملة طائرات إلى البحرية الأمريكية.

 خلال الأشهر الأخيرة يلاحظ كلارك أن: "الولايات المتحدة قامت بتشغيل حاملات الطائرات لوقت قصير في الخليج الفارسي ومضيق هرمز، وقد قضت هذه الحاملت وقتاً أكبر خارج الخليج، معتقداً أن هذا رد واحد شهدناه لزيادة قدرات الإيرانيين على مهاجمة السفن الحربية الكبيرة".

وأضاف كلارك بأن أهم ما يجب على الجيش الأمريكي القيام به هو الاستعداد لمواجهة الهجمات الأكثر تطوراً، بما في ذلك التنسيق بين هجمات الطائرات بدون طيار، القوارب الصغيرة وصواريخ كروز.

يختتم الكاتب مقالته بقول الباحث كلارك: لقد أظهرت إيران القدرة على القيام بذلك على نحو فعال، ويمكن أن تكون وسيلة لتحسين قدرة الأسلحة، كما أنه ليس لدى إيران أكثر صواريخ كروز تطوراً في العالم، لديهم بعض الصواريخ الجيدة، وتلك المصحوبة بطائرات بدون طيار وأنظمة الحرب الالكترونية...قد تكون إيران قادرة على شن هجوم معقد قد يؤدي إلى تفكيك قدرة الدفاعات الجوية الامريكية، بما يكفي لايصال عدد من الصواريخ التي قد لا تغرق حاملة الطائرات، ولكنها بالتأكيد ستسبب الكثير من الاضرار والخسائر وستكون انقلاباً كبيراً في العلاقات الإيرانية".