الجمعة  26 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

هل لقاء بوتين اردوغان مقدمة أم نهاية للصراع؟

2020-03-06 11:33:42 PM
هل لقاء بوتين اردوغان مقدمة أم نهاية للصراع؟
بوتين- أردوغان

 

 الحدث- جهاد الدين البدوي

 نشرت صحيفة "سوهو" الصينية تقريراً تحليلياً عن اللقاء الذي جمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان في موسكو، حيث استهلت الصحيفة الصينية تقريرها بالقول: وصل أردوغان إلى موسكو في 5 آذار/مارس لإجراء محادثات مع بوتين حول العمليات القتالية في إدلب، في حين راقبت المقاتلات التركية عن كثب القتال في إدلب على الحدود التركية السورية، وقامت المقاتلات التركية بدوريات بالقرب من الحدود لردع المقاتلين السوريين عن التصرف باستخفاف. وفي الآونة الأخيرة، أسقطت مقاتلات تركية من طراز F-16 أمريكية الصنع ثلاث طائرات مقاتلة سورية، اثنتان منها روسية الصنع من طراز "سو-24" وواحدة من طراز "إل-39".

يمكن القول إن القتال الحالي في إدلب يعتبر بمثابة شد وجذب، بين المتمردين المدعومين من تركيا من جهة، والقوات الحكومية السورية من جهة أخرى في المعركة النهائية. قدمت المقاتلات الروسية أيضًا الدعم الجوي لعمليات القوات الحكومية السورية، بالإضافة إلى دعم حزب الله اللبناني وإيران والقوات المسلحة الأخرى قوات الحكومة السورية. ولم تأتِ بعد النتيجة النهائية للمحادثات بين السيد بوتين والسيد أردوغان، وقال السيد بوتين إنه من الضروري مقابلة السيد أردوغان وجهاً لوجه بشأن قضية إدلب. كما وأعرب بوتين عن تعازيه في مقتل الجنود الاتراك الـ 34 والذي لقوا مصرعهم خلال قصف في ادلب. وبعد ذلك فقط، نُقلت جثث بعض الجنود الأتراك إلى بلادهم، وقالت وزارة الدفاع التركية إنها ستواصل القتال في إدلب لتحقيق نصرها نهائي. ومما أثار الدهشة، كان هناك معارك في البرلمان التركي، على خلفية أحداث ادلب السورية.

ترى الصحيفة أن داخل تركيا، يتعرض أردوغان لضغوط شديدة، وليس من قبيل المبالغة القول إن الأضرار التي لحقت بتركيا في إدلب قد وصلت إلى الحد الأقصى الذي يمكن أن تقبل به تركيا، فكيف يمكن تبرير هذه الحرب؟ أين العدالة عندما تركض إلى الأراضي السورية لمحاربة قوات الحكومة السورية على ترابها؟

تضيف الصحيفة الصينية أنه من الخارج، كانت تركيا تطلب من الولايات المتحدة مساعدتها وتقديم الدعم العسكري وبالذخيرة، لكن الولايات المتحدة وعدت ببساطة شفهياً دون اتخاذ إجراءات فعلية. ومن جانب الاتحاد الأوروبي، أجبرت تركيا حلف شمال الأطلسي على دعم تركيا وحتى فرض منطقة حظر جوي في إدلب فوق اللاجئين، فيما سيكون من الصعب على العديد من الدول الأوروبية تجاهل الوجود الروسي مباشرة طالما لم تتدخل الولايات المتحدة بقوة. وعلاوة على ذلك، لا تزال روسيا تتمتع بميزة الهيمنة على الأراضي السورية، في حين تهاجم القوات الحكومية السورية الآن المتمردين في إدلب، لاستكمال قضية إعادة توحيد ترابها الوطني، وقد صرحت تركيا أكثر من مرة على إنها تريد من روسيا أن تمنع الجيش السوري من الهجوم. كما يمكن ملاحظة أن القوات التركية الموجودة حالياً في إدلب لا يسمح لها باستعادة إدلب، وليست طرفاً يتمتع بهجمات نشطة، وهي الان حسب الصحيفة في وضع غير مؤاتٍ استراتيجياً.

تتابع الصحيفة: بينما تستمر اللقاءات الدبلوماسية والعمليات القتالية، هل اجتماع بوتين مع أردوغان مقدمة لجولة جديدة من الصراع في إدلب أو نهاية للحرب؟ يمكنك تحليل ذلك وفق الآتي:

أولاً: إذا لم يستسلم أردوغان وواصل تعزيز المتمردين في إدلب، فإن المزيد من القوات التركية ستدخل إدلب، وقال بوتين إن الطائرات الحربية الروسية لا تعرف موقع الجيش التركي. بل ستكون الخسائر البشرية التركية كبيرة، ومن الصعب على تركيا الآن تحمل تكاليف الخسائر. لذا؛ إذا تمسك السيد أردوغان بأسلحته، فسوف تضطر روسيا إلى رفع مستوى المواجهة، ولن تتمكن تركيا من التراجع طويلاً.

ثانياً: يمكن لتركيا تقديم تنازلات مناسبة للسماح للمتمردين بالانسحاب ببطء من إدلب، إلى المناطق الشمالية التي تسيطر عليها تركيا، ومن ثم إنشاء منطقة آمنة على الحدود التركية السورية. كما إن فرص التنازلات الروسية ضئيلة، لأن روسيا هي المهيمنة الآن في سوريا، وكلما طالت حرب إدلب، كلما زادت احتمال مشاركة حلف شمال الأطلسي التي لا تريد روسيا رؤيتها.