الأربعاء  15 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

هل فعلا لا يوجد إصابات بفيروس كورونا في تركيا؟

2020-03-07 01:59:28 PM
هل فعلا لا يوجد إصابات بفيروس كورونا في تركيا؟
تركيا

الحدث الصحي

أصبح فيروس الكورونا شبحا يطارد العديد من الدول، ومع تركزه في بعض البلدان، حيكت بعض النظريات عن كونه أداة من أدوات الحرب على اقتصاديات دول أو سياساتها. يدعم هؤلاء فرضيتهم من خلال الدول، التي ضربها الفيروس بقوة، الصين وإيران، اللتان تقفان سياسيا واقتصاديا على طرف النقيض مع "الطرف المتهم"؛ الولايات المتحدة الأمريكية. 

لكن ومع ذلك، لا تجد السياسة في هذا السياق لها أرضية خصبة، لأن الفيروس عابر للجغرافيا، ويتركز حاليا في دول أوروبية، مثل إيطاليا، في مقابل انحساره في دولة المنشأ الصين، وهو ما يؤكد أن الفيروس أصبح لغة تهديد للعالم ككل بدون تمييز بين أعراق أو جغرافيا، وفي حال كان أداة من أدوات الحرب فإن المسلح، الذي أطلق تهديده فقد السيطرة عليه. 

في الشرق الأوسط، المليء بالانقسامات والخلافات، يتم توظيف الخوف من الفيروس وانتشاره، بطريقة سياسية. العديد من الدول ترفض الاعتراف بوجود إصابات بالفيروس رغم إعلان الصحة العالمية والمؤشرات العالمية عن حالات إصابات فيها، فيما تأخرت بعض الدول في الاعتراف بذلك. وأيضا يتم الترويج من قبل إعلام بعض الدول عن وجود إصابات بالفيروس في دول أخرى رغم عدم إعلان الأخيرة عن ذلك. 

الإعلام المصري كثف من المضامين الإعلامية، التي تتحدث عن غزو الفيروس لـ تركيا، رغم عدم وجود إعلان تركي في هذا الخصوص وعدم وجود بيانات دولية موثوقة تتحدث عن إصابات في تركيا. وعند البحث على محرك الأشهر "جوجل" سوف تجد أن الإعلامين المصري والإماراتي، هما الأكثر عن فيروس كورونا في تركيا. ومن المعروف جدا، أن الدولتين على خصومة سياسية مع أنقرة. 

بالإضافة لذلك، نشرت السفارة السعودية في تركيا تغريدة، طالبت فيها رعاياها الموجودون في تركيا لاتخاذ الحيطة والحذر. وقالت: "نظرا لانتشار فيروس كورونا مؤخرا بشكل متزايد، واتخاذ السلطات التركية إجراءات احتياطية على المسافرين خصوصا القادمين من المناطق التي تكثر فيها الحالات، تأمل السفارة من المواطنين السعوديين تأجيل خطط السفر غير الضرورية".

الغريب الذي يتساءل في إطاره المتابعون لخط سير انتشار الفيروس، هو أن تركيا تربطها حدود مشتركة مع إيران وعلاقات اقتصادية، ومع ذلك لا زالت تنفي إصابة أي من مواطنيها بالفيروس. موقع "تركيا عاجل" نشر خبرا في هذا السياق، ذاكرا أن سائق شاحنة تركي عاد من إيران في الآونة الأخيرة أصيب بالفيروس، وهو ما نفته الصحة التركية، مؤكدة أن هذا محض إشاعات. لكن الموقع أكد وفاة أول مواطن تركي يبلغ من العمر 64 عاما بالفيروس. 

موقع worldometers الذي يقوم برصد حالات الإصابة بالفيروس حول العالم، لم يورد في بياناته أي إشارة إلى وجود إصابات في تركيا، لكنه كشف أن الحالة الأولى في توغو هي لامرأة تبلغ من العمر 42 عامًا  زارت ألمانيا وفرنسا وتركيا في أواخر فبراير وأوائل مارس. وهو ما يثير شكوكا حول إمكانية انتقال العدوى من هذه المرأة إلى مواطنين أتراك، الأمر الذي لا يزال غير مؤكد.

التقارير شبه الرسمية التركية، التي تؤكد عدم وجود إصابات بالفيروس، تشير في الوقت ذاته أنه يوجد خطر في تفشي الفيروس وانتشاره في تركيا لأنها ليست دولة منفصلة عن العالم. لذلك هناك خطر الإصابة ولكن تركيا تتخذ الكثير من الإجراءات أكثر من البلدان الأخرى. 

ومن هذه الإجراءات، تقوم كاميرات ترمال بعملية مسح على جميع الأشخاص الذين يأتون من الخارج؛ لا سيما الركاب من الدول الآسيوية والأوروبية. ويتم إلغاء الرحلات من وإلى الدول المصابة بالعدوى؛ وتقوم البلديات بعمليات تعقيم يومية لوسائل النقل العام تعقيم يوميا. 

وبحسب هذه التقارير، يعتمد الأتراك في استهلاك الطعام على الخضار بشكل أساسي، مثل الفاصوليا والقمح والنخالة والذرة. في المقابل، فإن الصين مثلا، يتناول مواطنوها الحيوانات البرية والحيوانات الأليفة مثل الكلاب والقطط والثعابين أو حتى الكائنات البحرية مثل الروبيان والكركند وسرطان البحر.