الجمعة  26 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

روسيا تضيف قدرات نووية جديدة لقوتها العسكرية

2020-05-17 09:45:27 AM
روسيا تضيف قدرات نووية جديدة لقوتها العسكرية
الطوربيد النووي بوسيدون

 

 الحدث- جهاد الدين البدوي

نشرت صحيفة "تشونغهوا غوان" الصينية تقريراً تحدثت فيه عن الأسلحة النووية الروسية الجديدة مشيرة في ذلك إلى الطوربيد النووي الروسي بوسيدون والغواصة الناقلة له من طراز "خاباروفسك" من مشروع الغواصات "09851".

ووفقاً للصحيفة الصينية فإنه من المقرر إطلاق هذه الأسلحة خلال الشهرين المقبلين، وسيتم اختبار هذه الأسلحة خلال عامين لضمان تكامل الغواصة "خاباروفسك" والغواصة النووي غير المأهول بوسيدون.

وأوضحت الصحيفة بأن الغواصة غير المأهولة تعمل بالطاقة النووية، ويمكنها حمل رؤوس نووية وهو ما يجعلها تضرب أهداف استراتيجية. مضيفة أنه في الوقت الحاضر سيتم تجهيز الغواصة من طراز "بيلغورود" و"خاباروفسك" لحمل الغواصة النووية بوسيدون لإجراء الاختبارات.

طوربيد نووي استراتيجي قوي

في الأول مارس 2018، صرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في خطابه السنوي أن روسيا تطور غواصة غير مأهولة يمكنها الغوص في المياه العميقة والسفر عبر القارات بسرعة أكبر بعدة مرات من الغواصات والطوربيدات والسفن الحربية المختلفة. وأشار بوتين إلى أن هذه الغواصة غير المأهولة يمكن أن تكون مجهزة بالذخيرة التقليدية والذخيرة النووية، والتي يمكن أن تدمر أنواعًا مختلفة من الأهداف، بما في ذلك المجموعات القتالية البحرية وحاملة الطائرات.

تلفت الصحيفة الصينية أنه وزارة الدفاع الروسية أظهرت صور مختلفة للغواصة النووية بوسيدون عام 2015. في ذلك الوقت، وصفتها وسائل الإعلام الروسية بأنها غواصة مسيرة تعمل بالطاقة النووية. على الرغم من أن الروس يشيرون دائمًا إلى "بوسيدون" على أنها غواصة مسيرة، إلا أنها في الواقع طوربيد نووي يمكن التحكم فيه.

تشير الصحيفة إلى أن الطوربيدات النووية كانت بالفعل في الخدمة العسكرية لدى الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة خلال الحرب الباردة، مشيرة إلى الطوربيد الأمريكي من طراز "Mark 45" والسوفيتي من طراز "Т-5"، وفي 10 أكتوبر 1957، تم اختبار الطوربيد النووي T-5 التابع للاتحاد السوفيتي في القطب الشمالي في موقع التجارب بجزيرة نيولاند. حيث وانفجر الطوربيد على بعد 30 متراً تحت الماء وأغرق ثلاث مدمرات وثلاث غواصات وزورقين لإزالة الألغام وسفن صغيرة أخرى.

تضيف الصحيفة نه بعد تطوير طوربيد "Т-5"، خطط الاتحاد السوفييتي لتطوير طوربيد نووي استراتيجي من طراز "Т-15" والتي كان من المفترض أن تحمل رأساً نووياً بقوة 100 ميغاطن. وقد تم اختبار هذا الطوربيد بنصف الشحنة النووية، ونظراً لصعوبة التطوير وحقيقة أن قنبلة القيصر النووية لم تدخل الخدمة العسكرية، تم التخلي عن مشروع الطوربيد "Т-15" في نهاية المطاف، ولكن إلى حد ما فإن الطوربيد النووي "بوسيدون" يعادل الطوربيد النووية الاستراتيجية "Т-15" وذلك بسبب اعتبار أن هذه الطوربيدات عابرة للقارات.

تلفت الصحيفة الصينية إلى أن قطر الغواصة النووية الروسية غير المأهولة "بوسيدون" أكثر من 1.5 متر، وطول أكثر من 20 متر، ومن حيث الشكل فهو قريب من الطوربيد النووية الاستراتيجية "Т-15". ونظرًا للحاجة إلى تحقيق ضربات عابرة للقارات، يستخدم الطوربيد الطاقة النووية لضمان قدرته على الإبحار عبر القارات وتحقيق أهداف الضربة العالمية. وبالإضافة إلى ذلك، تزعم مصادر روسية أن الغواصة الروسية يمكنها الغوص لعمق 1000 متر، بسرعة تصل إلى 100 عقدة. ويستخدم أساساً لضرب الموانئ العسكرية الساحلية المعادية، ومواقع تجمع حاملات الطائرات القتالية وغيرها من الأهداف الاستراتيجية الهامة.

غواصات حاملة خاصة:

وفقاً للصحيفة الصينية فإنه سيتم تسليم الغواصة النووية الروسية غير المأهولة "بوسيدون" إلى البحرية الروسية في إطار خطة القوات المسلحة "2018-2027" ولكن الغواصة الهجومية الناقلة من الجيل الخامس قيد التطوير.

ما هو نوع الغواصة الناقلة للطوربيد العملاق؟

في الواقع بدأ تطوير الغواصات الناقلة للغواصات النووية غير المأهولة عام 2012، على أساس غواصة "949A"، وقد أطلق الجيش الروسي غواصة خاصة من طراز "بيلغورود" لهذا الغرض في أبريل من عام 2019.

توضح الصحيفة الصينية بأنه تم إزالة قاذفات الصواريخ المضادة للسفن من طراز غرانيت، مضيفة قسم آخر يبلغ طوله 30 متراً، مجهزة بغرفة ضغط متوازنة للغواصين للدخول والخروج بأسفل المقصورة، وهذا القسم يستخدم للعمليات الحربية في أعماق البحار أو انقاذ الغواصات. كما ويوجد ثلاثة أنابيب للطوربيدات الكبيرة على جانبي مقدمة المقصورة، والتي تعتبر أنابيب للطوربيد النووي "بوسيدون" وأنابيب الطوربيدات 650 ملم و533 ملم على القوس هي أنابيب طوربيدات لأغراض دفاعية. ونتيجة لإضافة هذه الوحدة، فقد زاد طول غواصة "بيلغورود" من 154 متراً إلى 184 متراً، مما يجعلها أطول غواصة في العالم.

وبالإضافة إلى غواصة "بيلغورود" التي أعيد تطويرها، فقد طورت روسيا أيضا غواصة نووية من طراز "خاباروفسك" من مشروع "09851" وهي غواصة نووية هجومية أصغر بكثير من غواصة "بيلغورود"، وهي شبيهة إلى حد كبير من الغواصة النووية الاستراتيجية من مشروع "955" تصل سرعتها إلى 32 عقدة وازاحتها 10000 طن، ويمكنها أن تسير بعمق 500 متر. وفي 27 يوليو 2014، بدأ بناء "خاباروفسك"، ومن المتوقع إطلاقها في مايو من هذا العام. كما لا تزال هذه الغواصة محاطة بسرية عالية، ولكن من المؤكد أنها ستكون أول غواصة نووية تستخدم الغواصة غير المأهولة "بوسيدون" كسلاح هجومي رئيس.

من الصعب مكافحتها:

ترى الصحيفة الصينية أنه من وجهة نظر التصميم، فإن الجمع بين الغواصات النووية الكبيرة والطوربيدات النووية الاستراتيجية سيشكل جيلاً جديداً من منظومة الأسلحة النووية الاستراتيجية الروسية تحت الماء. في الوقت الذي عززت فيه الولايات المتحدة باستمرار نظام الدفاع الصاروخي في السنوات الأخيرة، فإن كيفية تجاوز صواريخها المضادة للطائرات في زمن الحرب وتنفيذ الضربات النووية الانتقامية تعتبر احدى التحديات التي تواجه الجيش الروسي. ومن الواضح أن الغواصات النووية غير المأهولة وسيلة جديدة ومبتكرة للهجوم تحت الماء.

تتمتع الغواصة النووية الروسية غير المأهولة من طراز "بوسيدون" بمدى يبلغ أكثر من 10000كم، ويمكنها تحقيق ضربات عابرة للقارات، ونظريا تعتبر هذه الغواصة سلاح رد استراتيجي قوي وفعال. وتستغرق رحلة هذه الغواصة النووية عشرات الساعات للوصول إلى أهدافها. ويزيد طول رحلتها من خطر اكتشافها وضربها. وبالإضافة إلى ذلك، تستخدم الغواصة الروسية تكنولوجيا متقدمة، بالاضفة إلى استخدامها تقنيات السونار المضاد للغوصات. وتبدو عمل الغواصة في الحرب الفعلية مجدي للغاية. ومن أهم ما يميز هذه الغواصة ويجعلها غير معرضة للخطر هو قدرتها على الإبحار بمعق يصل إلى 1000 متر وهو ما لا تمتلكه الغواصات التقليدية والطوربيدات المضادة للغواصات، ويمكنها فقط الاستماع إلى اندفاع الغواصة المسيرة نحو الهدف.

تختتم الصحيفة الصينية تقريرها بالقول: في الواقع فأن قيمة الطوربيد النووي بوسيدون، كسلاح نووي استراتيجي، تتمثل في إعطاء روسيا وسيلة فعالة للهجوم يمكنها تجاوز نظام الدفاع الصاروخي لخصومها، وبالتالي إجبارهم على التخلي عن استخدام القوة والعودة إلى طاولة المفاوضات لحل الخلافات.