الجمعة  17 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

هل تحول الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي من إنجاز إلى انتكاسة لنتنياهو؟

2020-08-19 09:47:03 AM
هل تحول الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي من إنجاز إلى انتكاسة لنتنياهو؟
رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو

 

الحدث ـ محمد بدر

يعتبر الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي من أهم إنجازات السياسة الخارجية لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، الذي تعثرت بفعله السياسة الخارجية الإسرائيلية، نتيجة للمشاريع الإسرائيلية الأمريكية المشتركة، ومن أبرزها مشروع الضم، الذي أثار عاصفة من الانتقادات في العالم، وعلى وجه التحديد في أوروبا، وكذلك انضمام الفلسطينيين لبعض المؤسسات الدولية وما يترتب على ذلك من ملاحقة ومواقف ضد "إسرائيل".

ولم يجد نتنياهو وحليفه الأهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أرضا أكثر خصوبة لصناعة الإنجازات، من أرض الخليج، فالأول فشل في ملفات عدة، أهمها: الحصول على موافقة الفلسطينيين والأوروبيين والعالم على صفقة القرن، وتفكيك الوجود العسكري الإيراني في سوريا، ومنع مشروع الصواريخ الدقيقة التابع لحزب الله اللبناني، أما الثاني فقد فشل في ملف كورونا وعجز عن تركيع إيران بالضغوطات الاقتصادية وفشلت جولاته الاقتصادية مع الصين والسياسية مع كوريا الشمالية.

لكن الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي، الذي أراد له نتنياهو أن يكون عنوانا مهما في سيرته الذاتية والسياسية بدليل تصريحه بشكل علني أنه لم يطلع وزيري الجيش والخارجية على تفاصيله، سرعان ما انقلب عليه، فقد كشفت الصحافة الإسرائيلية أن نتنياهو تجاوز الخطوط الحمراء في السياسة الاستراتيجية الإسرائيلية، بما يمس الأمن القومي الإسرائيلي، خاصة في الشق المتعلق بموافقته على صفقة بيع الولايات المتحدة لطائرات F-35 وطائرات بدون طيار من النوع الأكثر تقدمًا، للإمارات، وقد كانت هذه الصفقة مجمدة في السابق بسبب المعارضة الإسرائيلية، والآن سيتم تمريرها من قبل الإدارة الأمريكية.

واعتبرت الصحافة الإسرائيلية أن مشكلة الاتفاق بين دولة الاحتلال والإمارات أنه حمل سابقة لم تكن في معادلة التفاوض من قبل: التطبيع مقابل السلاح. وقد تشترط دول أخرى كالسعودية، الحصول، على أسلحة متطورة جدا من ترسانة السلاح الأمريكية مقابل تطبيع العلاقات مع دولة الاحتلال.

وتعارض المؤسسة العسكرية الإسرائيلية بشدة صفقة أمريكية لبيع طائرات F-35 إلى الإمارات ودول أخرى في الشرق الأوسط، متمسكة بموقفها التقليدي، بل وأكثر من ذلك، فهي تدعو إلى الوقوف بحزم أمام أي صفقة سلاح أمريكية في الشرق الأوسط، وذلك لمنع تآكل التفوق الجوي والتكنولوجي الإسرائيلي، الذي تآكل أصلا في السنوات الأخيرة في مواجهة سباق تسلح إقليمي.

وتؤكد المؤسسة العسكرية الإسرائيلية أن الحفاظ على التفوق الجوي مطلوب أيضا حتى في حالة الدول الصديقة أو الحليفة في الشرق الأوسط، ولذلك فهي ترى بخطورة إقدام نتنياهو على الموافقة على صفقة من هذا النوع، وترفض أن يكون السلاح المتطور هو الثمن، الذي يجب أن يُدفع في مقابل أي اتفاق سلام في المنطقة.

وتأخذ المؤسسة العسكرية الإسرائيلية في الحسبان أن الاتفاقات بين "إسرائيل" والدول العربية، ستجعل الولايات المتحدة تتصرف بمرونة أكثر في بيع الأسلحة المتقدمة لبعض دول الشرق الأوسط، بما يشمل طائرات 35-F وطائرات بدون طيار ورادارات وأنظمة دفاع جوي متطورة للغاية، وهو ما سيؤدي إلى تضرر التفوق الجوي الإسرائيلي، ولهذا تعتبر المؤسسة العسكرية أن تغييبها عن الاتفاق هو أمر في غاية الخطورة.

مسؤول كبير في الإمارات العربية المتحدة أكد مساء أمس الثلاثاء لصحيفة يديعوت أحرونوت، أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو وافق على بيع أسلحة متطورة من الولايات المتحدة لـ"إسرائيل"، وقال إن الأطراف الثلاثة - الإسرائيليين والأمريكيين والإماراتيين - اتفقوا على تحسين القدرات العسكرية للجيش الإماراتي وترسانته من الأسلحة.

رسميا، أعلن مكتب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو في وقت سابق أن اتفاق السلام بين دولة الاحتلال والإمارات العربية المتحدة لم يتضمن أي إشارة على تمرير صفقة أسلحة بين الولايات المتحدة والإمارات، وقال مكتب نتنياهو إن "اتفاق السلام مع الإمارات العربية المتحدة لا يتضمن أي بند في هذا الشأن، وقد أوضحت الولايات المتحدة لإسرائيل أنها ستحافظ دائمًا على التفوق النوعي العسكري الإسرائيلي".

وأوضح مكتب نتنياهو أن "الحكومة الإسرائيلية عارضت بيع طائرات F35 وأسلحة متطورة لدول الشرق الأوسط، بما في ذلك الدول العربية التي عقدت السلام مع إسرائيل".

وكانت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية قد كشفت أن اتفاق السلام بين الإمارات ودولة الاحتلال جاء نتيجة لجهود أمريكية حاولت من خلالها إقناع ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد بالقيام بهذه الخطوة مقابل أسلحة بقيمة عشرات مليارات الدولارات. وتشمل الصفقة طائرات F-35 وطائرات بدون طيار من النوع الأكثر تقدمًا، ستقدمها الولايات المتحدة إلى الإمارات، وقد كانت هذه الصفقة مجمدة في السابق بسبب المعارضة الإسرائيلية، والآن سيتم تمريرها من قبل الإدارة الأمريكية.