الخميس  02 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

قمة عمان الثلاثية ومضة تنعش الامال

2020-08-26 01:32:54 PM
قمة عمان الثلاثية ومضة تنعش الامال

أسرة التحرير

قمة عمان الثلاثية التي جمعت الملك عبد الله الثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي ومضة في الظلام الدامس الذي يلف المنطقة العربية وشرذمة دولها وانفراط عقدها.

الاجتماع ومضة أضاءت الطريق أمام القادة الثلاثة لخطوة إلى الأمام من شأنها إحياء التضامن العربي والعمل العربي المشترك والالتفاف إلى قضايا الأمة المصيرية.

الأنباء القادمة من عمان بعد القمة المهمة تختلف في توصيف نتائج القمة وأهدافها وهي بالمناسبة القمة الثانية للدول الثلاث ولكن قمة الأمس جاءت في ظل حالة من الإحباط بعد الخطوة الإماراتية بالتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.

وتركز مصادر أردنية على الجانب الاقتصادي وتشكيل نواة عربية متقدمة للتعاون في المجال الاقتصادي، فيما تركز مصادر أخرى على إعادة إنتاج التضامن العربي والثبات على الموقف العربي المشترك من القضية الفلسطينية ووقف التدخلات الخارجية (الامريكية والاسرائيلية والتركية وغيرها) في الشؤون العربية.

وتركز مصادر ثالثة على الجانب الاقتصادي في الأردن كتنشيط التعاون الاقتصادي بين الدول الثلاث واستشعار الحصار الذي يتعرض إليه الاردن من جيرانه وإمكانية توفر فرصة لإنشاء تجمع اقتصادي من دول استفزاز أو تنافس مع القوى الاقتصادية والسياسية في المنطقة.

الملك عبد الله الثاني في تغريده له جمع بين الأهداف الاقتصادية والسياسية للقمة وركز بالخصوص على القضية الفلسطينية وتفعيل الجهود السياسية العربية والدولية التي تلبي الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني وحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس والوصاية الهاشمية عليها ووقف سياسة الضم والاستيطان الاسرائيلي وجميع الاجراءات التي تقوض حل الدولتين، موضحا أن إقامة دولة فلسطينية ما زالت القضية المركزية للاردن والامة العربية ولا بد من إنهاء الاحتلال الاسرائيلي للأراضي العربية والفلسطينية المحتلة منذ العام 1967.

وإذا كان الاقتصاد لا ينفصل عن السياسة كما لاتنفصل السياسة عن الاقتصاد فإن الجغرافيا السياسية والمصلحة الاقتصادية والظروف المتماثلة بين الدول الثلاث والتحديات المستجدة تقتضي أن تتوسع اضلاع المثلث الاقتصادي لتشمل سوريا في إطار مربع يهدف للتضامن العربي والعمل العربي المشترك وينعش الحياة في الجامعة العربية ومؤتمرات القمة ويؤسس إلى تجميع العرب الذين انفرط عقدهم في ظل التطبيع المجاني واستباحة المنطقة العربية لبهلوانية إدارة ترمب وغطرسة بنيامين نتنياهو. وإذا كان الاقتصاد هدفا لقمة عمان وكذاك العمل العربي المشترك فلماذا أيضا لا تتوسع الدعوة لتشمل دولا عربية آخرى وازنة غير منخرطة في نزاع أو صراع مع دول عربية شقيقة تعتبر من الدعاة المخلصين للعمل العربي المشترك في المجالات الاقتصادية والسياسية وللتضامن العربي كالجزائر وتونس والمغرب وموريتانيا، لأن من شأن هكذا تجمع أن يعيد الروح للأمة العربية ولفعالية العمل العربي المشترك وجامعة الدول العربية التي عجزت عن عقد اجتماع لها أمام خطوة الإمارات التطبيعية التي تتعارض مع الموقف العربي المشترك والمبادرة العربية.

وبهذه الطريقة لا يكون الاجتماع الثلاثي في عمان على مستوى القمة محورا مقابلا لمحور آخر وإنما حاضنة تعمل على حل المشاكل البينية والأزمات التي تعاني منها بعض الدول العربي مثل ليبيا واليمن و ...

واذا لم نذكر المملكة العربية السعودية في مثل هذا الاقتراح فإن المملكة هي الحاضنة للعالم العربي والإسلامي ولدول الخليج، ولكنه ثمة خلافات وتعارضات غير مبررة وحرب في اليمن يجب أن تنتهي فورا ويحقن الدم العربي والمال المهدور في سفك هذا الدم.

لعل ذلك اليوم يكون قريبا لتدارك حالة تداعي البيت العربي وضياع الآمال العربية بالحرية والاستقلال والأمن الجماعي والتنمية والتقدم.