الخميس  16 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

صحيفة: عصر الحروب الجوية التي تحدد النصر والهزيمة قادم

2020-10-14 10:20:20 AM
صحيفة: عصر الحروب الجوية التي تحدد النصر والهزيمة قادم
طائرات حربية

الحدث- جهاد الدين البدوي

نشرت صحيفة "سوهو" الصينية تقريراً تحدثت فيه أنه منذ ظهور الطائرات في الحرب العالمية الأولى، تحول شكل الحروب من ثنائية إلى ثلاثية، كما أن الجمع بين القوات البرية والبحرية والجوية قد أثرى ترسانة الأركان والقادة. وخلال الحرب العالمية الثانية، تحسن أداء الطائرات بسرعة وازدادت تنوع. في نهاية الحرب العالمية الثانية، ظهرت الطائرات النفاثة، ومع تطور الطائرات بشكل أسرع، أصبح دور الطائرات في الحرب أكثر بروزاً. وبذلك أصبح التفوق الجوي أكثر أهمية.

تضيف الصحيفة أنه في الحرب الحديثة، يمكن للطرف الذي يتمتع بالتفوق الجوي القضاء بسهولة على القوة الحيوية للعدو. إلى جانب ظهور أسلحة الضاربة الدقيقة، فإن امتلاك القوة الجوية غالباً ما يعادل القدرة على "استدعاء" الهجمات على أهداف العدو. وهذا يجعل الدفاع السلبي ضعيف جداً.

توضح الصحيفة أن الهجمات جو-جو تختلف عن الهجمات أرض-بحر، فالمنطقة الجوية كبيرة جداً، إلى جانب تداخل السُحب. وغالباً ما تختبأ الطائرات المقاتلة خلف السحب أثناء الهجمات الجوية، بينما تتطلب أسلحة الدفاع الجوي الأرضية بذل الكثير من الجهد لضرب الأهداف الجوية. وخلال الحرب العالمية الثانية، كانت المدافع الأرضية المضادة للطائرات بحاجة إلى آلاف الطلقات لإسقاط طائرة معادية. وفي الحرب الحديثة، هناك حاجة لعشرات صواريخ أرض-جو لإسقاط طائرة معادية. لذلك، من يسيطر على السماء، فهو يعادل امتلاك زمام المبادرة في ساحة المعركة.

تطرح الصحيفة ثلاث أمثلة على ذلك: حرب كوسوفو، وحرب الخليج، وحرب العراق. جميع هذه الحروب قامت على الحروب الجوية. وعلى وجه الخصوص، فإن حرب كوسوفو، التي قامت فيها القوات العسكرية الأمريكية بقصف جوي لمدة 78 يوماً، جعلت فيها جمهورية يوغوسلافيا الاتحادية عاجزة عن القتال واضطرت في نهاية المطاف إلى التفكك. للمرة الأولى في هذه الحرب، شهد العالم قوة المقاتلات الشبحية والأسلحة الموجهة بدقة. فقد دُمرت أنظمة الدفاع اليوغسلافية بالإضافة إلى رادارات الإنذار المبكر دون معرفة مكان الهدف المعتدي. ويمكن للصواريخ المضادة للتشويش أن تضرب بدقة الرادارات النشطة بالاعتماد على الموجات الكهرومغناطيسية، وقد جعلت هذه الحروب العديد من الدول تدرك أهمية التفوق الجوي.

تشير الصحيفة إلى أنه خلال حرب الخليج وفي الحرب العراقية أيضاً، قدم الجيش الأمريكي الذي كان يتمتع بتفوق جوي هائل، مقاتلة أخرى كبيرة جداً، وهي القاذفة الاستراتيجية بالإضافة إلى صواريخ كروز. والجمع بين السلاحين وفقاً للصحيفة أثرى أساليب الضربات الجوية.

تتابع الصحيفة: تحمل القاذفة الاستراتيجية الأمريكية من طراز "B-52H" صواريخ كروز من طراز توماهوك، التي يمكنها شن هجمات خارج دائرة نطاق أنظمة الدفاع الجوية العراقية، حتى أنها يمكنها شن هجمات من خارج المجال الجوي العراقي، فمثل هذه الهجمات الصاروخية التي يمكن اطلاقها على بعد آلاف الأميال لا يمكن اعتراضها اطلاقاً.

ترى الصحيفة أن إتقان التفوق الجوي في الحروب الحديثة ليس سوى خطوة أولى، والخطوة الثانية هي اكمال خارج نطاق النطاق المرئي وخارج المنطقة المستهدفة، ومن بين الأسلحة الثلاثة، يمكن لسلاح الطيران فقط تحقيق ما يتجاوز نطاق الضربات المرئية، ونظراً لأن الضربات الجوية هي السائدة اليوم في الحرب الحديثة، فليس من المستغرب أن تزداد أهمية التفوق الجوي.

تنوه الصحيفة إلى أنه على الرغم من أهمية التفوق الجوي في الحرب الحديثة، إلا أنه حتى يتم تحقيق النصر على العدو لا بد من التعاون مع القوات البرية، إلا أنه في الحروب المستقبلية سيتم تقليص دور القوات البرية وستقل أهميتها بشكل كبير.

تختتم الصحيفة تقريرها بالقول: ومع بروز التنافس الفضائي، فلن يقتصر التنافس المستقبلي على الغلاف الجوي فحسب، بل سيمتد إلى ما هو أكبر، فسيصبح بحر النجوم والمجال الفضائي النقطة الساخنة التالية، كما سيصبح محور التركيز التالي للعديد من الدول.