السبت  27 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

مجلة أمريكية: صاروخ جديد ضخم لكوريا الشمالية يحمل رسائل إلى واشنطن

2020-10-14 10:21:40 AM
مجلة أمريكية: صاروخ جديد ضخم لكوريا الشمالية يحمل رسائل إلى واشنطن
صواريخ- كوريا الشمالية

الحدث- جهاد الدين البدوي

نشرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية مقالاً للمتخصص في الشؤون الجيوسياسية مورتن سوندرجارد لارسن تناول فيه الرسائل السياسية والعسكرية التي حملها العرض العسكري الذي أقيم احتفالاً بالذكرى السنوية الخامسة والسبعين لتأسيس الحزب الشيوعي الحاكم لكوريا الشمالية، والتي أظهرت فيه بيونغ يانغ مخالبها وسعيها لتعزيز الدعم الداخلي للنظام الحاكم.

وأضاف الكاتب لارسن أن كوريا الشمالية كشفت النقاب يوم السبت الماضي عن صاروخ باليستي جديد ضخم عابر للقارات في عرض عسكري بمناسبة الذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس حزب العمال الكوري، في إشارة إلى واشنطن بأن النظام ملتزم بتعزيز قدراته في مجال الضربات بعيدة المدى، على الرغم من مضي سنوات من التواصل الدبلوماسي مع الولايات المتحدة.

ويعتقد الكاتب أن الصاروخ الجديد الذي حمل على عربة ضخمة، والذي توج العرض العسكري الذي أقيم في الصباح الباكر، هو واحد من أكبر الصواريخ الباليستية العابرة للقارات في العالم، ويمكن أن يكون قادر على حمل رؤوس حربية نووية متعددة تصل إلى الولايات المتحدة القارية.

ونقل الكاتب عن نائب رئيس وكالة المخابرات المركزية السابق في كوريا بروس كلينجنر ما قوله: " إنه أمر مقلق للغاية". وأشار إلى أن كوريا الشمالية أظهرت أيضاً القدرة على صنع منصات إطلاق أكثر وأكبر للصواريخ الجديدة.

وأضاف كلينجنر: "هذا تطور مقلق لأنه سيمكن كوريا الشمالية من نشر المزيد من الصواريخ النووية العابرة للقارات، الأمر الذي سيعطيها ميزة شن ضربة أولى أكبر أو توجيه ضربة نووية انتقامية ثانية".

ينوه الكاتب إلى أنه في حين أن الصاروخ الجديد أكبر وأكثر قدرة من سابقه، هواسونغ-15، إلا أنه لا يزال يعمل بالوقود السائل، مما يجعله أكثر عرضة للخطر من الصواريخ التي تعمل بالوقود الصلب. ومع ذلك، فإن الكشف عن هذا الصاروخ يخدم غرضًا مزدوجًا.

ويقول جو ميونج هيون، وهو زميل أول في معهد آسان "ASAN" لدراسات السياسة في سيول: "إنه تحذير [للرئيس الأمريكي دونالد ترامب] بأنه إذا أعيد انتخابه، فعليه استئناف المفاوضات مع كوريا الشمالية، ومن ثم في الوقت نفسه، إنها رسالة إلى [المرشح الديمقراطي جو بايدن] بأن كوريا الشمالية يجب أن توضع على رأس أولويات السياسة الدولية لبايدن".

يضيف الباحث هيون: " كيم جونغ أون يستثمر كثيراً في علاقة الشخصية والدبلوماسية مع ترامب، لذلك يود أن يرى فوز ترامب. ولكن إذا كانوا يعتقدون أن هناك فرصة أكبر لفوز بايدن، فعليهم التحوط رهاناتهم، وهذا يعني طرح الصواريخ الجديدة العابر للقارات".

كما أظهر العرض التقدم في القدرات التقليدية لكوريا الشمالية، بما في ذلك الدروع الواقية الجديدة ودبابة قتال رئيسة جديدة.

يتابع الكاتب قائلاً: وخلافاً عن السنوات الماضية، قدمت كوريا الشمالية عرضها العسكري على استحياء هذا العام، حيث أجرته تحت جنح الظلام في منتصف الليل عندما تكون صور الأقمار الصناعية أقل فعالية، وعندما يكون أي أجنبي في العاصمة نائماً. وشاهد المراقبون الذين تابعوا البث الإذاعي الرسمية في كوريا الشمالية صباح يوم السبت أفلاماً وثائقية معاد تدويرها عن كيم إيل سونغ، جد كيم ومؤسس الأمة نفسها. وقد أعطى ذلك النظام القدرة على عرض صور منقحة فقط للموكب بدلاً من البث المباشر، مما سمح للمحررين بتسليط الضوء على الجوانب الإنسانية للموكب، مثل المتفرجين والجنود الذين يبكون خلال خطاب كيم.

يوضح الكاتب بأن العرض قد أتاح للنظام فرصة لعرض قدرات جديدة دون تجاوز أي خطوط حمراء دولية من خلال إجراء التجارب. وتجنب كيم في خطابه أي إشارة إلى الولايات المتحدة، وأكد أن الترسانة المتنامية تهدف إلى الردع الدفاعي.

وأشار الكاتب إلى أن رد فعل الحكومة الأمريكية الأولي على أنظمة الصواريخ الجديدة كان صامتاً، وترك الباب مفتوحاً أمام المفاوضات المستقبلية حول نزع السلاح النووي في أعقاب قمم ترامب المباشرة مع كيم.

وقال جون سبل، المتحدث باسم البنتاجون "نحن على علم بالتقارير المتعلقة بالموكب. كما إن تحليلنا مستمر، ونحن نتشاور مع حلفائنا في المنطقة". فيما علق المتحدث باسم وزارة الخارجية: "إنه من المخيب للآمال أن نرى كوريا الديمقراطية تواصل اعطاء الأولوية لبرنامجها النووي والصواريخ الباليستية المحظور". وأضاف المتحدث أن الولايات المتحدة "لا تزال تسترشد بالرؤية التي طرحها الرئيس ترامب والرئيس كيم في سنغافورة، وتدعو جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية إلى الدخول في مفاوضات مستمرة وموضوعية لتحقيق نزع السلاح النووي بشكل كامل".

يرى الكاتب لارسن أن العرض لم يكن موجاً لواشنطن وحدها، بل كان الهدف من العرض الهائل للقوة هو أيضاً تذكير الشعب الكوري الشمالي بقوة النظام في بيونغ يانغ، بعد عام مرهق تركت فيه الجائحة البلاد أكثر عزلة من المعتاد، والعقوبات القاسية، بالإضافة إلى الأعاصير التي ضربت المناطق الريفية، مما أثار مخاوف من انعدام الأمن الغذائي.

يقول دانيال بينكستون، المحاضر في جامعة تروي والمقيم في مدينة سيول، عاصمة كوريا الجنوبية: "تمثل هذه الاستعراضات التي يراها عامة الناس والمنظمات الجماهيرية للمواطنين والوحدات العسكرية وغيرها من شرائح المجتمع، وبالنسبة للمواطنين يعطي شعوراً بالفخر والقومية، وبالنسبة لسكان الريف، يُمثل هذا العرض شيئًا ذا قيمة كبيرة".

وأضاف بينكستون: "أعتقد أن الاشارة الداخلية من العرض العسكري هي جزء من الإجراءات التي اتخذها النظام للبقاء في السلطة".

يوضح الكاتب بأن وهذا هو السبب في أن العرض يحتفل بتأسيس حزب العمال الكوري وثلاثة أجيال من إنجازات عائلة كيم بدلًا عن الاحتفال بمولد الأمة: إن سيطرة كيم على البلاد مرتبطة على نحو لا ينفصم بسيطرته المستمرة على الحزب.

يختتم الكاتب بينكستون مقالته بالقول: "إن العرض يمثل طبيعة النظام، مثل الأنظمة الشيوعية الأخرى، ولهذا السبب فإن الاحتفال بتأسيس الحزب يعد أهم من تأسيس الأمة".