الأحد  19 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

«فيسبوك» يطيح بسفير أردني.. وتدوينة تشعل جدلاً حول خطاب الملك

2015-03-08 07:19:06 AM
«فيسبوك» يطيح بسفير أردني.. وتدوينة تشعل جدلاً حول خطاب الملك
صورة ارشيفية

 

الحدث-عمان

فقد سفير أردني منصبه بسبب «بوست» من عدة سطور كتبه على صفحته على «فيسبوك» تعليقاً على خطاب الملك عبد الله الثاني الذي طالب فيه الأردنيين بأن يرفعوا رؤوسهم ويفتخروا بأنهم أردنيين، حيث ألمح السفير الى مظاهر فساد في البلاد يجب القضاء عليها قبل أن «نرفع رؤوسنا مفتخرين»، وهو ما انتهى به لفقدان منصبه ووظيفته لاحقاً لذلك.

وكتب الخصاونة على «فيسبوك» تحت هاشتاغ «#أردني_رافع_راسي»: «ارفع راسك فوووق عندما يتساوى الأردنيون في الحقوق والواجبات. ارفع راسك فووووووق عندما تسود العدالة وتتكافأ الفرص للجميع. ارفع راسك فوووق عندما تتجرأ وتقول للكاذب المنافق كذاب بعينك ولا تحاسب من صاحب سلطه….ارفع راسك فووووووق عندما يميز وزير الخارجية ناصر جوده بين أبناء الوطن في وزارته ويمنح هذا ويمنع ذاك علی أسس واهية. ارفع راسك فوق عندما يكافأ معاليه ويصبح نائب رئيس وزراء. ارفع راسك فوق وارضی بالضيم والخنوع وهنيء معاليه بالثقة المتجددة فيه فهو يختلف عنك كبشر هو من طينة مختلفة وابن ستة أشهر ناصر سامي جوده، غير فعلاً غير. وأمثاله بيننا كثر لا بارك الله فيهم».

وبعد تدوينة الخصاونة بساعات اضطر الرجل لتقديم استقالته من منصبه في وزارة الخارجية، وبعث برسالة استقالة نارية إلى وزير الخارجية ناصر جودة قال له فيها: «وقال «لا يشرفني العمل تحت إمرة من لا يحترم أبناء الوطن ويميز بينهم بالباطل ويتعسف باستعمال صلاحياته». وقال الخصاونة في استقالته: «كوننا تربينا على أرض غرست فينا رفض الضيم والخنوع للباطل والظلم من أي كان، فإن كرامتي كأردني ابن هذا الوطن الأبي لا يشرفني العمل تحت إمرة من لا يحترم ابناء الوطن ويميز بينهم بالباطل ويتعسف في استعمال الصلاحيات الممنوحة له ويتعامل معهم باستعلاء واستخفاف بعيداً عن العدالة والنزاهة والإخلاص التي أقسمت على الحفاظ عليها وتوخيها في إدارتك.. لذا قررت الاستقالة من وزارة الخارجية وإحالة نفسي إلى التقاعد اعتبارا من 1/4/2015».

وقال السفير المستقيل في تصريحات لموقع الكتروني أردني: «بعد خطاب الملك الموجه إلى الشعب الأردني استلهمتني عبارات الملك ومنها عبارة ارفع راسك أنت أردني، فقمت بنشر بوست على صفحتي الشخصية بأنه كيف لي أن أرفع رأسي وسياسية وزير الخارجية إنتقائية ولم تحقق العدل، في تعليق مني على سياسة الوزير وليس تعليقاً على جملة الملك».

وتابع: «أبواب الوزير كانت مغلقة أمامي، فما كان مني إلا أن أعبر عن رأيي من خلال الفيسبوك، ولا أرى في ما فعلته إساءة إلى أحد، وهذا رأي شخصي كتب على صفحة شخصية».
من جهته، طالب مركز «دافع» للحريات وحقوق الإنسان بالتحقيق الجاد في استقالة السفير الخصاونة، مشيراً إلى أنها تضمنت إدعاءات بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان، وعلى الحكومة التحقيق بجدية فيها.
واستهجن المركز رد وزارة الخارجية على لسان المتحدثة باسم الوزارة صباح الرافعي والذي زعم بأن السفير الخصاونة استقال على خلفية استدعائه من قبل المسؤولين في الوزارة لتوبيخه بسبب نشره عبارات رأت الوزارة فيها إساءة لمقامات عليا.

وأشار المركز إلى أنه رجع إلى المنشور الذي كتبه السفير الخصاونة على حسابه الخاص في موقع «فيسبوك» ولم يجد فيه أي عبارات مسيئة كما زعمت الخارجية، بل رآى المركز أن السفير مارس حقه الدستوري والإنساني في التعبير عن رأيه وعرض مظلمته وما تعرض له من انتهاك وتمييز واضطهاد في العمل.

وأكد المركز أن وزارة الخارجية اجتزأت تصريحات السفير واستغلت بعض العبارات الواردة في خطاب الملك الأخير والتي استخدمها السفير في منشوره لتشويه الحقائق والتستر على الإنتهاك الذي كشفه السفير، وهو ما اعتبره المركز ترهيباً باسم الملك يعيدنا إلى ممارسات بائدة.
ودعا المركز الجهات الرقابية ومجلس النواب والحكومة إلى تشكيل لجنة مستقلة محايدة للتحقيق في القضية والوقوف على ملابسات استقالة السفير، لتحقيق العدالة وإزالة الإنتهاك وإنهاء الظلم الواقع على المشتكي، حتى لا تتحول مؤسسات الدولة إلى مزرعة خاصة للمسؤولين وتنعدم ثقة المواطن في عدالة الدولة وسيادة القانون.

وأعرب المركز عن قلقه الشديد إزاء خطاب الكراهية والتخوين، الذي ساد مواقع التواصل الإجتماعي في أعقاب خطاب الملك الأخير، مشيراً إلى أن إقصاء الآخر ومصادرة الحق في التعبير عن الرأي هي ممارسات تتعارض ومقاصد خطاب الملك الذي أكد فيه على التنوع الذي يميز المجتمع الأردني.