الحدث- وكالات
حذر الرئيس النيجيري السابق ورئيس مفوضية المخدرات لمنطقة غرب أفريقيا التابعة للاتحاد الأفريقي، أوليسجون أوباسانجو، من تزايد المخدرات في أوروبا، إذا لم تدعم القارة السمراء، معتبراً ان الجهود الوطنية ليست كافية لمكافحة هذه الآفة.
جاء ذلك في تصريحات لـ" أوباسانجو" على هامش هامش اجتماعات الدورة الـ 58 للجنة الأمم المتحدة لمنع المخدرات المنعقدة حالياً بفيينا استعرض فيه التقرير الأخير الذي أصدرته المفوضية عن المخدرات.
وحسب مراسل الاناضول، دعا أوباسانجو دول العالم إلى دعم أفريقيا لمكافحة ظاهرة عبور المخدرات والعقاقير المنشطة من أراضيها إلى أوروبا، بسبب موقعها الفريد.
وأضاف أن التحدي الكبير أن أفريقيا أصبحت منتج ومصنع للمخدرات وليست معبراً فقط.
وحذر المسؤول الأفريقي أوروبا من الوضع في أفريقيا إذا ما تعاونت ودعمت القارة في مكافحتها للمخدرات، حيث ستزداد الكميات المهربة من أفريقيا أو عبرها إلى أوروبا.
وأكد أن منطقة غرب أفريقيا تشهد تركيز كبير من تجار المخدرات لأنه من السهل قطع الصحراء العربية إلى البحر الأبيض المتوسط ثم اوروبا مما يتطلب اهتمام متزايد من الأوربيين من أجل الحد من تهريب المخدرات إليها.
وانتقد أوباسانجو نظام السجون في أفريقيا، مشيراً إلى أن تجارة المخدرات أصبحت أمراً رائجاً في كثير من السجون بمناطق عديدة في أفريقيا، داعيا إلى ضرورة إجراء إصلاحات قانونية لمواجهة هذه الظاهرة.
وأعرب عن رفضه الشخصي لفرض عقوبات على المتعاطيين للمخدرات، قائلاً: المتعاطين للمخدرات في حاجة للمساعدة وليس العقوبة.
وطالب بعدم التساهل مع المنتج والمهرب والتاجر لما يسببوه من أضرار جسيمة للشباب والاقتصاد.
كما أعرب عن معارضته الشخصية لعقوبة الإعدام، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن أحكام الإعدام التي تصدر في أفريقيا ليست كثيرة بسبب الإجراءات القانونية المعقدة على حسب تعبيره.
وحذر من تزايد المخدرات في أفريقيا وإنتاجها بنسبة 17 في المئة حسب ما قامت الشرطة بضبطه، بخلاف مالم تستطع ضبطه.
من جانبه قال ألواول مايجون، مدير الشؤون الاجتماعية بالاتحاد الأفريقي، إن هناك تساهل كبير في إنتاج المواد المنشطة (الأمفيتامينات) التي يستخدمها الرياضيون، وكذلك الحصول عليها.
وأضاف أن هناك إمكانية كبيرة للحصول على تلك الأمفيتامينات من الصيدليات بخلاف التجارة الغير مشروعة، داعياً إلى ممارسة رياضة نظيفة من المنشطات.
ويشير تقرير المفوضية إلى أن الكوكايين والهيرويين والامفيتامينات المنتجة محلياً أصبحت متاحة في مختلف أنحاء المنطقة؛ مما أدى إلى زيادة استخدام العقاقير وإدمانها وخاصة بين الشباب.
ويدعو التقرير، الذي اطلع عليه مراسل "الأناضول"، لتبني سياسة جديدة للتعامل مع تعاطي المخدرات باعتباره مشكلة تهدد الصحة العامة وليست قضية تتعلق بالعدالة الجنائية.
ويحث التقرير المجتمع الدولي على زيادة دعم حكومات دول غرب أفريقيا التي تعتبر المنتج والمستهلك الرئيسي للعقاقير المخدرة الغير مشروعة، وذلك بالمساهمة في تمويل برامج الوقاية والعلاج والحد من الضرر بدلاً من الاستثمار في الحظر وإنقاذ القانون وتحقيق العدالة.
يشارك في الدورة التي بدأت الاثنين الماضي وتنتهي يوم 19 مارس/آذار الجاري نحو 1000 مندوب يمثلون الدول الأعضاء ومنظمات المجتمع المدني وعدد من المنظمات الحكومية الدولية ووسائل الإعلام حيث يناقش مشكلة المخدرات ومكافحتها على المستوى العالمي والرقابة على المواد والعقاقير المخدرة.
وتخصص الدورة الأربعة أيام الأخيرة لمناقشة الاستعدادات لدورة الجمعية العامة للأمم المتحدة التي ستعقد العام المقبل وتخصص لمناقشة مشكلة المخدرات.
.jpg)
