الجمعة  26 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

عودة الدحيح بين فرحة وخيبة... كيف تتحول العلوم إلى مادة للتطبيع؟

2021-06-14 09:30:03 AM
عودة الدحيح بين فرحة وخيبة... كيف تتحول العلوم إلى مادة للتطبيع؟
غلاف الحلقة الأولى من برنامج الدحيح

الحدث- سوار عبد ربه

في الثاني عشر من الشهر الجاري، أطل الشاب أحمد الغندور الشهير "بالدحيح" على جمهوره بعد انقطاع دام لنحو عام، مشعلا بذلك مواقع التواصل الاجتماعي، فجمهوره كان في توق لرؤيته، لا سيما بعد الغياب المفاجئ والطويل، لكن سرعان ما تحولت موجة الفرح العارمة في أوساط جمهوره، إلى حالة من الخذلان وخيبة الأمل.

عاد الغندور عبر منصة " New media Academy " ‏قناة نيو ميديا الإماراتية، في حلقة بعنوان "الملل" تطرق خلالها لسلوكيات الإنسان عندما يشعر بالملل، وعن كيفية تعامل المسجونين لسنوات طويلة معه، وغيرها من المحاور العلمية والنفسية، بأسلوبه السلس الذي اشتهر به، خاصة وأن برنامجه يهدف إلى تبسيط العلوم.

ومع عودته، ارتفعت مشاهدات القناة خلال 24 ساعة من 9 آلاف متابع، إلى مليون ونصف متابع، الأمر الذي أظهر جماهرية واسعة للغندور، وعاد بالنفع الكبير على القناة.

وتنفيذا لوصية الغندور التي جاءت في أغنية له بعنوان "بص بصة على المصادر"، تتبع المشاهدون أصل القناة التي أطل عبرها، وهنا كانت المفاجأة، فالقناة الإماراتية هذه متعاونة مع شركة "Nas Daily”، التي تروج للاحتلال وتصنف على أنها صهيونية، مؤسسها الشاب الذي يعرف نفسه على أنه "إسرائيلي- فلسطيني" نصير ياسين.

ويعتبر ياسين من الشخصيات المروحة للتطبيع، والتي تعمل على تلميع صورته، ففي آب 2020، أعلن ياسين عن مسابقة وبرنامج تدريب يحمل اسم "ناس ديلي القادم"، تشرف عليه الأكاديمية التابعة لشركته في سنغافورة "أكاديمية ناس"، وتموله أكاديمية "نيو ميديا" الإماراتية التي أسسها حاكم إمارة دبي، محمد بن راشد، بالتزامن مع اتفاقية التطبيع.

وكانت حركة مقاطعة الاحتلال الإسرائيلي "بي دي أس" قد حذرت من برنامجه ذي الانتشار الواسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي وطالبت المشاركين في أكاديميته بالانسحاب منه في حينها، متهمة إياه بالعمل على مشروع تطبيعي بدعم من الإمارات.

وأوضحت حركة المقاطعة، في بيان عبر فيسبوك، أن برنامج "ناس ديلي القادم" يهدف إلى تدريب 80 من صانعي المحتوى العربي، من خلال "أكاديمية ناس"، التي تضم إسرائيليين من ضمن طاقم الإشراف والتدريب، يرأسهم الإسرائيلي "جوناثان بيليك".

 خيبة أمل في أوساط جمهور الدحيح

عقب صدور الحلقة الأولى من البرنامج تعرض الغندور، لحملة انتقادات واسعة حيث شن متابعو البرنامج الجديد، حملة على مواقع التواصل الاجتماعي تحت وسم #قاطعوا_الدحيح، مطالبين بمقطاعة البرنامج نظرا لعودته عبر منصة متورطة بالتطبيع مع الاحتلال.

وعلق رواد مواقع التواصل الاجتماعي "بصينا عالمصادر يا دحيح .. لاقيناها إسرائيلية، و"الدحيح اللي طايرين به راجع لنا من خلال "نيو ميديا أكاديمي" الإماراتية، الشريك الأول ل"ناس دايلي" لصاحبها "نصير" المروج الأول والمحرك الرئيسي للقوة الناعمة للاحتلال الإسرائيلي عبر السوشيال ميديا.. وشكرا".

وعلق الناشط الفلسطيني علاء أبو دياب "حتى الدحيح بدهم ياخدولنا ايا،  طب ما هو الدحيح من أسباب السعادة القليلة اللي بقيت!".

ويعتبر أحمد الغندور باحث وصانع محتوى مصري، درس علم الأحياء في كلية العلوم في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وهو الآن باحث ماجستير في جامعة هونج كونج.

وأنشأ الغندور قناته "الدحيح" على موقع يوتيوب عام 2014 وبدأ بنشر مقاطع فيديو تتمحور حول تبسيط العلوم بطريقة سهلة مع شيء من الكوميديا، وازدادت شهرته  في العالم العربي بعد تعاقده مع شبكة الجزيرة بلس عام 2017، واستمر ذلك حتى 9 حزيران 2020، لينتهي التعاقد بناء على رغبة الشبكة.

وفي تشرين الأول 2020 عرضت أولى حلقات برنامجه الجديد "متحف الدحيح" وهو برنامج كوميدي ثقافي ويبث على شبكة شاهد.نت.