الحدث- رام الله
قال الرئيس محمود عباس، اليوم الأربعاء، إن ما يحصل في فلسطين حاليا هو حرب على شعبنا والأيام القادمة ستكون صعبة، مشيرا أن هذه الحرب بدأت في الخليل بحصار المحافظة والاعتداء على سكانها، ثم انتقلت للقدس بقتل الفتى محمد أبو خضير، والآن امتدت إلى غزة وباقي أنحاء فلسطين.
وأضاف في كلمة له في مستهل اجتماع القيادة، الذي افتتح بتلاوة الفاتحة على أرواح الشهداء، أنه يجري التحرك في أكثر من اتجاه من أجل وقف العدوان الإسرائيلي ووقف شلال الدم الفلسطيني، بيّنها الحديث مع الرئيس المصري محمد السيسي، والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، والرئيس التونسي محمد المنصف المرزوقي.
وأكد أبو مازن أن ما يحدث من قتل لعائلات بأكملها هو إبادة جماعية تمارس بحق شعبنا الفلسطيني، وأن ما يحصل هو حرب على الشعب الفلسطيني بأكمله وليس ضد فصيل بعينه، وأن الأيام القادم ستكون أياما صعبة.
وفيما يلي كلمة الرئيس:
الأخوة الأعزاء نحن دعونا إلى هذا الاجتماع الذي كان مقررا ولكنه تأخر بعض الوقت لمتابعة مجريات الأحداث، ولكن هذه الأحداث التي تحصل هذه الأيام هي حرب بكل معنى الكلمة على الشعب الفلسطيني بدأت بالخليل بالاعتداءات على المؤسسات وعلى المواطنين وعلى الشجر والبشر والحجر، ثم انتقلت إلى القدس ونعرف قصة أبناء العم الشهيد محمد أبو خضير، وإبن عمه طارق أبو خضير، ثم الآن انتقلت إلى غزة وباقي الأرض الفلسطينية، إذ هذه الحرب ليست ضد حماس أو ضد فصيل آخر بل ضد الشعب الفلسطيني وعلينا أن نقول كلمتنا في الذي يجري هذه الأيام وما يمكن أن يجري في الأيام القادمة وستكون أياما صعبة.
نحن من جهتنا نعرف أن إسرائيل لا تدافع عن نفسها فقط وإنما تدافع عن الاستيطان وهو مشروعها الأساسي، ولا نريد أن ندخل الآن في الوضع السياسي الذي نراه ونعتبر أن مسألة الحل السياسي معنا هنا أمر من وجهة نظرهم قد يكون مستحيلا، ولكن مع ذلك سنفاوض ولكن علينا أن نعرف إلى أين ستذهب هذه السياسية الإسرائيلية.
نحن اتصلنا بكل الأطراف المعنية وعلى رأس هذه الأطراف اتصلنا بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وشرحت له الوضع وقال لي نحن نتابع ونحن على اتصال ونحن مستعدون، فقلت له: فخامة الرئيس أرجو أن توجهوا نداء بالالتزام باتفاقية الهدنة التي وقعت في مصر عام 2012، وأكد لي أنه سيفعل ذلك وأن مصر ستقوم بهذا الدور فورا، كذلك تحدثت مع الأخ نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية والآن ننوي الذهاب لمجلس الأمن، وتم الحديث بينه وبين رئيس مجلس الأمن وهو الأردن ويمثله وزير الخارجية الأردني ناصر جودة، وقد تكلمنا مع ناصر جودة من أجل الذهاب الفوري إلى مجلس الآمن وإن شاء الله ستكون القضية أمام مجلس الأمن اليوم أو غدا.
أيضا اليوم صار حديث مع السيد بان كي مون وقلنا له أن الأساس هو العدوان على الشعب الفلسطيني والمطلوب وقف العدوان وبعد ذلك يمكن أن نناقش كل الأمور، وأيضا اتصل بي رئيس تونس وكان قلقا جدا من الأوضاع وشرحت له الأوضاع وتحدثنا على موضوع قمة عربية أن تعقد وكان متحمسا لهذه الفكرة، وهناك اجتماع لوزراء الخارجية العرب في تونس بشأن ليبيا الأحد، وستطرح به هذه القضية، كذلك لدينا اجتماع لمنظمة التعاون الإسلامي وستطرح كل القضايا فيه.
إجمالا نحن نتحرك في كل دول العالم حتى نوقف شلال الدم وحتى نوقف هذه المأساة يعني كما سمعتم أمس عائلات كل عيلة راح منها سبعة، وهي عائلة حمد وعائلة كوارع وعائلة مناصرة، هل كانت تطلق هذه العائلات صواريخ؟ الصغار وكبار السن حتى يستهدف البيت بما فيه، ماذا تسمى هذه الجريمة؟ ماذا نسميها في عرف القانون الدولي؟ أن تقتل عائلة كاملة هل هو عقاب جماعي؟ هذه اسمها إبادة جماعية. ماذا نقول عن الطفل أبو خضير؟ هل نعيد للذاكرة أوشفيتس ودير ياسين، طفل يعذب ثم يقتل، أما ابن عمه فعذب حتى الموت والله نجّاه، وأنا شاهدته مصاب في وجه ورجليه ويديه، وما هو الغرض من هذه الأعمال؟ هل أننا نريد أن نتعايش في دولتين جارتين؟ وهل هذا السلوك يوصلنا لدولتين!! نحن نريد العيش بدولتين جنبا إلى جنب بأمن واستقرار، ولكن هذه التصرفات التي تأتي من الجانب الآخر تؤدي إلى إقامة دولة؟! أو الإيمان بمشروع الدولتين اللتان تعيشان جبنا إلى جنب؟! أرجو أن يعاد النظر عندهم بهذا الموضوع.