الخميس  02 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

وزير الخارجية السعودي في طهران

لأول مرة منذ 17 عاما

2023-06-17 02:10:28 PM
وزير الخارجية السعودي في طهران
وزيرا الخارجية السعودي والإيراني

الحدث العربي والدولي

وصل وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، اليوم السبت، إلى إيران، في أول زيارة لوزير خارجية سعودي إليها منذ 17 عاما، تلبية لدعوة نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان.

ويحمل وزير الخارجية السعودي، في هذه الزيارة، رسالة من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، وفق وكالة "نور نيوز" المقرّبة من مجلس الأمن القومي الإيراني، والتي أشارت إلى أن الرسالة تتمحور حول "توسيع العلاقات الثنائية".

الزيارة التي تصفها وسائل إعلام إيرانية بأنها "تاريخية"، تأتي استكمالا لمسار مصالحة بين إيران والسعودية بدأ في العاشر من مارس/آذار الماضي بعد الاتفاق بينهما في بكين على استئناف العلاقات بواسطة الصين، وأنهى ثماني سنوات من القطيعة الدبلوماسية. 

وبدأت المباحثات بين البلدين لإنهاء القطيعة في بغداد في إبريل/نیسان 2021، وانعقدت فيها خمس جولات، وجولتان أيضا في العاصمة العمانية مسقط، لكنها وصلت إلى النتيجة في بكين، في مباحثات مفاجئة لم يعلن عنها إلا عندما تُلي البيان الثلاثي في بكين، وأعلن فيه عن اتفاق لاستئناف العلاقات. 

ومنذ الإعلان عن الاتفاق، اختفت التصريحات النارية من البلدين تجاه الآخر، والتي كانت سمة سنوات التوتر والقطيعة، ومدفوعة بحروب بالوكالة في أكثر من ساحة في المنطقة، وحل مكانها غزل متبادل وحديث عن الصداقة والتعاون.

زيارة "مهمة جداً"

من جهته، وصف رئيس مركز الدراسات الشرق أوسطية وشمال أفريقيا التابع للخارجية الإيرانية، مجتبى فردوسي بور، زيارة بن فرحان إلى إيران بأنها "مهمة جدا وتاريخية لتعزيز العلاقات بين طهران والرياض". 

وبشأن التحديات أمام تنامي العلاقات بين البلدين، أشار الدبلوماسي الإيراني، إلى أن "المتغيرين الدولي والإقليمي هما أكبر التحديات أمام تعزيز وتقوية العلاقات بين البلدين". 

وفي السياق، لفت فردوسي بور إلى تحديات أخرى أمام تطوير العلاقات الإيرانية الخليجية، خاصة بين طهران والرياض، مثل أمن الطاقة والأمن الاقتصادي والتنمية الاقتصادية في المنطقة، والأمن الإقليمي، وأمن الغذاء، والماء. وأضاف أن كلاً من الطرفين ينظران إلى الأمن الإقليمي من وجهة نظره، وهذا يشكل تحدياً أمام تنمية العلاقات.

وأوضح أن "الأمن الإقليمي هو الأساس، ونحن نعتقد أن هذا الأمن لا يمكن أن يكون أمنا مستوردا بتدخل القوى العظمى في هذا الإقليم"، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن "الفرص المتاحة في مختلف المجالات، وخاصة الاقتصادي والطاقة، أمام البلدين، أكبر من التحديات الموجودة لتوطيد العلاقات المشتركة".

واعرب عن أمله في الرقي بالعلاقات إلى مستوى التعاون الإقليمي، وخاصة في المجال البحري والأمن الإقليمي البحري، موضحا أن طهران على "استعداد تام" لدفع العلاقات مع السعودية إلى الأمام على جميع مجالات التعاون.

ويؤكد الدبلوماسي الإيراني أن إيران والسعودية، باعتبارهما بلدان إسلاميان كبيران، يمكنهما تأسيس سوق إسلامية كبيرة، لافتا إلى موقع بلاده "الجيوستراتيجي في النقل الإقليمي".

أهمية خاصة

من جهته، قال رئيس تحرير موقع "الدبلوماسية الإيرانية" علي موسوي خلخالي، إن زيارة بن فرحان إلى طهران لها "أهمية خاصة" تعود إلى أمرين، الأول أنها تأتي بعد استئناف العلاقات بعد سبع سنوات طويلة من القطيعة، "اتخذ فيها الطرفان مواقف حادة تجاه الآخر وازدادت الحساسية تجاه استئناف العلاقات بعد مهاجمة محتجين إيرانيين السفارة السعودية في طهران".

وأضاف موسوي خلخالي أن العامل الثاني الذي يزيد أهمية الزيارة يعود إلى مكانة إيران والسعودية في المنطقة، إذ إنهما "بلدان مهمان في المنطقة، وإلى جانب تركيا، تعد الدول الثلاث البلدان الرئيسية بالشرق الأوسط لجهة المساحة الشاسعة والقدرات والإمكانيات الهائلة والتأثيرات في الدول المحيطة، ما يجعلها أسس المعادلات السياسية في الشرق الأوسط".

وانطلاقا من ذلك، فإن عودة العلاقات بين البلدين المتنافسين على النفوذ، الذي يطغى عليه الطابع السياسي في المنطقة، ودولها، "تكتسب أهمية كبيرة".

اتفاق حول ساحات الاشتباك

وكشف موسوي خلخالي عن اتفاق بين الطرفين لـ"تأثير كل منهما على البلد الذي يمتلك فيه التأثير لعودة العلاقات بينه وبين الطرف الآخر"، مشيرا في السياق إلى أن السعودية تعمل على استئناف العلاقات بين إيران والبحرين، وثم تسهل إحياء العلاقات بين طهران والقاهرة.

كما تقرر حسب الخبير الإيراني أن "تبذل إيران جهودا لعودة العلاقات بين سورية والسعودية وتطوير علاقات الرياض مع العراق والمساعدة على حل الملف اللبناني"، لافتا إلى أن استدامة العلاقات بين البلدين "تتوقف على مدى استعدادهما للتعاون وتوسيعه".

غير أن البلدين، كما يقول رئيس تحرير موقع "الدبلوماسية الإيرانية، "ليسا حليفين، بل بلدان منافسان منذ القدم"، لافتا إلى أنهما يعدان مرجعيتين للطائفتين الكبيرتين في العالم الإسلامي، أي السنة والشيعة، وهو ما منحهما نفوذا وتأثيرا لدى أبناء الطائفتين في مناطق انتشارهم في العالم الإسلامي.

وعن مدى تطور العلاقات بين طهران والرياض بعد اتفاق المصالحة، وما إذا كانت ستتخذ طابع سلام بارد أم تعاون مطرد، قال رئيس موقع "الدبلوماسية الإيرانية" إن ذلك "مرتبط بمسار التطورات، والبلدان حاليا يعملان على تطبيع العلاقات".

وفي السياق، أضاف موسوي خلخالي: "البلدان يمضيان إلى الأمام في العلاقات، وعلينا أن ننتظر لمعرفة مدى تعاونهما في الملفات (الشائكة) ومدى استعدادهما للاعتراف بمصالح كل منهما فيها"، موضحا أن علاقات التنافس بين إيران والسعودية "ليست لها حدود وسقف معين، مثل العلاقات التنافسية بين إيران وتركيا، ولذلك اتخذت تلك العلاقات في بعض الساحات طابع المواجهة".

كما أنه إذا تطورت العلاقات بين إيران والسعودية إلى "مستوى مقبول ومتقدم من العلاقات الاقتصادية"، وفق الخبير موسوي خلخالي، فإن ذلك "سيؤثر بشكل مباشر في خفض حدة التنافس بينهما".