الأحد  28 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

منظمة الصحة العالمية: لم يعد هناك مستشفيات عاملة في شمال قطاع غزة

2023-12-22 08:47:06 AM
منظمة الصحة العالمية: لم يعد هناك مستشفيات عاملة في شمال قطاع غزة

الحدث الفلسطيني

قالت منظمة الصحة العالمية، أمس الخميس، إنه لم يعد هناك مستشفيات عاملة في شمال قطاع غزة واصفة مشاهد مرضى متروكين يستجدون الطعام والماء بأنها "لا تحتمل".

وأفادت المنظمة التابعة للأمم المتحدة إنها قادت بعثات إلى مستشفيَين أصيبا بأضرار بالغة هما الشفاء والأهلي في شمال قطاع غزة، أمس الأربعاء.

وصرّح ممثل منظمة الصحة في قطاع غزة، ريتشارد بيبركورن، "طواقمنا تعجز عن وصف الوضع الكارثي الذي يواجهه المرضى والطواقم الطبية" الذين ما زالوا هناك.

وقال بيبركورن، في مؤتمر صحافي عقده في مدينة جنيف السويسرية عبر رابط فيديو، إن "المنظمة لا تزال تؤوي آلاف النازحين"

وشدد على أنه "لم يعد هناك مستشفيات عاملة في الشمال، وكان المستشفى الأهلي آخر المستشفيات، ولكنه الآن يعمل بشكل طفيف، وما زال يعالج المرضى ولكن لا يستقبل حالات جديدة".

وأشار بيبركورن إلى أن "9 فقط من أصل 36 منشأة صحية تعمل بشكل جزئي في كامل قطاع غزة، وجميعها تقع في الجنوب".

ولفت إلى أن المستشفى الأهلي يشهد "فوضى عارمة، وازدحاما تاما، و(يقع في) منطقة كوارث".

وأوضح بيبركورن أنه "تم اعتقال أكثر من 20 من العاملين بالمستشفى الأهلي، الإثنين"، قائلا إنه "تم إطلاق سراح 6 منهم، وأجبروا على الانتقال إلى الجنوب".

وأكد أنه "لا معلومات بشأن من تبقى من المحتجزين".

كما حث جميع أطراف النزاع على "احترام القانون الإنساني الدولي، وحماية العاملين الصحيين، والمرضى، والمرافق الصحية، وسيارات الإسعاف في جميع الأوقات".

وشدد بيبركورن على أن مستشفيين كبيرين في جنوب غزة يعملان "بثلاثة أضعاف" طاقتهما السريرية.

ووفقاً للمسؤول الأممي، يقدر عدد النازحين بأكثر من 1.9 مليون، أو 85% من السكان، نصفهم أطفال، فيما يلجأ أكثر من 1.4 مليون منهم إلى مرافق الأونروا والأماكن العامة الأخرى، بما في ذلك المستشفيات.

واختتم بيبركورن حديثه بالقول إن "136 من موظفي الأونروا قتلوا منذ بدء الأعمال العدائية".

وكانت منظمة الصحة العالمية قد قالت الشهر الماضي إن قسم الطوارئ في مجمع الشفاء الطبي، أكبر مستشفيات القطاع، بات "حمام دم".

وكان المستشفى الأهلي آخر المؤسسات الاستشفائية التي لا تزال في الخدمة في شمال قطاع غزة، لكن مديره فضل نعيم أعلن توقف المرفق عن العمل، الثلاثاء، بعد اقتحام الجيش الإسرائيلي له.

بدوره، قال المتحدث باسم وزارة الصحة في قطاع غزة، أشرف القدرة، الخميس إن "الاحتلال دمر المنظومة الصحية بشكل كامل في شمال قطاع غزة".

وكشفت البعثة التي تقودها منظمة الصحة العالمية أن المستشفى الأهلي الذي كان قبل يومين "مكتظا بالمرضى الذين يحتاجون إلى رعاية طارئة"، أصبح الآن "هيكلا فارغا".

وأضاف بيبركورن في حديثه للصحافيين في جنيف عبر رابط فيديو من القدس، "لم تعد هناك غرف لإجراء عمليات بسبب نقص الوقود والكهرباء والإمدادات الطبية والطواقم الطبية من جراحين ومتخصصين آخرين. توقّفت عن العمل بشكل كامل".

ومن بين مستشفيات غزة البالغ عددها الإجمالي 36 مستشفى، هناك تسعة فقط تعمل الآن بشكل جزئي، وكلها في الجنوب. وتابع بيبركورن "لم تعد هناك مستشفيات قيد الخدمة في الشمال".

وتعرضت المستشفيات المحميّة بموجب القانون الإنساني الدولي لقصف إسرائيلي بشكل متكرر في غزة منذ اندلاع الحرب، بحجة أن لدى حماس أنفاقا تحت المستشفيات وتستخدم المنشآت الطبية كمراكز قيادة، وهو ما تنفيه الحركة.

وردا على سؤال حول الادعاءات الإسرائيلية، قال بيبركورن: "لم نر شيئا من ذلك على أرض الواقع"، مضيفا أن منظمة الصحة العالمية "ليست في وضع يسمح لها بمعرفة كيف يستخدم كل مستشفى".

وأشار إلى أنه رغم أن الهدف من زيارة البعثة، الأربعاءن كان توصيل الوقود، فإن عدم وجود ضمانات أمنية يعني أنه لا يمكنهم سوى توصيل إمدادات طبية وأدوية، لكن ذلك لم يكن كافيا بحسبه.

وأوضح "من دون وقود وطواقم وأساسيات أخرى، لن تحدث الأدوية فرقا وسيموت جميع المرضى ببطء وبشكل مؤلم".

وقال إنه في المستشفى الأهلي لم يتبق إلا 10 موظفين يفعلون كل ما في وسعهم لتقديم الإسعافات الأولية الأساسية، في حين يلجأ حوالي 80 مريضا إلى كنيسة في أرض المستشفى وإلى قسم العظام.

من جهته، وصف رئيس بعثات منظمة الصحة العالمية إلى غزة والذي كان ضمن هذه البعثة، شون كايسي، الظروف هناك بأنها "لا تصدق".

وفي المستشفى الأهلي، كان الفريق يسير في ساحته حيث تراكمت جثث ملفوفة بأغطية بيضاء، فيما كان يسمع صوت إطلاق نار على مقربة من الموقع، وفق ما أفاد كيسي صحافيين من رفح في جنوب غزة.

وروى كايسي "في الكنيسة، رأينا مشهدا يفوق الاحتمال"، واصفا استجداء 30 مريضا، بينهم أطفال صغار وبعضهم مصابون بجروح خطرة، الماء وليس الرعاية. وأضاف "حاليا، هو مكان ينتظر فيه الناس الموت".

وجدّد الدعوة الملحة بشكل متزايد إلى وقف إطلاق النار للسماح بدخول كميات كافية من المساعدات وكذلك إجلاء عدد أكبر من المرضى من غزة. وردا على سؤال حول ما إذا كان الوقت ينفد، قال كايسي: "أعتقد أن الوقت فات".

وأوضح: "نحن نتعامل مع بالغين وأطفال يتضورون جوعا... في كل مكان نذهب إليه، يطلب منا الناس الطعام. حتى في المستشفيات... يطلب أشخاص مصابون بجروح تنزف الطعام".

وختم قائلا: "إذا لم يكن ذلك مؤشرا على اليأس، فلا أعرف ما هو المؤشر".