الأحد  19 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

ويكيليكس: سعوديون يزورون السفارة الإسرائيلية في واشنطن لإعداد القادة

2015-06-20 12:27:03 PM
ويكيليكس: سعوديون يزورون السفارة الإسرائيلية في واشنطن لإعداد القادة
صورة ارشيفية
الحدث- وكالات

بدأ موقع "ويكيليكس" منذ أمس الجمعة بنشر وثائق مسربة لوزارة الخارجية السعودية، تشمل أكثر من نصف مليون مذكرة وثيقة تم ارسالها عبر قنوات الخارجية السعودية مع سفارات المملكة حول العالم، وجاءت بعض هذه التسريبات على شكل تقارير مصنفة تحت بند "سري للغاية" من مؤسسات سعودية بينها وزارة الداخلية والاستخبارات العامة.

وتتضمن الوثائق المسربة بحسب موقع ويكيليكس على أعداد كبيرة من رسائل البريد الالكتروني المتبادلة بين الخارجية والهيئات الخارجية، وقال الموقع بأن الوثائق سيتم نشرها خلال الأسابيع المقبلة، ونشر اليوم 70000 وثيقة كدفعة أولى منها فيما سيتم نشر الباقي تباعا خلال الأسابيع القادمة.

ومن المتوقع ان تلقي هذه الوثائق المسربة بعضا من الضوء على العلاقات بين الولايات المتحدة التي تفتخر بديمقراطيتها وبحمايتها لحقوق الانسان وبين العربية السعودية وهي بلد يتعرض باستمرار لانتقادات الغرب بشأن حقوق الانسان. كما يتوقعان تكشف هذه الوثائق عن طبيعة العلاقة بين المملكة وتنظيم "الدولة الإسلامية"، إن وجدت وكذلك عن علاقة المملكة والمعارضة السورية الى جانب خفايا العلاقات بين مصر والسعودية قبل الإطاحة بالرئيس محمد مرسي وخلال الفترة التي تلت ذلك.

وكشفت احدى الوثائق التي تم ارسالها من الخارجية السعودية الى سفارة المملكة في واشنطن، وقد حملت تعريف "سري وعاجل للغاية" تحذر من خلالها الخارجية من ان عشرات الطلاب السعوديين وعدد من الدول الخليجية الأخرى قد زاروا السفارة الإسرائيلية في واشنطن كجزء من البرنامج الدولي لإعداد القادة.

وقالت الوثيقة ان الطلاب السعوديين استمعوا الى شرح من موظفي السفارة الإسرائيلية وطرحوا الأسئلة والتقطوا الصور التذكارية هناك. وطلبت الخارجية السعودية من سفارة المملكة في واشنطن بإعداد تقرير عاجل حول الامر.

ومن بين الوثائق التي تم الكشف عنها اليوم مستند من عام 2012 يشهد على تحفظ سعودي بشأن مفاوضات النووي مع إيران. فقد أوضح مستند أرسل من السفارة السعودية في طهران الى الخارجية في الرياض، ان "رسائل أمريكية تصل إيران عبر وسيط تركي مجهول تحمل كثيرا من الغزل نحو طهران".

وكتب في وثيقة أخرى أرسلت عام 2012 من السفارة السعودية في أبو دبي الى خارجية المملكة في الرياض، تقول ان دولة الامارات العربية تمارس الضغط الهائل على حكومة مصر الجديدة كي لا تقدم الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك الى المحاكمة بعد ان تم عزله في يناير من عام 2011. 

أمريكا قايضت مبارك على التوريث

ومن مراسلات السفارة السعودية مع وزارة الخارجية في الرياض يكشف ويكيليكس عن وثائق مثيرة للاهتمام كالوثيقة الصادرة عن السفير السعودي في مصر، أحمد بن عبد العزيز قطان، وفيها يقول إن أمريكا ساومت الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، في الدخول في حرب العراق مقابل التوريث والتفاهم بشأن الديمقراطية وحقوق الإنسان والمجتمع المدني في مصر، لكن حسني مبارك رفض ذلك كما رفض قبلها التورط في الحرب في أفغانستان.

وأوضحت الوثيقة الموقعة من السفير السعودي في القاهرة بتاريخ 8 يناير 2013، أن مصر رفضت أيضا رفضا قاطعا مقايضة أراض إسرائيلية بأرض مصرية في سيناء، كما رفض مبارك تولي مسؤولية قطاع غزة باعتبار أن ذلك سيكون مدخلا لنفض إسرائيل يديها من الفلسطينيين كافة.
 
وقال جوليان أسانج، ناشر ويكيليكس، إن برقيات السعودية تميط اللثام عن "نظام دكتاتوري" لم يحتفل فقط بقطع رأس 100 شخص هذا العام، بل أيضا أصبح يشكل تهديدا لنفسه وجيرانه، على حد وصف أسانج. وبحسب أقوال أسانج: "هذه التسريبات تكشف النقاب عن إحدى أكثر الديكتاتوريات الغامضة عبر التاريخ".

ورغم الانتقادات الموجهة للملكة السعودية في ملف حقوق الإنسان، إلا أنها تعد من الحلفاء المقربين من الولايات المتحدة، ومن بين أكبر الدول التي تملك احتياطيا نفطيًا، ومن أكبر منتجي النفط أيضا، مما جعل لها تأثيرا كبيرا في الساحة الدولية بحسب وصف الموقع.

وخلال أربعين عاما الماضية تولى الأمير سعود الفيصل وحده إدارة الشؤون الخارجية للمملكة العربية السعودية، ما جعله يحتل الرقم القياسي في تولي منصب وزير الخارجية على مستوى العالم، الأمر الذي انعكس أيضا على السياسة الخارجية للمملكة السعودية.

وبينت الوثائق مدى البيروقراطية والمركزية الشديدة التي كانت تدار بها المملكة العربية السعودية على مدار العقود الماضية. ويأتي نشر الوثائق السعودية المسربة بالتزامن مع الذكرى السنوية الثالثة للجوء مؤسس موقع ويكيليكس إلى سفارة الإكوادور في لندن، طلبا للحماية بعد ملاحقته من قبل القضاء الأمريكي.

كشفت شركة غوغل بأنها أرغمت على تسليم المزيد من المعلومات إلى الولايات المتحدة من أجل المساعدة في محاكمة موظفي ويكيليكس بتهم التجسس ونشر برقيات دبلوماسية للولايات المتحدة. 

وتطرقت إحدى الوثائق التي نشرت يوم أمس إلى أن السعودية كانت قد رفضت إصدار شهادة وفاة لزعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، الذي اغتالته القوات الخاصة الأمريكية في منطقة حدودية بين الباكستان وأفغانستان. وكانت الولايات المتحدة قد اتهمت أسامة بن لادن وتنظيم القاعدة بالوقوف وراء تنفيذ عمليات الحادي عشر من أيلول/سبتمبر والتي راح ضحيتها آلاف الأمريكيين.