الإثنين  26 أيار 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

خطة ترامب تفاجئ الإدارة الأمريكية نفسها

2025-02-06 02:06:15 PM
خطة ترامب تفاجئ الإدارة الأمريكية نفسها
ترامب

ترجمة الحدث

أثارت خطة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب للسيطرة على قطاع غزة وإخلائه من الفلسطينيين موجة من الصدمة والجدل، ليس فقط على المستوى الدولي، بل حتى داخل الإدارة الأمريكية نفسها. وبحسب تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز، فإن الإدارة الأمريكية لم تجرِ أي دراسة جدوى أولية لهذه الفكرة، وفقًا لأربعة مصادر مطلعة على الموضوع.

ووفقًا للتقرير، فإن ترامب فاجأ حتى رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي لم يكن على علم بالخطة إلا عند لقائه ترامب خلال قمة في واشنطن.

تضارب التصريحات داخل الإدارة الأمريكية

في اليوم التالي لإعلان الخطة، ظهرت تصريحات متناقضة من مسؤولين بارزين في الإدارة الأمريكية. حيث نفى وزير الخارجية ماركو روبيو، والمتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، والمبعوث الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف بعض الجوانب التي وردت في تصريحات ترامب، مشيرين إلى أن تنفيذ الخطة لا يزال بعيدًا.

وقال ترامب خلال مؤتمر صحفي: "آمل أن أفعل شيئًا يجعل سكان غزة لا يرغبون في العودة إليها"، وأضاف: "أريد أن أوفر للفلسطينيين مساكن جيدة بشكل دائم"، مشيرًا إلى أنه يريد تحويل غزة إلى "منطقة للجميع".

أما وزير الخارجية روبيو، فقال: "خلال الفترة الانتقالية التي سيتم فيها إعادة بناء القطاع، سيكون على السكان العيش في أماكن أخرى. ما اقترحه ترامب هو أن تساعد الولايات المتحدة في إزالة الأنقاض وإعادة الإعمار، حتى يتمكن الناس من العودة لاحقًا".

من جانبها، أوضحت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت أن "الرئيس كان واضحًا بأن الفلسطينيين يجب أن يغادروا قطاع غزة مؤقتًا".

هل سترسل الولايات المتحدة قوات إلى غزة؟

عند سؤاله عن إمكانية استخدام القوات الأمريكية في غزة، رفض ترامب الالتزام بعدم نشرها، وقال: "فيما يتعلق بغزة، سنفعل ما هو ضروري. نحن بصدد السيطرة على القطاع".

إلا أن تقارير لاحقة نقلت عن المبعوث الخاص للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، خلال اجتماع مغلق، قوله: "ترامب لا يريد قوات أمريكية في غزة، ولا يريد إنفاق أموال أمريكية على القطاع".

وأكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض أن "الرئيس لم يلتزم بإرسال قوات أمريكية إلى غزة".

أما وزير الخارجية روبيو، فأوضح أن الخطة ليست خطوة عدائية، بل "عرضًا سخيًا لتحمل مسؤولية إعادة إعمار القطاع".

مدى التدخل الأمريكي في غزة

في تعليق آخر، قال ترامب: "أرى أن السيطرة طويلة المدى على غزة ستجلب الاستقرار لهذا الجزء من الشرق الأوسط. نحن بصدد السيطرة على هذا الإقليم وتطويره، وخلق آلاف الوظائف. لدينا فرصة لتحقيق شيء مذهل—إنها قد تصبح ريفييرا الشرق الأوسط".

أما روبيو، فقال: "الرئيس أعلن استعداد الولايات المتحدة لتحمل مسؤولية إعادة الإعمار".

وأكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض: "من الواضح للرئيس أن الولايات المتحدة يجب أن تشارك في إعادة الإعمار لضمان الاستقرار، لكن هذا لا يعني أن دافعي الضرائب الأمريكيين سيمولون هذه الجهود".

ردود الفعل الدولية والإسرائيلية

في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز، قال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن ترامب لم يقترح إرسال قوات أمريكية لمحاربة حماس، ولا أن تمول الولايات المتحدة إعادة إعمار غزة. وأشاد بالخطة، قائلاً: "إنها فكرة رائعة. أعتقد أنه يجب دراستها وتنفيذها لأنها ستخلق مستقبلًا أفضل للجميع".

من جانبه، دافع مستشار الأمن القومي، مايك وولتز، عن خطة ترامب، معتبرًا أنها "تهدف إلى تحفيز المنطقة على إيجاد حل، حتى لو لم يكن الحل المقترح".

وأضاف وولتز: "ترامب لا يرى حلًا عمليًا لإزالة الكيلومترات المربعة من الأنقاض في غزة. غياب أي حلول واقعية لا يعني انتقاد الأفكار الجريئة والمبتكرة التي يقترحها ترامب. أعتقد أن هذه المبادرة ستجبر المنطقة على إيجاد حلها الخاص إذا لم تعجبهم رؤية ترامب".

خلفية الخطة

بحسب تقرير لشبكة CNN، فإن خطة ترامب كانت قيد الإعداد لفترة طويلة، ونشأت بمبادرة شخصية منه. وأوضحت الشبكة أن أحد أهداف الخطة كان "تحفيز اتخاذ إجراءات بشأن قضية يراها ترامب في حالة جمود"، خاصة في ظل غياب مقترحات من دول أخرى.

كما أفادت التقارير بأن زيارة المبعوث الخاص ستيف ويتكوف إلى غزة تركت فيه أثرًا عميقًا، حيث أبلغ ترامب عن حجم الدمار هناك، مؤكدًا أن القطاع "غير صالح للسكن"، وهو ما سرّع من الإعلان عن الخطة.

وذكرت مصادر أمريكية أن دائرة ضيقة فقط من المسؤولين كانوا على علم بالخطة قبل إعلانها، وأن بعض كبار المسؤولين في الإدارة أصيبوا بالذهول عند سماعها. على سبيل المثال، علم وزير الخارجية روبيو بالخطة لأول مرة أثناء المؤتمر الصحفي، بينما كان في رحلة دبلوماسية في غواتيمالا.