الخميس  15 أيار 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

ماذا تخبيء زيارة نتنياهو للولايات المتحدة؟

2015-11-09 06:13:28 AM
ماذا تخبيء زيارة نتنياهو للولايات المتحدة؟
صورة ارشيفية

 

الحدث- بي بي سي

يقوم رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بزيارته الأولى للولايات المتحدة، بعد محاولات مضنية، باءت بالفشل، لإفساد الاتفاق النووي مع إيران. فما المتوقع من هذه الزيارة؟
 
ولكن قبل استعراض ما يحدث حقا، دعوني أستعرض النص الرسمي الذي أصدره البيت الأبيض بخصوص زيارة نتنياهو.
 
"يتطلع الرئيس لمناقشة أمور الأمن في المنطقة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بما في ذلك تنفيذ خطة عمل شاملة ومشتركة وسلمية لمنع إيران من الحصول على سلاح نووي، ومواجهة أنشطة طهران التي تؤثر على توازن المنطقة." كما ورد في البيان أن الرئيس "يتطلع" لمناقشة "الحاجة لتقدم حقيقي نحو حل الدولتين" للقضية الفلسطينية-الإسرائيلية.
 
لكن الأمور ليست بهذه البساطة، بحيث يجلس رجلان مسالمان لمناقشة الأمور الملحة بشكل بناء. والرجلان، نتنياهو وأوباما، لهما تاريخ سيء في مجمله.
 
وستكون هذه هي الزيارة الأولى لنتنياهو منذ خطابه أمام مجلس الشيوخ، الذي ناشد فيه الأمريكيين أن يرفضوا الاتفاق النووي مع إيران، والذي كان في طور المفاوضات آنذاك. وهي دعوة قُدمت وقُبلت بدون علم البيت الأبيض.
 
وقد كتبت عن زيارة نتنياهو آنذاك، وقلت إن رئيس حكومة أجنبية أتى في زيارة رسمية لمجلس الشيوخ لمناشدة الشعب الأمريكي برفض المفاوضات التي كان يجريها الرئيس المنتخب ديمقراطيا. وبلغ الغضب في البيت الأبيض أقصى مستوياته.

 

نتنياهو وباراتز
قال نتنياهو إنه سيناقش مستشاره الجديد، ران باراتز، في تصريحاته بشأن أوباما وكيري.

 

 
وكانت هذه الزيارة مخاطرة كبيرة من جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي، وقد فشلت. كما كانت سقطة كبيرة لواحدة من أكبر منظمات الحشد، من بينها لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (أيباك)، الموالية لإسرائيل.
 
بالطبع كانت هناك معارضة قوية للاتفاق الإيراني، وقد ألمح نتنياهو إلى مخاوف ما زالت قائمة حتى الآن، لكن البيت الأبيض نجح في حشد الدعم اللازم لمنع مجلس الشيوخ من تعطيل الاتفاق.
 
وكان للعملية كلها تأثير آخر. فقد أثارت الشأن الإسرائيلي، البلد الذي يتمتع تاريخيا بدعم الجمهوريين والديمقراطيين على السواء، لكن الأمر تطور هذه المرة إلى صراع حزبي. وما زالت إسرائيل تتمتع بدعم الحزبين، لكن الأمر يخص كون لنتنياهو شخصية محببة أو منفرة أكثر من رؤساء وزراء إسرائيل السابقين.
 
ومن الممكن أن يختلف قادة العالم حول السياسات، لكن نتنياهو عين الدكتور ران باراتز كرئيس لإدارة الدبلوماسية الوطنية العامة في إسرائيل.
 
وباراتز له آراء مثيرة. ومؤخرا، وصف الرئيس الأمريكي بأنه وجه معاصر لمعاداة السامية، وقال عن وزير خارجيته، جون كيري، أنه له قدرة عقلية كقدرة طفل. وظهرت هذه التعليقات على صفحة فيسبوك الخاصة بباراتز بعد خطاب نتنياهو أمام مجلس الشيوخ في مارس/آيار الماضي.
 

 

بوتين ونتنياهو
 سيسعى أوباما لمعرفة المزيد من التفاصيل عن زيارة نتنياهو لموسكو، وتفاصيل لقائه ببوتن وكبار المستشارين العسكريين.

 

وقد طلب كيري من نتنياهو توضيحا بشأن تعيين باراتز. وأعلن نتنياهو بدوره أن تصريحات باراتز غير مقبولة، وأنه سيناقشه في الأمر عند عودته إلى إسرائيل.
 
وقد يظن البعض أن هذه التصريحات قد تقصي عن المنصب، لكن هذا الأمر غير صحيح.
 
وفي واشنطن، أدت هذه العلاقة المضطربة بين الحكومتين إلى المزيد من التوافق والزخم لحشد المنظمات الموالية لإسرائيل. ويجري الآن الإعداد لوثيقة اعتراضية مفادها أن "الوضع الحالي لإسرائيل خطر وغير مقبول، وأن "تصرفات الحكومة التي تقلل من حل الدولتين تؤذي علاقة الولايات المتحدة وإسرائيل".
 
لكن ثمة بعض الأمور المادية في الأمر. ومن المتوقع أن تستقبل إسرائيل زيادة كبيرة في المساعدات العسكرية الأمريكية، لتزيد من ثلاثة إلى أربعة مليار دولار في الأعوام العشرة القادمة.
 
وتريد إسرائيل بذلك "باقة تعويض عسكرية" مقابل الاتفاق الإيراني، لتحتفظ إسرائيل بتفوقها العسكري بين بلدان الشرق الأوسط. كما يريد أوباما أن يعرف المزيد عن زيارة نتنياهو إلى موسكو، ولقاءه بكبار المستشارين العسكريين، والمحادثات مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بخصوص سوريا.
 
ستكون هناك ابتسامات، ومصافحات، وكلمات ودودة. كما سيقول الطرفان كلمات لطيفة عن بعضهما، ولكن هل سيقولانها عن مضض؟