الإثنين  29 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

متابعة "الحدث": الاحتلال ينعش مشاريع استيطانية ميتة في القدس المحتلة

"بيت هليبا" مشروع استيطاني لتعزيز الرواية الدينية اليهودية

2015-11-30 03:24:10 PM
متابعة
حائط البراق

 

الحدث- محمد غفري

عادت سلطات الاحتلال الإسرائيلي لتطرح من جديد مشاريع استيطانية طرحت في السابق لتهويد مدينة القدس المحلتة؛ لكنها كانت متوقفة بقرارات من المؤسسة السياسية الإسرائيلية. واليوم، ونتيجة لانسداد الأفق السياسي الفلسطيني- الإسرائيلي، يتم إعادة طرحها مجدداً على طاولة البحث والدراسة، في محاولة لتنفيذها.

 

وفي هذا الشأن، من المتوقع أن تعقد اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء في مدينة القدس، التابعة لوزارة الداخلية الإسرائيلية، اليوم الاثنين، اجتماعا لبحث مشروع استيطاني ضخم يطلق عليه اسم "بيت هليبا"، ويشمل مركزا سياحيا ومكاتب، يجري التخطيط لبنائه قبالة حائط البراق في البلدة القديمة في القدس المحتلة.

 

ويؤكد مدير الخرائط في بيت الشرق خليل التفكجي، إن هذا المشروع هو مشروع قديم، وما يجري اليوم هو إعادة النظر فيه، من أجل إقامته في ساحات حائط البراق التي هدمها الاحتلال عام 1967.

 

وقال التفكجي لـ "الحدث"، إن هذا المشروع يأتي ضمن الاستراتيجية الإسرائيلية، لإقامة الكنس اليهودية حول "صحن" المسجد الأقصى، من ساحات حائط البراق، مروراً بمنطقة "خيمة يتسحاق"، وعلى هذا الاتجاه حتى يكتمل البناء حول المسجد.

 

ومصطلح "صحن" المسجد الأقصى؛ يعني ساحات المسجد الأقصى التي تبلغ مساحتها 144 دونماً، وهو مصطلح يتم استخدامه بدلاً من استخدام مصطلح "ساحات"، وذلك نتيجة لمحاولات بلدية الاحتلال المستمرة في تصنيف ساحات المسجد الأقصى ضمن الساحات العامة للمدينة.

 

التفكجي: محاولات "إسرائيلية" لابتداع أماكن مقدسة يهودية

وأضاف الخبير في شؤون الاستيطان بمدينة القدس المحتلة، إن مشروع "بيت هليبا" وغيره من المشاريع التهويدية للبلدة القديمة، ما هي إلى محاولات يهدف الاحتلال عبر إقامتها إلى إيجاد أماكن مقدسة يهودية، لتتماشى مع الرواية الدينية اليهودية المتعلقة بالقدس.

 

وأوضح التفكجي، أن الرؤية الاستيطانية للاحتلال تتمحور حول تغيير المشهد في داخل البلدة القديمة في القدس المحتلة، ووضع بصمات يهودية في هذه المنطقة، مؤكداً "أن إسرائيل لا يوجد لديها تاريخ وتريد أن توجد لها تاريخا".

 

وفي ذات السياق، قالت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، إنه تم وضع هذا المخطط الاستيطاني منذ فترة طويلة، وكان قد تقرر بحثه مرتين في الماضي لكن حكومة الاحتلال امتنعت عن المصادقة عليه لأسباب سياسية، بينها معارضة الأردن، إلى جانب كون الموقع المخطط إقامة هذا المشروع عليه يعتبر موقعا حساسا.

 

وكانت اللجنة قد قررت عقد اجتماع لبحث المشروع الاستيطاني قبل شهرين لكنها امتنعت عن المصادقة عليها "بأمر من جهات عليا".

 

وكانت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، قد أفادت في حينه بأن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، هو الذي أمر بالمصادقة على هذا المشروع الاستيطاني، بينما نفت مصادر في مكتبه ذلك.

 

وتعقيباً على ذلك، قال التفكجي، إن الاحتلال لديه مشاريعه وهو يريد أن يضعها على الطاولة متى يشاء، بصرف النظر عن التوقيت.

 

وأكد التفكجي لـ"الحدث"، أن إعادة طرح هذه المشاريع، يأتي للتأكيد على أن القدس هي العاصمة للدولة العبرية، وأن البناء في القدس يتم كما هو البناء في تل أبيب، وهو ما تأكد عليه كل الأحزاب الإسرائيلية سواء كانت يمينية أو يسارية، لأنها جميعها تتفق حول أن القدس هي عاصمة "دولة إسرائيل".

 

وأشار، إلى أن حكومة الاحتلال تحاول توجيه رسائل للعالم بشكل عام، وللسلطة الفلسطينية بشكل خاص، أن القدس خارج نطاق المفاوضات، وبخاصة منطقة البلدة القديمة، نظراً لأهمية الأماكن الدينية المسيحية والإسلامية الموجودة فيها.

 

ويتوقع بحسب إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، أن تتم المصادقة على هذا المشروع الاستيطاني اليوم.

 

ومن الجدير بالذكر، أن وزارة الإسكان والبناء في حكومة الاحتلال، تعتزم إقامة حي استيطاني إسرائيلي جديد في منطقة حي باب الساهرة في البلدة القديمة من القدس المحتلة، وهو مشروع استيطاني متوقف منذ العام 1996، ويجري الحديث مجدداً منذ نحو اسبوعين عن إعادة إحيائه. (إنقر هنا)