الأحد  05 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

متابعة "الحدث": من هو سليمان فرنجية رئيس لبنان المحتمل؟

2015-12-04 09:02:59 AM
متابعة
سليمان طوني فرنجية- رئيس تيار المردة اللبناني

 

الحدث - ناديا القطب

 

سليمان فرنجية هو زعيم تيار المردة في لبنان، ينتمي إلى عائلة سياسية عريقة فجده هو الرئيس الراحل سليمان فرنجيّة ووالده هو النائب والوزير طوني فرنجيّة.

 

وقد شكل ترشيح سعد الحريري، رئيس تيار المستقبل، ومن ورائه المملكة العربية السعودية، لسليمان فرنجية رئيسا للبنان، مفاجأة. والسبب أنه من المعلوم عن سليمان فرنجية تحديدا، وعن آل فرنجية عموماً، أنهم حلفاء تاريخيون للنظام السوري، وأن سليمان فرنجية على علاقة جد طيبة مع الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، وحركة أمل. وهذه العلاقة المميزة والقوية، جعلته واحدا مما يسمى بتيار المقاومة في لبنان، وهو التيار الذي يطرح في برنامجه السياسي ثلاثية الوطن والجيش والمقاومة.

 

ويشكل آل فرنجية مع آل جميل وكميل شمعون المثلث الذي يتربع على التمثيل الماروني في لبنان، ومع ترشيح سليمان فرنجية للرئاسة، يكون هو الآن في مواجهة كاملة، مع زعيم "التيار الوطني الحر" الجنرال ميشيل عون، الطامح للرئاسة هو الآخر.

 

الأب والابن

 

بعد انتهاء ولاية الرئيس سليمان فرنجية تسلم زعامة التيار طوني فرنجية، الذي تمّ انتخابه عضوا في البرلمان اللبناني لأول مرة عام 1970 بدعم من والده. لكن هذا الزعيم الشاب المولود عام 1941 لم تدم مدة نيابته سوى عامين، حيث جرت عملية اغتياله مع زوجته وابنته وعدد من مرافقيه على خلفية انسحابه من الجبهة اللبنانية التي كان يتزعمها حزب الكتائب، على خلفية الموقف من الوجود العسكري السوري في لبنان بعد أن كانت قواته قد خاضت معارك شرسة إلى جانب الجبهة اللبنانية ضدّ الحركة الوطنية اللبنانية والمقاومة الفلسطينية المتحالفة معها.

 

أدّت عملية الاغتيال إلى انتخاب سليمان طوني فرنجية زعيما لعائلة فرنجية بحكم التوريث الإقطاعي السياسي، على الرغم من صغر سنه حيث لم يكن قد تجاوز الثانية والعشرين من عمره.

 

يعدّ سليمان طوني سليمان فرنجية المؤسس الأول لتيار المردة حيث قام بعد اغتيال والده ووالدته بتأسيس هذا التنظيم الذي كان يتألف آنذاك من 4300 شخص. وقد اتخذ من ضيعة بنشي التي كان يستقرّ بها والده مقرا لتياره الجديد بعد أن تخلى له عمه روبير عن الزعامة.

 

بدأ سليمان الابن بترتيب أوراقه السياسية فكان أول عمل قام به هو وضع تصوّر سياسي لعمل التيار ومواقفه في ضوء خبرة عائلته السياسية العريقة، وشبكة علاقاتها التي أقامتها، ولا سيما مع العائلات التقليدية في طرابلس، حيث تقع في زغرتا قريبا من هذا المعقل، المعقل السني، الذي يحكمه الإقطاع السياسي لعائلات كرامي وميقاتي وآل الصفدي.

 

 تتركز الرؤية السياسية لحركة المردة على تأكيد الهوية العربية للبنان، لكن واقع الحال هو أن هذا التمايز للتيار يعكس إدراكا بأهمية العمق السوري لها في تدعيم موقعها السياسي بالساحة اللبنانية في مواجهة خصومها من القوى المارونية الأخرى. لذلك كانت مرحلة الوصاية السورية على لبنان هي أفضل مراحل صعود هذا التيار.

 

وكما عمل جدّه سليمان على توثيق علاقاته القوية مع النظام السوري خلال مرحلة رئاسته للجمهورية اللبنانية، حذا سليمان الحفيد نفس النهج في تدعيم وتقوية أواصر تلك العلاقة بصورة مباشرة، أو عبر تحالفه القويّ مع الحلفاء التقليديين للنظام السوري في لبنان كحزب الله وحركة أمل الشيعية، إلى جانب علاقاته القوية مع التيار الوطني الحرّ بزعامة ميشيل عون، من خلال ما عرف بتجمّع قوى 8 آذار الذي يشكل الطرف السياسي النقيض للقوى اللبنانية المناهضة للسيطرة السورية على لبنان، بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري عام 2005. كذلك يتمتع التيار بعلاقة وثيقة مع المرجعية الدينية المارونية ممثلة بالصرح البطريكي الماروني.

 

التاريخ السياسي

 

تعود بدايات عمل سليمان طوني فرنجية السياسي إلى عام 1987 أثناء اشتداد الحرب الأهلية اللبنانية. وقد عمل منذ ظهوره الأول على تدعيم علاقاته مع نظام دمشق، ممّا جعل علاقاته فيما بعد مع وريث النظام بشار الأسد قوية، جعلته يلعب دور الوسيط بينه وبين بعض الزعامات اللبنانية، في مراحل تقلب سياسات تلك القوى والأحزاب المناهضة للنظام السوري، تبعا للمتغيرات الدولية والإقليمية.

 

كان من المشاركين في مؤتمر الطائف الذي انتهى بخارطة طريق، عرفت باتفاق الطائف لإنهاء الحرب الأهلية الطويلة. بموجب هذا الاتفاق عيّن سليمان فرنجية عضوا في المجلس النيابي اللبناني لأول مرة سنة 1991 وكان أصغر الأعضاء فيه، ثم انتخب نائبا لأول مرة عام 1992، وكذلك في عام 1996 لكنه خسر في انتخابات 2005 ليعود ويفوز في انتخابات 2009.

 

ساهم بقوة في إنجاح ترشيح مرشح سوريا للرئاسة اللبنانية رينيه معوّض، الذي اتهمت المخابرات السورية في لبنان باغتياله.

 

شغل مناصب وزارية متعددة خلال تلك الفترة، ومن المفارقات أن توزّره ابتدأ مع تشكيل حكومة عمر كرامي، وانتهى مع سقوطها كذلك عام 2005 إثر عملية اغتيال الرئيس رفيق الحريري. لم يغادر النائب فرنجية دائرة تحالفاته مع قوى 8 آذار لكنه بدا في مواقفه أقل تطرفا من مواقف الزعيم الماروني الحليف العماد ميشيل عون.