الحدث - i24
في حوار خاص أجرته قناة i24news بالعربية مع عباس زكي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح جرى بثه اليوم الخميس، قال إن "إسرائيل" في ورطة ولا تؤيد حدوث أي فوضى في السلطة الفلسطينية إن جرى حلها، وستندم لضياع فرص السلام" "فلا هدوء في المنطقة بلا حل للقضية الفلسطينية".
وعن تقييمه للأسباب وراء جمود التحركات نحو مفاوضات السلام بين الجانب الإسرائيلي والفلسطيني يقول زكي :"الأوضاع شديدة الخطورة بسبب التعنت الإسرائيلي، على الرغم من أن الجانب الفلسطيني قدم أقصى ما يمكن تقديمه، "إسرائيل" باتت تميل الى التطرف الديني والمستوطنون أصبحوا وزراء وهم من يقررون في السياسة الاسرائيلية".
وأضاف: " "إسرائيل" ليست شريك جدي للسلام، هي شريكة نفسها فقط وحتى أنها تعمل ضد نفسها".
وانتقد زكي المعارض لاتفاق اوسلوا هذه الاتفاقيات مرة أخرى معتبرا أنها فصلت الشعب الفلسطيني عن ثقافته وأمته، وجاءت من اجل الالتفاف على الانتفاضة الفلسطينية وقال: "كنت من معارضي أوسلو لكنني استمررت بنشاطي ضمن حركة فتح، نحن مجبرين على أن نستمر وندافع وأن نثبت للعالم أن قضيتنا لا زالت حية، هذا الاتفاق أنجزه الامريكيون والإسرائيليون لكنهم ألغوه ولم يقوموا بتطبيقه".
وقال زكي إن على الفلسطينيين "أن يعودوا الى الطريقة التي انتهجوها، والاستمرار في المقاومة السلمية التي تجرد إسرائيل من قوتها أمام العالم".
وأوضح زكي :"القانون الدولي يمنحنا كشعب تحت الاحتلال خيار المقاومة، وحتى أنه يمنحنا إمكانية استخدام خيار الكفاح العسكري، لكنني غير مقتنع حاليا بجدوى هذا الخيار، فليس لدينا إمكانيات عسكرية لنواجه "نمر كرتون" ويجب علينا استخدام الخيار السلمي الشعبي، أي خيار الكفاح الشعبية السلمية، وحتى أن هذا الكفاح غير مطروح حتى الآن وغير قائم، فلو كنا منخرطين في كفاح سلمي صحيح لقمنا بعصيان مدني".
زكي: "الأمريكي يدرك أنه مجرم بحق القضية الفلسطينية"
يرى زكي أن الأمريكيين يتعاملون مع الفلسطينيين بصورة غير منصفة:" "الأمريكي يدرك أنه مجرم بحق القضية الفلسطينية، لكن تركيبة النظام الأمريكي تعتمد على وجود إسرائيل في الشرق الأوسط ولا تعتمد على العرب، وهناك سياسة خاطئة تنتهجها الولايات المتحدة تجاه العرب كافة".
وأضاف: "الولايات المتحدة خسرت الكثير من خلال السياسة التي تنتهجها وباتت تخسر دائما، وها هي تخسر مصالحها في الشرق الأوسط بعد التدخل الروسي في شؤون المنطقة والذي ينتهج دورا فعالا وخلاقا، على عكس الدور الأمريكي الذي أحدث فوضى ومشاكل في المنطقة وخلق مجموعات ارهابية لم يستطع السيطرة عليها من بينها إسرائيل".
عباس زكي يرى أن داعش وإسرائيل وجهان لعملة واحدة، ويقول:"داعش تسعى الى احتلال مناطق ودول وكذلك إسرائيل تحتل الأراضي الفلسطينية، الاثنتان تتماشيان مع نفس الفكرة-إرهاب، قسوة وقوة، ولا توجد منظومة قيم يسيرون عليها"
ويتوقع عباس أن تضعف علاقة إسرائيل والولايات المتحدة حيث ستتجه الأولى نحو تقوية علاقتها مع الصين، فهذه الدولة العظمى برأيه ستكون الزعيم القادم للعالم، لكن الصين لن تتعامل مع إسرائيل كالولايات المتحدة، والتي برأيه تتعامل مع حلفائها بمنطق القيم والمبادئ والتي لن تسمح لها بأن تتعامل مع إسرائيل بتحيز كالولايات المتحدة.
زكي: لا يوجد ربيع عربي فقط انما هناك "فوضى خلاقة"
يعتبر زكي أن ما يجري في المنطقة ليس ربيعا عربيا وانما "فوضى خلاقة" على حد تعبيره ويقول: "هذه الفوضى ابتدعتها كوندليسا رايس من أجل اشعال المنطقة، ومن أجل أن تكون إسرائيل دولة يهودية وحتى الوصول لذلك يجب إنشاء دولة الإسلام، هذه الدولة الإسلامية الفاشلة، سوف تلتم حولها تحالفات كما يجري حاليا".
وأضاف: "هذا الربيع العربي ضرب القضية الفلسطينية في الصميم، فهدفه هجر القضية الفلسطينية وفصلها عن روحها القومية". ويؤكد أن "الولايات المتحدة ستخرج خاسرة لكل شيء في المنطقة".
زكي: من المعيب اعتبار وجود معسكر سني ومعسكر شيعي
استهجن زكي اعتبار وجود معسكر سني وشيعي وقال:" من المعيب قول "معسكر سني ومعسكر شيعي" ديننا يؤكد أننا أمة واحدة، انا ضد أي تهور شيعي وأي تهور سني، كلنا أمة واحدة".
ويرفض زكي إمكانية نشوء تحالف سني يضم السلطة الفلسطينية بمواجهة إيران وحلفائها، ويقول " هذه المعسكرات مشبوهة، وحين أعلنوا عن التحالف الإسلامي، وقفت مباشرة وطالبت بأن يفسروا لي ويعرفوا ما هو الإرهاب، وأن يوضحوا مكانة القضية الفلسطينية من كل ذلك، ويجب على المسلمين والمسيحيين أن يقفوا صفا واحدا دفاعا عن الأقصى والقيامة".
ويضيف: "كل ما يجري حولنا من أزمات في المنطقة يحوم حول السؤال المطروح، أين أنتم من فلسطين؟ ومن يسكت ويرضخ أمام قيام الدولة اليهودية يحلل ويسمح بذبح الشعب الفلسطيني".
وعن الاستعدادات الإسرائيلية لما بعد حل السلطة الفلسطينية "إسرائيل في ورطة هي لا تؤيد حدوث أي فوضى إن جرى حلها، البديل للسلطة سيكون "نار" أمام إسرائيل، هم يتخبطون وسيعضون أصابعهم ندما لضياع فرص السلام حين تقرع الطبول التي تنادي هلموا الى الأقصى".
وعن التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل يقول زكي إن "القيادة في السلطة الفلسطينية تنكر وجود مثل هذا التنسيق"، بينما يعتقد زكي من جهة أخرى أنه من الأفضل وجود مثل هذا التنسيق حتى لا يعطوا لإسرائيل فرصة لان تقوم بتوجيه ضربة قاسية لهم.
ويؤكد أن "ابو مازن لن يتخلى عن أمر تمسك به الرئيس أبو عمار"، ونحن نصر على نيل كافة مطالبنا، نحن لا نملك شيئا نخسره، ونستطيع أن نعيش بأي ظروف ونحن نطالب بكرامتنا وحريتنا".