الأربعاء  08 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

متابعة "الحدث": العبرة من " جاسوس المفاوضات"

2016-01-17 12:02:39 PM
متابعة
العبرة من " جاسوس المفاوضات"

 

خاص " الحدث"

كان خبر الكشف عن اتهام أحد موظفي دائرة شؤون المفاوضات بتهمة التخابر مع الاحتلال بمثابة الصدمة للكثيرين، وذلك لطول الفترة التي عملها بها والتي وصلت لـ 20 عاماً، ضمن أهم مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية. ورأى عدد من المحللين التقتهم "الحدث" ان ما حصل في مكتب رئيس دائرة شؤون المفاوضات د. صائب عريقات هو مؤشر خطير ويستدعي من السلطة الفلسطينية اتخاذ إجراءات عدة لحماية مؤسساتها.

 

تجارب المفاوضات: يجب تغيير المفاوضين

 

وراى الدكتور أيمن يوسف أستاذ العلوم السياسية في الجامعة العربية الأمريكية أن ما كشف عنه في مكتب عريقات في غاية الخطورة لانه يعكس الاختراق الاسرائيلي الامني في مؤسسة هامة من مؤسسات السلطة.

 

وأضاف أن ذلك يتطلب  وضع رؤوية أو استراتيجية او خطة هامة لتحصين مؤسسات السلطة امام الاختراق، ونقطة البداية يجب أن تكون بتفعيل أمن  مؤسسات السلطة من الاختراق من حيث التدريب والمتابعة.

 

وقال استاذ العلوم السياسية "ان تجارب المفاوضات في الدول الاخرى أظهرت ان وفود التفاوض يجب ان تتغير كل فترة  ما يعني ان الجانب الفلسطيني يجب ان لا يعتمد فريقا تفاوضياً واحدا للمفاوضات بل يجب تغييره كل فتره لأنه ذلك لا يمنح الخصم أو طرف التفاوض المقابل فرصة لمعرفة عقلية المفاوضين وعقلية من يدير المفاوضات، وأساليبهم وتكتيكاتهم التفاوضية ونقاط ضعفهم.

 

مفاوضات عبثية هدفها تسهيل الضم التدريجي للضفة

 

"الجاسوسوية موجودة في التاريخ وليست هذه المرة الوحيدة التي يتم الكشف فيها عن جواسيس ويحدث بين الخصوم اختراقات متبادلة" هذا ما قاله الكاتب السياسي عادل سمارة مشيرا في ذات الوقت أن التربية الوطنية في الاساس يمكن ان تكون الضمانة الأساسية والوحيدة وليس الايدولوجية بمعنى ان تكون وطنيا قبل أن تكون حاملا أي عقيدة وبالتالي اختيار العناصر هي مسألة مهمة.

 

وأضاف سمارة "مسألة المفاوضات من حيث المبدأ لم تعد مجدية منذ فترة طويلة، وإذا ما أضفنا إليها الاختراق الأمني فإنه يزيد على الكارثة، كارثة أخرى مشيرا ان التفاوض مع العدو هو تسلية وإضاعة للوقت لان العدو لا يكذب ويعلن  صراحة انه يريد دائما كل شيء.

 

ورأى  سمارة أن المفاوضات مشروع عبثي وهي في الحقيقة تسهيل لمشروع اوسلو وهو الضم التدريجي للضفة الغربية.

 

الطامة الكبرى: غيرنا العلاقة مع اسرائيل من عدو إلى شريك

من جهته راى الكاتب والمحلل السياسي هاني المصري أن قضية الكشف عن جاسوس ليست القضية الاساسية رغم أهمية ضرورة الكشف عن الجواسيس واضاف "الاساس ان السلطة الفلسطينية بعد توقيع اتفاقية اوسلو غيرت  طبيعة العلاقة  مع اسرائيل من علاقة مع عدو كما هي طبيعة الاشياء والواقع  الذي نعيشه إلى علاقة مع شريك وهذا هو الخطر واخطر من الكشف عن جاسوس".

 

واشار المصري المهم الان هو تغيير العلاقة مع اسرائيل من علاقة مع شريك الى علاقة مع عدو وحينها يكون هناك رادع ديني ووطني واخلاقي وسياسي عند كل الشعب وهو اهم من أي رادع وإجراء أمني لانه يحاصر العملاء ويقلل قدرتهم على النجاح في مهمامتهم.

 

واضاف ان السلطة الفلسطينية ومنذ سنوات تتحدث عن إجراءات ستقوم بها لحماية المشروع الوطني الفلسطيني لكنه تبين ان كل هذا مجرد كلام وهو للاستهلاك وذر الرماد في العيون.

واشار المصري هذا يدلل على أن هذه الاجراءات التي قامت بها السلطة الفلسطينية هي مجرد  تكتيكات وما زال الرهان على المفاوضات  وما يسمى عميلة السلام ما جعلنا ندرك أن السلطة هي غاية وليست أداة للتخلص من الاحتلال وقيام الدولة الفلسطينية  وهنا الخطر يكمن انه يخلق بيئة خصبة لاشياء أخرى أسوء من الجواسيس وهو التعايش مع الواقع الذي يتعمق به الاحتلال ويتوسع الاستيطان ويتم تقطيع الاوصال وتهويد واسرلة القدس .

 

الامن يجب ان يوجه تجاه الخطر الحقيقي

وشدد المصري على ضرورة أن يكون هناك إجراءات  وسياسات ورقابة ومحاسبة وخاصة المؤسسات التي بها احتكاك مع الاحتلال ومؤسساته مضيفاً "إننا ننفق على الأمن من الموازنة  ما بين 28% الى 36% كل سنة منذ قيام السلطة لكنه ليس امنا موجها تجاه الخطر الحقيقي لانه لو كان كذلك لكشفنا عملاء أكثر.

 

وتابع أن اسرائيل تعتمد على وسائل العمل الاستخباري ومنها زرع العملاء حتى تضمن ان تسيطر على الموقف وتردع كل عمل سياسي او غيره قبل وقوعه، مشيرا أن على الجانب الفلسطيني العمل بنفس الطريقة بان يكون لديه منظومة عمل شاملة لا تعتمد على الصدفة وان نبني انفسنا ثقافيا وسياسيا ومؤسساتيا على هذا الاساس.