الثلاثاء  30 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

فريدمان يستشرف مستقبل البشرية في مقاله بنيويورك تايمز

2016-01-21 06:58:33 AM
فريدمان يستشرف مستقبل البشرية في مقاله بنيويورك تايمز
توماس فريدمان

 

الحدث- نيويورك تايمز

 

تساءل الكاتب الأمريكي توماس فريدمن في مقاله الأخير بصحيفة نيويورك تايمز، عن ماذ لو أننا الآن في نهاية عصر النمو المرتفع للصين وعدم قدرتها على دعم النمو العالمي وهل سيتم الاعتماد عليها في المستقبل؟

 

وقال فريدمان إن أسعار أسهم شنغهاي تسهد هبوطا متتاليا وصل إلى 40% في يونيو 2014 كما تراجع حجم الشحن بالسكك الحديدية بنسبة 10.5% وهذا يبين بوضوح أن الاقتصاد الصيني لا ينمو بنسبة 7% وإنما لا ينمو على الإطلاق، والمشكلة أن الصين تتحكم في 34% من النمو العالمي ويكون التأثير مضاعف بالنسبة للأسواق الناشئة ليصل إلى 50%.

 

وتسائل فريدمان أيضا عن ماذا لو أن عصر الـ100 دولار للبرميل، قد انتهت، ولجئت الدول التي تعتمد في اقتصاداتها على ذلك للاعتماد على الطريقة القديمة للنمو عن طريق تصنيع السلع وتقديم الخدمات التي يريد أن يشتريها الناس؟

 

وتابع الكاتب الأمريكي، أنه بفضل التقدم التكنولوجي المطرد في أمريكا وباستخدام الوسائل الجديدة في استخرج النفط قد اختفت قوة التسعير لأوبك، لذلك فالبلدان التي وضعت ميزانيتها  على أساس سعر 80-100 دولار للبرميل، سوف يجدون أنفسهم في أزمة نقص تمويل كبيرة والتي وقعت بالفعل في أماكن مثل إيران والمملكة العربية السعودية.

 

وتساءل فريدمان، عن مصير العالم لو فقد اتزانه؟ وقال إن العالم خلال الحرب الباردة، كانت تسيطر عليه قوتان ودول مستقلة حديثة بحدود صنعها الاستعمار وكانت القوى العظمى قادرة على تقديم المساعدات الإنسانية وتقديم التعليم في موسكو وأمريكا وبناء القوات المسلحة، لكن ماذا لو صعد عصر الروبوتات والبرمجيات، حينها لن تتمكن الدول التي تعتمد في التصنيع على العمل الجماعي ولن تمد لا روسيا ولا أمريكا يد العون لإي منهم لأنه في هذه الحالة  إما أن تفوز أو تدفع الثمن.

 

العديد من هذه الدول الصناعية واهية، حسبما تابع فريدمان، وليس لديها توافق عرقي وثقافي وديموجرافي داخليا، وبالتالي فهي بمثابة أكواخ واهية في طريق العاصفة، وما يحدث الآن من تسارع تكنولوجي وتغير مناخ العولمة، هو الإعصار الحقيقي الذي يمر بهم. بعض هذه الدول تتهاوى بالفعل وكثير من شعوبها  يحاول الآن عبور البحر المتوسط للهروب من عالم لفوضى إلى عالم النظام خاصة في الاتحاد الأوروبي.

 

لكن ماذا لو أن عصر الاتحاد الأوروبي نفسه قد ولى؟ ذكرت وكالة رويترز هذا الأسبوع، أن ألمانيا أبلغت الاتحاد الأوروبي، أنه إذا لم يتم منع تدفق اللاجئين فإن ألمانيا لن تكون مرة أخرى قادرة على استيعابهم وأنها لن تتحمل وحدها مسؤولية إسكان اللاجئين حتى أن بعض الألمان الآن يرغبون في سياج حدودي وفي هذا قال أحد كبار الساسة المحافظين "إذا بنيت جدار فذلك يعني نهاية أوروبا التي نعرفها".

 

وأشار فريدمان، إلى أن العزلة الإيرانية قد انتهت وأن النظام العربي على وشك الانهيار، كما أصبح حل دولتين للفلسطينيين والإسرائيليين من التاريخ فماذا سيؤدي تفاعل كل تل النقاط مع بعضها؟

 

ونوه الكاتب الأمريكي، إلى أن كل هذا يحدث في الوقت الذي أصبح فيه الحزبين الرئيسيين في أمريكا يعتمدان في طاقتهما على أقصى اليسار وأقصى اليمين، وتساءل عن ماذا سيحدث إذا نتج عن انتخابات 2016 إما اشتراكية أو فاشية متطرفة، وهي أفكار تنتمي لـ 1989 و 1945.

 

وختم فريدمان مقاله قائلا أن كل هذه الـ "ماذا لو" هي التي تشكل حقيقة المشهد السياسي الحالي والأسوأ من ذلك  هو "ماذا لو" دخلنا انتخابات الرئاسة دون أن يطرح أحدهم كل هذه الـ "ماذا لو" وتابع " لا زالت هناك فرصة لشخص ما عن طريق الإجابة عن كل هذه الماذا لو إلا أن الوقت يقترب من النهاية بسرعة.