الجمعة  03 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

متابعة "الحدث": لماذا لم تُؤتِ حملات التضامن مع الأسير القيق حتى الآن ثمارها؟

2016-02-18 06:50:38 AM
متابعة
الأسير الصحفي محمد القيق

 

غزة- محاسن أُصرف

 

على مدارِ (86) يومًا، لم يفت الجوع في عضد الأسير الصحفي محمد القيق، بل زاده قوة وإصرارًا فإما الحرية أو الشهادة -كما عبّر مرارًا-.

 

ويؤكد إعلاميون لـ "الحدث" أن الصبر والإصرار الذي يُبديه الأسير القيق، يضع السلطة الفلسطينية وقادة الفصائل وحتى الجماهير الشعبية في مرمى الاتهام بالتهاون في إنقاذه حُرًا، فالقيادة الفلسطينية لم تخطو بأي فعل ينصره والمؤازة الشعبية اقتصرت على حملات الكترونية ذاع صداها – للأسف بعد تدهور صحته- كـ "#الحرية_للقيق"،"#أنقذوا_القيق" "#النداء_الأخير"، ورغم ذلك لم تُؤتِ ثمارها على الأرض.

 

لقد آمن بالقضية الفلسطينية بكل مكوناتها الوطنية وأبى إلا أن يكون لسانًا مؤثرًا يُحق حقوقها ويُجابه الاحتلال الإسرائيلي برصاص قلمه، لكنه بقيَّ وحيدًا على الجبهة، وهو ما يُفسر قرار المحكمة الإسرائيلية برفض نقله للعلاج في مستشفى رام الله رغم صعوبة حالته الصحية، ويُشير إلى تعمد الاحتلال قتله بدمٍ بارد في ظل تخاذل الموقفين الرسمي والتنظيمي معه.

 

لقد دفعت تلك الحالة "الحدث" إلى التساؤل حول مكامن الخطر في قضية الأسير الصحفي وكل أسير يُضرب عن الطعام في سجون الاحتلال ولا يجد تضامنًا جماهيرًا ضاغطًا على الاحتلال والسلطة معًا.

 

الكلمة العليا للسياسة

 

ويرى الإعلامي "ساري عرابي"، من الضفة الغربية، أن عدم الجدوى الفاعلة لكل حملات التضامن مع الأسير الصحفي محمد القيق تعود إلى الحالة السياسية التي يُعانيها الوطن الفلسطيني من جهة، وتعنت الاحتلال مؤخرًا في التعامل الأسرى الذين ينتهجون الإضراب عن الطعام كوسيلة لنزع حقوقهم من أنياب القانون الإسرائيلي، وقال لمراسلة "الحدث" :"كفلسطينيين لا نملك أن نُحقق مطالب وشروط القيق فالاحتلال من يملك مفاتيح الحل لقضيته".

 

ولفت "عرابي" إلى أن الاحتلال الإسرائيلي بات يتعامل بقسوة مع الأسرى المضربين عن الطعام في سجونه بعد الإضراب الأخير للأسير المحرر محمد علّان،  وأشار إلى  إقرار الاحتلال وقتها قانون التغذية القسرية للأسرى المضربين مؤكدًا أنها خطوة خطيرة تأتي في إطار الرد القانوني على محاولات الأسرى بانتزاع حقوقهم بالحرية وقال لنا :"الاحتلال لا يُريد أن ينتزع الأسرى حريتهم بالإضراب، ولا يُريد أن تضعف قوة سيفه – الاعتقال الإداري- أمام إرادة الأسرى الفلسطينيين.

 

ومنذ اندلاع الانتفاضة الثالثة في الضفة الغربية مطلع أكتوبر 2015 عمد الاحتلال الإسرائيلي إلى تنفيذ سياسة الاعتقال الإداري تجاه الفلسطينيين، وفي هذا الصدد أوضح الإعلامي "عرابي" أن الاحتلال اتخذ من الاعتقال الإداري أداة لمواجه الانتفاضة وانهائها وقال :" الاحتلال لن يتسامح مع أي خطوة فردية أو غير فردية من شأنها أن تُضعف سطوة هذه السياسة في هذا الوقت بالذات".

 

وبسؤاله حول نجاح الإضرابات السابقة للأسرى أكد "عرابي" أن الاحتلال سابقًا كان يخشى انفجار الأوضاع في الضفة المحتلة فكان يرضخ لإرادة الأسرى ولكن اليوم هو يحمي تعنته بقانون مُقر بالكنيست، ناهيك عن أن الأوضاع قد انفجرت فعليًا وأردف بالقول :"الخطر الذي يتعرض له الأسير القيق اليوم مُضاعف ولا يُمكن السكوت عليه، الاحتلال الآن لا يُريد التساهل في التخلي عن آداة القمع التي يملكها وهي الاعتقال الإداري".

 

مسؤولية فلسطينية

 

وعلى الرغم من تأكيده على قوة وسطوة الاحتلال وتعنته في التعامل مع القيق كسبب في عدم احداث اختراق في قضيته على مدار 86 يومًا من الإضراب إلا أنه لم يعفِ المجتمع الفلسطيني على المستوى الرسمي والجماهيري من المسئولية، مؤكدًا أن حالة الهوان بدت عامة في كل القضايا الوطنية ولم تقتصر على قضية الأسير القيق فقط، خاصة في الضفة الغربية، واعتبر الإعلامي "عرابي" موقف السلطة المتخاذل من الانتفاضة الثالثة وكل القضايا الوطنية كان له أثرًا في ضعف الحشد الجماهيري للانتصار للأسير  القيق، ناهيك عن التحولات التي طرأت على الشارع الفلسطيني بعد انتفاضة الأقصى.

 

عدم وحدة الموقف

 

ولم تتردد الإعلامية "ميرفت عوف" من غزة، في القول بأن ما أضر بقضية القيق والانتصار له بعد قرابة ثلاثة أشهر من الإضراب المفتوح عن الطعام هو عدم التوحد بين الموقف الشعبي والرسمي تجاه قضيته العادلة ، وأكدت في مقابلة مع "الحدث" أن تخاذل الموقف الرسمي والتنظيمي كان سببًا آخرًا في عدم تحقيق الحملات المطالبة بحريته والانتصار لقضيته مآربها، وقالت لـ :" كان من المفترض أن تصنع قضية الأسير القيق، حالة من الحشد الهائل للانتصار له وتحقيق حريته من براثن الاعتقال الإداري، فهو لم يُعتقل إلا لأنه آمن بعدالة قضية وطنه".

 

وبينت أن عدم توحد الفعاليات التي كانت تخرج مطالبة بحريته أضرت بقضيته كثيرًا حيث تشرذمت الجهود وضعفت قوة التأييد رغم عدم الاختلاف على وطنيته وتابعت بالقول :"الكل بدا يُغني على ليلاه ومن خرج مناصرًا كان يُريد أن يَظهر وكأنه أدى دوره فقط"، وأضافت :"في النهاية لم يستفد القيق من هذه المواقف العبثية".

 

 وشددت الإعلامية "عوف" على أن المناصرة الحقيقية لأسير القيق كانت من زوجته مؤكدة أنها استطاعت إثارة قضيته أمام الرأي العام ونجحت في إيجاد حالة من التعاضد الشعبي معه، فظهرت العديد من حملات التضامن معه طلبًا لحريته ورفضًا لسياسة الاعتقال الإداري الذي يتلذذ الاحتلال بصفع كل أسير فلسطيني يُحاول الكشف عن جرائمه.

 

وتأمل الإعلامية "عوف" بأن توحد الجهود ويستطيع المختصون وضع آلية تحرك عاجلة ومدروسة تتناسب مع حجم قضيته وتضحيته من أجل قضية وطنه العادلة في التحرر.